المفلس يوم القيامة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ» أخرجه مسلم.
قالت الدكتورة سعاد محمود أستاذة الحديث بجامعة الأزهر الشريف، إن هذا الحديث فيه دلالة على مدى الارتباط الوثيق بين الإيمان الصادق وما يحتويه من عمل وعبادة وبين أقوال المسلم وأفعاله فمتى وجدت الأقوال والأفعال الطيبة وجدت العبادات والحسنات ومتى فقدت، فقدت العبادات والحسنات وكان الخسران والهلاك.
وأضافت لـ"صدى البلد": أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) بدأ حوراه مع الصحابة (رضى الله عنهم) على طريقة السؤال والجواب لجذب انتباههم وإثارة التشويق فى نفوسهم لمعرفة الجواب فيستوعبوا ما يخبرهم به بوعى ونشاط.
وأوضحت أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) صحح للصحابة مفهومهم من ناحية المُفلس وأخبرهم بأن الأمر ليس كما ظنوا ولكن هو من فعل العبادات والأعمال الصالحة المقبولة والمثاب عليها ولكنه يوم القيامة كما أتى ومعه حسنات أتى ومعه مظالم لم يتحفظ منها ولم يتحلل منها حتى جاءه يوم عظيم لابد فيه من القضاء وإعطاء كل ذى حق حقه.
وأشارت إلى أنه يستفاد من هذا الحديث أن على المسلم أن يراعى الله ويتقيه فى كل أقواله وأفعاله وأن يجعل نفسه بعيداً عن إيذاء الناس وظلمهم، وأن على المسلم أن يكون حريصاً على عبادته وأعماله الصالحة وألا تضيع منه هباءً.