قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"ذي جارديان": كارثة الطائرة الماليزية وضعت بوتين في "ورطة" بسبب دعمه للانفصاليين بأوكرانيا


رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن حادث إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية في شرق أوكرانيا وتحطمها ومقتل جميع من كانوا على متنها وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ورطة بسبب دعمه للانفصاليين في هذه الجمهورية السوفيتية السابقة.
واعتبرت الصحيفة -في تعليق لها اليوم السبت- تزويد روسيا للانفصاليين في شرق أوكرانيا بالسلاح تهديدا خطيرا للامن العالمي.
وقالت إن الورطة التي وجد بوتين نفسه غارقا بها طالما حاول تجنبها، وإنه كان يواجه أمرين إما مواصلة دعم الانفصاليين المتمردين في شرق أوكرانيا رغم صيحات الاستهجان الدولية، أو التخلي عنهم ما يعني هزيمتهم أمام حكومة كييف خصمه اللدود.
وأضافت أنه حتى ضرب الطائرة بصاروخ مضاد للطائرات أمس الاول الخميس ومقتل 298 شخصا على متنها كان الرئيس بوتين يلعب بأوراقه على حسب الظروف في ساحة المعركة وضغط الغرب وحرك قواته ودباباته بعيدا عن الحدود بعد الانتخابات الرئاسية الأوكرانية في شهر مايو لكنه أعادها في الأسابيع الأخيرة.
ومضت الصحيفة تقول انه في بداية الامر ظل بوتين ينأى بنفسه عن المتمردين إلى أن أحرزت القوات الاوكرانية تحت قيادة الرئيس المنتخب الجديد بيترو بوروشينكو مكاسب قوية في الشرق ومنذ ذلك الحين حدث تدفق جديد من الاسلحة الروسية عبر الحدود بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات.
وأوضحت أن كارثة الطائرة الماليزية تقيد يدي بوتين فأي شيء سيفعله الآن سوف يجلب المزيد من التدقيق فشحن اسلحة إلى الحدود الاوكرانية المهلهة للغاية والتي كانت حتى وقت قريب يشكل تهديدا إلى القوات المسلحة الاوكرانية سوف ينظر إليه الآن على أنه يشكل تهديدا للمجتمع الدولي بأكمله وليس أوكرانيا فحسب، وإن رفع بوتين يده عن الانفصاليين في شرق اوكرانيا يعني تركهم دون حماية للقوات الاوكرانية التي من المتوقع أن تستغل الحادث لتسحقهم منزلة هزيمة استراتيجية ببوتين.
وقالت الصحيفة إن المؤشرات الأولية تشير إلى تردد بوتين بين هذين الاختيارين، وفي الوقت الذي سارعت فيه وسائل الاعلام الروسية إلى اتهام أوكرانيا بإسقاط الطائرة، وإثارة نظرية أن كييف كانت تعتقد انها طائرة بوتين الخاصة، لم يخرج الرئيس الروسي او احد من كبار مسؤوليه للتعبير عن هذا النهج صراحة.
ومضت الصحيفة تقول إن أكثر ما عبر عن موقف الدولة الروسية جاء متأخرا ليل الجمعة عندما ألقى السفير فيتالي تشوركين مبعوث روسيا الدائم في الامم المتحدة باللوم على الصراع في أوكرانيا بوجه عام وعلى كييف وحلفائها الغربيين الذي أذكوا الصراع، وتساءل تشوركين أيضا لماذا سمحت سلطات الطيران الأوكرانية للطائرة الماليزية بالتحليق فوق المجال الجوي لشرق أوكرانيا ولكنه لم يتناول في حديثه على نحو التحديد من الذي أسقط الطائرة.
ونقلت "ذي جارديان" عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله لقناة "روسيا 24" إن المأساة ستوقظ هؤلاء الذين تخلوا عن التزاماتهم بشأن العملية السياسية، ورجحت الصحيفة أن يكون الهدف من هذا النهج الجديد هو شراء وقت يمكن من خلاله قياس رد الفعل الدولي قبل قيام بوتين باتخاذ قرار استراتيجي.
وقالت الصحيفة إنه واضح بالفعل من اجتماع مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة أنه حال ثبوت استخدام المتمردين في الهجوم سلاحا روسيا فسوف تجد موسكو نفسها اكثر عزلة من اي وقت مضى في التاريخ الحديث. فلم ينل حديث تشوركين استحسان احد في الجلسة.
واستطلعت "ذي جارديان" آراء عدد من خبراء السياسة الدولية، فقال بن يهودا مؤلف كتاب "الامبراطورية الهشة.. كيف وقعت روسيا في غرام فلاديمير بوتين" إنه إذا اثبتت نتائج التحقيق الدولي الشكوك الأولية فإن أحد احتمالات الغرب وهو الاقرب سيكون إعلان "جمهورية دونتسك الشعبية" منظمة إرهابية.
وأضاف يهودا "قلق بوتين الأكبر هو أن يعلن الكونجرس الأمريكي جمهورية دونتسك الشعبية منظمة إرهابية مسؤولة عن أسوأ هجوم على طائرة ركاب مدنية منذ 11 سبتمبر وهو ما سيجعل روسيا دولة راعية للإرهاب"، موضحا أن بوتين سيبذل قصارى جهده من أجل تجنب هذا الأمر.
وأكد يهودا أن هذا فشل كبير للمخابرات العسكرية الروسية وجهاز المخابرات الروسية والقوات الخاصة، وتساءل أي نوع من الناس هؤلاء الذين لا يستطيعون تمييز طائرة ركاب ماليزية في السماء؟ لا استبعد أن يكون المتورطين في الحادث سكارى ..
بينما قال ستيفن سيستانوفيتش السفير الأمريكي السابق في موسكو والمحاضر في جامعة كولومبيا، إن سلوك بوتين الماضي يجعل من الصعب التنبؤ أي طريق سيسلكه، مشيرا إلى أنه يصعب قراءة عقل بوتين فتصرفاته تتأرجح بين الحصافة والتهور.

وأضاف سيستانوفيتش أنه حتى قبل حادث إسقاط الطائرة كانت هناك بعض العلامات على تراجع التحمس الروسي للمشروع ككل وحتى الرأي العام الروسي تراجع كما أن تأييد الانفصاليين داخل اوكرانيا اقل مما كان معتقدا في الاساس لكن روسيا واصلت شحن الاسلحة.
وقال سيستانوفيتش "قد تتوقع أن هذه النتيجة الكارثية قد تفيق المسؤولين الروس وتجعلهم يرون انهم الخاسرون اكثر مما اعتقدوا .. لكن بوتين ليس مرجحا أن يحاصر في هذه الزاوية .. فاهم شيء عنده هي عدم ظهور في وضع مذل .. ولن يحب أن يشعر انه هزم".