قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

يفعل ذلك لأنه "أمين شرطة اسم الله"


كان وزير الداخلية الراحل شعراوى جمعة صاحب فكر يرمى إلى تطوير المنظومة الأمنية عندما قرر إنشاء معهد أمناء الشرطة عام 1967 بهدف إلغاء نظام الكونستابل ومد الداخلية برجال شرطة على قدر أكثر من الوعى والثقافة ومدعومين بقدر أكثر من الفهم الأمنى، لكنه لم يعلم أبدا أن هذا المعهد وبسيره على هذه الآلية سيتحول إلى خط إنتاج لعناصر بشرية تخطئ أكثر من ما تصيب وتؤذى أكثر من ما تنفع وتخدم الباطل أكثر مما تخدم الحق _ إلا قلة ممن رحم ربى _.

أمين الشرطة هو شخص وضعت فى يده سلطة وسلبت منه فى نفس الوقت آدميته وما أغبى هذا الوضع وأحمقه وما أبشع أثره على الخدمة الأمنية التى يتلقاها المواطن منه !!!
دعونا نصارح أنفسنا ولا نفعل فعل النعام وندفن رؤوسنا فى الرمل، فلا يخفى على كل ذى سمع وبصر أن تجاوزات ضباط الشرطة تعتبر صفر على الشمال لو قورنت بتجاوزات الأمناء وتحية للمخرج خالد يوسف الذى كان أول من عرض القضية بحذافيرها فى فيلمه المختلف المتميز "هي فوضى".
أمين الشرطة كان قبل ثورة يناير يتقاضى مرتب رسمى من الدولة لا يكفيه هو وأسرته أو حتى هو بمفرده أسبوع واحد من الشهر وساعات عمله اليومى غير مرتبطة بميعاد معين، يستمع كثيرا إلى كلمة (باشا) من مواطن (عبيط) واقفا أمامه انتباه ويريد منه إنجاز خدمة ما فى حين أن جيبه لا يوجد فيه بضع جنيهات تكفى لشراء وجبة غداء، فماذا ننتظر منه إذن ؟؟؟
اضطر (الشاعر بباشويته المظلوم فى آدميته) أن يمد بنفسه جسرا يربط فيه التباعد الرهيب بين سلطته ووضعه المادى فتعامل مع المواطنين فى القسم وفى الشارع وفى الكمين وفى إشارة المرور بالطريقة التى نعلمها جميعا ونرى فيها أقذر طريقة ابتزاز عرفتها البشرية.
وحتى بعد الثورة وبعد تحسن الأوضاع المادية لأمين الشرطة نوعا ما لم يتغير الوضع كثيرا لأن الأمين كان وسيبقى متعودا على ممارسة العمل بطريقة (اللى مالوش خير فى حاتم، مالوش خير فى مصر) حسب ما ورد فى فيلم خالد يوسف، الدولة تعلم جيدا ماهى سلوكيات أمين الشرطة مع المواطن، وتعلم جداااا أنه يتعامل مع الناس من واقع كونه (أمين شرطة إسم الله) ولا تقوم ذلك ولا تحاول، ربما لغرض فى نفس يعقوب وربما لعدم قدرتها على تحسين أوضاعه وليس فى الإمكان ما يجعله أفضل مما كان والنتيجة الكارثية أننا أصبحنا أمام تطور نوعى فى السلوك السلبى لأمين الشرطة وأصبحنا نرى منه تمثيل بجثة ونسمع عنه اتهام باغتصاب فتاة معاقة ذهنيا محبوسة داخل حجز القسم الذى يعمل فيه ويأتينا من وقائع تجاوزه فى حق كرامة المواطن وجسده ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
أمين الشرطة بعد ثورة يناير استطاع أن ينتزع من الدولة جزء لا بأس به من طموحاته المادية والمعنوية والاجتماعية ومع ذلك لم يتغير شئ فى آلية عمله ورؤيته للمواطن، أمين الشرطة لازال يصر على أن يحمل المواطن وحده فاتورة المعادلة الخبيثة: سلطة + فقر مدقع = كرباج فى ضهر المواطن وسكين فى قلب كرامته.
معهد امناء الشرطة فى بلدنا يحتاج لإعادة تأهيل أفراده وإعادة هيكلة نفوسهم التى تعودت على أن تكون فى القمة والقاع فى نفس ذات الوقت، لا أنكر أن وزير الداخلية اتخذ قرارات حاسمة وفورية تجاه الجريميتن الاخيريتن لأمناء شرطة فى الخانكة وإمبابة وطالب بفتح ملف تجاوزات جميع الأمناء التى لا تنتهى، ولكن هذا لا ينفى أن كان علي سيادته فعل ذلك _ وهو أدرى شخص بطريقة سيرالمنظومة الأمنية_ بدون انتظار لمواجع تسكب الملح على الجرح وتأجج الأوضاع ضد الشرطة من جديد، وأذكر سيادته وليس بحاجة لتذكيرى أن يد الثورة الباطشة أول ما توجهت توجهت نحو الشرطة لأنها أكثر مؤسسة فى الدولة أهانت المواطن بغض النظر عن إهاناته صحيا واجتماعيا وماديا و... و...و...