الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كشف التوهم في الصراع الأمريكي الإيراني


كان الشعب الإيراني كل يوم جمعة ينادي بالموت لأمريكا بالرغم أن إيران ليست سوى دولة تبعيتها الكاملة لأميركا , و لكن قادتها كان يخدعون الشعب بالسماح لمثل هذه المظاهرات التي تخرج ضد أمريكا للخداع الذي تمارسه في التنسيق مع الإدارة الأمريكية في كل تحركاتها علي المستوي الإقليمي ؟
وهذا يتضح بمجرد إماطة اللثام عن أهم الأعمال السياسية التي قامت بها إيران في المنطقة خدمة لأميركا في السنوات الأخيرة. و بشكل مختصر دون تعمق.
1 - مساعدة أمريكا في حربها على أفغانستان والتي بدأت في 7 أكتوبر 2001م باسم (عملية الحرية المستديمة) والتي كانت بمساندة من قبل الجيش البريطاني الذي سماها بـ (عملية هرك) وكانت هذه الحرب قد شنت بحجة الرد على هجمات 11 سبتمبر.
ودور ايران في هذه الحرب كان بشكل علني لا يخفى على أحد، بل كان المسؤولون الإيرانيون يتفاخرون بهذا الدور، وزيادة في التأكيد نورد بعض التصريحات والتقارير التي تبين ذلك:
- صرح هاشمي رفسنجاني الرئيس الأسبق لإيران بعد سقوط حركة طالبان بقوله: «القوات الإيرانية قاتلت طالبان وساهمت في دحرها، ولو لم نساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني. ويجب على أميركا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيراني الشعبي لما استطاعت أن تسقط طالبان».
- أثناء حرب أفغانستان صحيفة «نيويورك تايمز» تحدثت عن «رسالة سرية» من الحكومة الإيرانية إلى واشنطن تتعهد فيها إيران بمساعدة الجنود الأميركيين الذين قد يجدون أنفسهم في وضع طارئ على أراضيها بعد عمليات فاشلة في أفغانستان.
- ما صرح به محمد علي أبطحي، نائب الرئيس السابق، في مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل بتاريخ 15/1/2004م قائلاً إنه «لولا الدعم الإيراني لما تمكنت أميركا من احتلال أفغانستان والعراق بهذه السهولة”.
- تقرير بيكر-هاميلتون، الصادر عام 2008م، والذي دعا الإدارة الأميركية إلى اقتباس «التعاون» الإيراني-الأميركي في أفغانستان وتكراره في العراق.
- ما نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية في شهر نوفمبر 2010م من أخبار تفيد تلقي حكومة كرازاي (الموالية لأميركا) أموالاً من إيران، بعد أن أقرّ الرئيس الأفغاني بتلقي أموال من إيران، وُصِفت بأنها تستخدم (لشراء ذمم سياسيين وأعضاء برلمان وزعماء قبائل أفغان، واستمالة عناصر حركة طالبان) - مشاركة إيران لأول مرة في مؤتمر مجموعة الاتصال الدولية حول أفغانستان، والذي عُقد في 18/10/2010م، ونوقشت فيه العملية الانتقالية وقد صرح ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي إلى أفغانستان وباكستان (وفق وكالات الأنباء في 19/10/2010م) بالقول: (نُقرُّ بأن لإيران دوراً تؤديه في التسوية السلمية للوضع في أفغانستان)، مشيراً إلى الجهود الدولية لتحقيق ما أسماه «استقرار أفغانستان»! وذلك في محاولة لمساعدة أميركا في الخروج من المأزق الذي وقعت فيه والذي استنزفها عسكرياً واقتصادياً ومعنوياً.
-إعلان مساعد وزير النفط الإيراني علي رضا ضيغمي بتاريخ 6 نوفمبر 2012م بأن إيران وأفغانستان اتفقتا على إنشاء خطوط أنابيب لنقل المنتجات النفطية إلى أفغانستان، وأردف قائلاً إن وفداً إيرانياً سيزور أفغانستان من أجل التوصل إلى اتفاق حول تفاصيل إنشاء خط الأنابيب، وأكد أن المنتجات النفطية الإيرانية ذات جودة عالية بالنسبة إلى المشتقات النفطية الأخرى التي يتم تصديرها إلى أفغانستان.
وقال بأن الخط المذكور يمتد 896 كم ويتمكن من نقل 130 حتى 150 ألف برميل من المنتجات البترولية يومياً إضافة إلى توفير هذه المنتجات للمحافظات الشرقية في إيران!و كأن قوات الناتو قد انسحبت من أفغانستان.
2- مساعدة أميركا في شن حربها على العراق والتي بدأت 20مارس 2003م بحجة نزع السلاح الكيميائي وانتهت باحتلال العراق.
وكسابقتها كانت هذه المساعدة بشكل علني لا يخفى على أحد، وزيادة في التأكيد نورد بعض التقارير والتصريحات:
*كتبت أزاده كيان تيابو الخبيرة في الشؤون الإيرانية والأستاذة في العلوم السياسية في جامعة باريس بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001م «حدث تقارب في المصالح الإيرانية والأميركية في منطقة الخليج» وأضافت «إن حرباً في الخليج ستساهم في تعجيل هذا التقارب»... وهذا ما حصل بعد سنتين (حرب العراق).
*ما حصل من اجتماعات سرية ومعلنة من قبل الطرفين قبيل الحرب على العراق بين المجلس الأعلى للثورة، وحزب الدعوة وهي أحزاب إيرانية الانتماء وبين الأمريكان.
*ومن بعض هذه الاجتماعات ما تسرب عن الاجتماع السري بين مسؤولين من إيران وأعضاء من الكونجرس الأميركي في بداية الحرب على العراق في سويسرا لتقريب وجهات النظر.
* فتوى السيستاني بعدم التعرض لقوات الاحتلال، وعدم عرقلة مسيرتها عند دخولها العراق، بل وتفاخر باقر الحكيم بقدومه على دبابة أميركية إبان سقوط نظام صدام حسين.
*التقرير الذي كتبته النيوزويك في 2 مارس 2004م عن التحالف الأميركي الإيراني، والذي جاء فيه: «أطلقت هزيمة صدام العنان لقوة دينية وسياسية جديدة قد تصبح حليفاً معتدلاً للولايات المتحدة الأميركية في العراق» ومما يؤكد كذلك ما صرح به الاستراتيجي والسياسي الأميركي الشهير هنري كيسنجر في مقال له في صحيفة عربية «بأن الوجود العسكري الأميركي في العراق لن يستمر لأسبوعين فيما لو أطلقت المرجعيات المرتبطة بإيران فتاوى بمجرد التظاهر ضد الأمريكيين»، فما بالك بمقاتلتهم.
* كانت طهران أول من اعترف بالحكومة الانتقالية التي عينتها أميركا بالعراق، وفي ذلك يقول جلال طالباني في لقاء له عبر قناة العراقية: « أن الحكومة التي نصبتها أميركا موالية لإيران». وينسجم مع ذلك دعم السيستاني لجميع المشاريع الأمريكية في العراق.
* صرح محمد حسين عادلي السفير الإيراني في بريطانيا لرويترز بعد الانتخابات العراقية قائلاً: «إن إيران تعاونت عن كثب مع الولايات المتحدة لكسب التأييد بين السكان العراقيين للانتخابات التي جرت هناك الشهر الماضي وتهيئة مناخ هادئ لها»، وقال أيضاً: «إن طهران مستعدة للعمل مرة أخرى مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط حينما تتلاقى مصالحهما».
*وصول الأحزاب المدعومة من إيران لسدة الحكم في العراق وعلى رأسهم الحكيم والجعفري والمالكي وتولي مناصب حساسة منها رئاسة مجلس الوزراء والداخلية.
* ما صرح به الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في عام 2007م بأن «بلاده على استعداد لملء الفراغ الأمني في العراق حال انسحاب القوات الأميركية منه» وهو ما أعاد تأكيده الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني بقوله «إن إيران على استعداد لضمان الأمن والاستقرار في العراق في حال ما إذا انسحبت أمريكا منه».
3- الوقوف بجانب أمريكا وروسيا والصين في صف النظام المجرم في سوريا الذي قتل العباد ورمَّل النساء وهدم البيوت واستباح الأعراض دون رادع خلقي أو ديني أو إنساني، بل وتزويد هذا النظام بالسلاح والرجال من أتباعها في لبنان والعراق في محاولة فاشلة، لإخماد الثورة السورية التي أقضَّت مضاجع الغرب وجعلته لا يدري ما يفعل لمنع هذه الثورة من النجاح في إسقاط نظام بشار.