مكرم محمد أحمد لصحيفة كويتية: "السيسي" سيخسر إذا دعمه "المصلحجية".. وحزب النور "لغز كبير"

شدد نقيب الصحفيين الأسبق، مكرم محمد أحمد، على ضرورة تقوية العلاقات الأمنية بين مصر ودول الخليج خلال الفترة المقبلة؛ لمواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة التي باتت تهدد أمن المنطقة.
وأشار الكاتب الكبير، خلال حواره مع صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى اعتقاده أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتمتع بشعبية كبيرة بين المصريين ولا يحتاج إلى تحالف حزبي يسيطر عليه من وصفهم بـ"المصلحجية".
وقال مكرم إن هناك مجموعة تقول إن السيسي ليس له ظهير سياسي أو حزب يدعمه، فيحاولون إنشاء تحالف حزبي لمساندته، معتبرا أنها "خطوة لن تنفع السيسي أكثر مما ستضره، فعبد الناصر أنشأ الاتحاد الاشتراكي خلال فترة رئاسته، فانضم إليه "المصلحجية"، لأنه عندما يتبنى الرئيس حزبا في السلطة لا تتوقع أن يكون حزبا مضحيا، ولكنه سيكون حزبا باحثا عن المكاسب، وسيكون عالة عليه أكثر من أن يكون عونا له، ولا أتوقع أن يكون هذا التحالف سندا قويا لرئيس يتمتع بهذا الحجم من الشعبية، فالسيسي لن يكسب قلوب المصريين إلا إذا قدم إليهم ما يؤكد حرصه على الحكم الرشيد".
وأضاف أن "السيسي هو الحاكم الوحيد الذي حظى بثقة المصريين قبل انتخابه، لانحيازه إلى الشعب في 30 يونيو، وعلينا أن ندرك أن الإخوان لم يتبخروا دخانا في الهواء، فإذا كانت هناك نسبة من القيادات هربت إلى الخارج فإن معظم القواعد لا تزال على اتصال دائم تعمل وتكيد وتتآمر".
وعما يأمله من الرئيس فيما يتعلق بملف الحريات، أعرب مكرم عن شعوره بقلق فيما يخص الحريات، "ولكن الرئيس أكد التزامه بالنصوص الدستورية، واحترامه لحرية التعبير، ولكن في الوقت ذاته يجب أن تكون شوكة الدولة قوية لمجابهة من يرفع السلاح في وجهها، أو يهدد أمن مواطنيها".
ولفت إلى أن "السيسي عليه إدراك أنه يجب الحفاظ على حرية الصحافة، لأنه لن يرى كل شيء، ولأن الصحافة الحرة هى التي ستمنع تراكم المشكلات والأخطاء، وسوف تدله على الأشياء القبيحة والجميلة في الوقت نفسه".
وعن فكرة الإطاحة بالسيسي، على غرار محمد مرسي، إذا أخفق في تلبية طموحات الشعب، قال الكاتب إنه لا يتصور أن الرئيس السيسي سيخفق إخفاق مرسي، واصفا الأخير بأنه كان بمثابة فاصل كوميدي، "وأعتقد أن السيسي قرأ ملفات مصر جيدا بتفاصيلها الفرعية، وواضح أن وجوده في قلب الفترة الانتقالية جعله يعرف كثيرا جدا مما يجري في مصر الآن، فضلا عن أن الدستور لا يعطيه أكثر من فترتين للحكم، مما يقلل فرص خروجه على الصالح العام أو انحرافه بالسلطة".
وعن توقعه استمرار تأييد دول الخليج للنظام المصري الجديد، قال إن "التحالف المصري الخليجي سوف يستمر ويقوى، خاصة أن الأمريكان يشدون رحالهم من المنطقة، فهم لا يريدون خوض حرب جديدة في أي قضية تخص الشرق الأوسط، حتى في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وهناك خطر على دول الخليج من التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تهدد مصر أيضا، ما يجعل من الضروري تقوية العلاقات الأمنية بين مصر والخليج لمواجهتها".
وعن مستقبل التيار السلفي وحزب النور، قال إن "هذا التيار يمثل بالنسبة له لغزا، فرئيس حزب النور يونس مخيون أحيانا تصدر عنه تصريحات عاقلة وأحيانا أخرى تصدر عنه تصريحات غريبة، وأتصور أنه يجب إعطاء فرصة للأحزاب القائمة على أساس ديني لتوفيق أوضاعها، وأن تكون هناك شروط واضحة لهذا التوفيق".