قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سفوح التاريخ !


عام في سفوح التاريخ في دولة العالم الثالث المتحضرة ، في يومى الرابع من الفراق الساعة الحادية عشرة مساء تشرين الثانى ، خلف عواصف الأشواق والحنين ، وتحت السحب الباكية علي الحُلم المغتال أحيا في قصر في سماء الفردوس وأنا أنُبذ في الحطمة ، أراقب هاتفي الخلوى ، وأنقش آيات التطور علي برديات العمر ، وأراود أنفاسي عن نفسها وأنتظر أن يباح لقاء بيننا حتى وإن شق الجماد أذرعنا لنحتضن ، أنتظر وأنتظر ثم أين أنت ثم أختفاء ثم المحيط الهادىء جُن في عيناى والدجى غسق في قلبي ثم لا شئ .
اليوم التاسع بعد الفراق لا شيء إلا البقاية كأس به قطرات لا لون لها وزجاجة فارغة مجتز عنقها وشعب من الضحايا في منفضة سجائري وأثواب مشطورة بنانها من خلاف ، وخمسون رسالة يتأرجحون بين الهاتف والبريد الألكترونى ، أبقيتهم منك ذكرى لتهذيب نفسي الأمارة بالحب ، أصفع بهم قلبي كلما صرخ صمتى و أبقر عيناه ليري أنك حطمت قدسي ودهست بأحذية غرورك أوطانى ، وسرقت من مملكتى أوسمتى وتيجانى ، وأنك هّمٍ وكان الهّم سلطانى ، وكالفأر تتسكع علي ديار العاشقين تلعن سجنى وقضبانى ،تشحذ حرية أخرى تهواك بسن خناجرها تراك رداءاً ممزق لخيال وسط الأغصان .
والآن تسألنى الشوق ونسيت أن الشوق أكذوبة المراهقين لدفن أرواحهم باللآلآلم ، فقل للشوق ياشوق أشتاق لشوقٍ يهوانى .
توسلت كثيراً للموت ألا تنساق لقبح هذا الزمان ،وأن الحب لا يطور بالأرباح والأموال والاعمال والسفر والإنشغال ، الحب لا يطور حسب أهواء الإنسان ، كنت تضحك سخرية ، وكنت أوارى نفسي في نفسي خجلآ حين أطلب منك الحب ورصاص غرورك المغوار يقتلنى يتركنى ويرضع من ثدى الشيطان ، تهملنى أعوام ثم تعود يومان وتنسانى ، وصرخت كثيراً مناجية ألا توقف قلبي عن الخفقان ، فتقول كئيبة شديدة البؤس، تميلين دائماً للأحزان ، إنما الميل في عودك الرنان ، وتقهقرت أنا وتعاليت أنت ، فجدلت القسوة علي جدرانِ.
لم يرضيك براءة قلبي وأردت إمرأة قوية تليق بعنادك وها أنا أصبحت أمرأة تحرق أبليس ان أرادت وتسقط من فوق العروش الفرسان ، لكن عمارك هدم وأنا لا أريد أن تصبح الطلول عنوانى .
الشهر الأول بعد الفراق في قصري تحت سماء الفردوس أنعم بينابيع النعم بما لم أشتهى أن يرسم حتى تحت أجفانى ، وألتحمت الأشجار في الغابات الموحشة تظل علي قلبي من كل غادر أغوانى ، ولا يضاجع الليل نهارى ولم يعد بينهم لُحمه ولا بكاء بعد أبتسام نومى فلن أفلح إن البكاء أعمانى ، ولا يؤجج الحنين علي باب متجر الشوكولا ولم أعد أكره اللون الأزرق ولا أمنع الماء عن القط الظمأن .
أصبحت في بلاد الغربة مالكة لشعبها وأنا فوق سلطانها سلطان ثانِ ، وأصبحت أنت ورقة في دفتر أعمالى ، وإن ضاق الوقت بينك وبين طلال أظافري فلون أصابعى أهم من كبس أزرار هاتفي لفأر هائم في الأمانى .
لا ألقي لوماً عليك فأنت عقاب أختيارى ، وعام الغربة والقهر وجفاءك وأمثالك بيهم صراع لكنِ حقاً أصبحت لا أبالي كل شيءٍ تغير بي وقلبي سأم من الدوران ، أفكر فقط بعقلي قبل أن أفقد سفنى في نواة البحار ، فلا تسعى لعشقاً لقلبك فقد خمد بركانِ.