قادة الحروب الجوية يستعرضون صورة تخيلية لتصفية "داعش" بالطائرات.. ويؤكدون: "التنظيم لا يمتلك أدوات المقاومة"

قادة الحروب الجوية والبرية يرسمون صورة للحرب المحتملة على "داعش":
تصفية "داعش" جواً تستغرق عاماً على الأقل
"داعش" لن تقاوم ولا تمتلك تقنية استهداف الطائرات
الطائرات تكشف القدرات العسكرية للهدف قبل الوصول إليه
أمريكا قد تضطر للاستعانة بميلشيات الجيش العراقي
مخازن داعش "هدفا" سهلا و ستدكه في لمح البصر
ستخلف وراءها "فلول" مثل التجربة الباكستانية
التصفية جوا.. هذا ما يذهب إليه مشهد المفاوضات الدولية حول تحالف الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، فالرفض السائد بين معظم الدول للزج بقوات برية يقودنا إلى نتيجة واحدة وهي اقتصار الحرب على النطاق الجوي، فإن كان الأمر كذلك ماهي الصورة التي ستخرج عليها الحرب، و ما النتيجة التي سنصل إليها في ظل غياب القوة البرية.
في هذا الإطار قال اللواء طيار حسين القفاص، أحد قادة سلاح الطيران خلال حرب أكتوبر 73 وحامل أعلى وأرفع الأوسمة، إن حرب الطائرات ضد داعش ستكون موفقة جدا لسببين يرتبط كل منهما بالآخر ارتباطًا وثيقًا.
وأوضح أن السبب الأول هو افتقاد "داعش" تماماً للأسلحة المضادة للطائرات، و هو ما أكده عجز التنظيم عن مواجهة الطائرات الأمريكية التي سددت ضربات منفصلة خلال الفترة القصيرة الماضية، والسبب الثاني هو قدرة الطائرات المستخدمة في الحروب الجوية على اكتشاف الهدف ومكانه، واكتشاف ما إذا كان هذا الهدف يمتلك قواعد للدفاع الجوي أم لا.
وأكد أن أمريكا لا تقرر الضرب جوًا بشكل عشوائي، فهي تعرف جيدا أن العدو الذي تستهدفه فقير لإمكانات الدفاع عن نفسه ضد هذه الحرب، من خلال طرق الاستطلاع الجوي الحديث.
وأضاف "القفاص" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" إن الحرب على التنظيم الإرهابي "داعش" في العراق بالطائرات سيستغرق عاما على الأقل وأرجع توقعه بطول المدة إلى اندساس عناصر التنظيم بين المدنيين، مؤكدا أن الحرب على كل الأحوال ستحصد أرواحاً لا بأس بها من المدنيين.
وقال إن الطائرات الأمريكية ستنطلق في حربها على داعش من قواعدها في قطر وتركيا، لكنها قد تلجأ إلى قواعد عسكرية في السعودية والكويت بالاتفاق بينهم للتغلب على مشكلة التسليح في الجو، حيث مشكلتين يمكن أن تواجه الطائرات المحاربة في الجو، الأولى متمثلة في الوقود والثانية في نفاذ كمية السلاح و الذي سيضطرها للهبوط مرة اخرى للقواعد العسكرية لإعادة التسليح ثم الإنطلاق مجددا، و هو ما يتطلب وجود قواعد عسكرية قريبة وعديدة.
وأشار إلى أن أزمة الوقود التي قد تواجهها جوا يمكن ان تتغلب عليها بما يعرف بصندوق الوقود الطائر، حيث يمكن أن تتزود الطائرة بالوقود من هذا الصندوق الذي تحمله لها طائرة أخرى مخصصة لهذا الغرض، و تزودها بالوقود عبر خرطوم.
ومن جانبه أكد اللواء طيار بهي الدين منيب، أحد قادة محور القوات الجوية في غرفة عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة في حرب 73، أن حرب الطائرات على التنظيم الإرهابي داعش ستكون مؤثرة جداً في كسر أجنحة التنظيم إذا تم حشد قوات كبيرة وعدد كبير من الطائرات والصواريخ.
وأرجع ذلك إلى أن "داعش" ليست في قوة الاتنظيم الإرهابي القاعدة، مشيراً إلى أن عدد "داعش" في حدود 30 ولن يزيدوا على 40 عنصرا ولا تمتلك الامكانيات العسكرية التي تسمح لها بمواجهة طيران التحالف.
وأوضح "منيب" في تصريح خاص لـ "صدى البلد"، أنه لا يمكن تحديد مدة الحرب، فهي تتوقف على الأماكن التي يتمركز فيها العدو وطبيعة مسرح العمليات، مشيراً إلى أن الأجهزة الحديثة والتقنية العالية لوسائل الاستطلاع الجوي مثل طائرات الاستطلاع الاستراتيجي والتكتيكي تستطيع تصوير أماكن وتحديدها بدقة من الصعب اكتشافها على الأرض.
وأشار إلى أن الطائرات الأمريكية ستنطلق في حربها على "داعش" من قواعدها العسكرية في قطر والسعودية ومن حاملات الطائرات في المحيط الهندي والخليج العربي والتي ستكون محملة بالصواريخ أرض أرض وأرض جو، مشيراً إلى أن الضربات الجوية ستكون ناجحة وستسهل تقدم القوات البرية.
ولفت إلى أن الطيران لا يحسم معركة بمفرده ولكن ستكون الضربات الأمريكية منتقاة والاستطلاع الجوي سيلعب دوراً في تحديد أماكن تمركز العدو وأماكن الإمداد والمخازن.
بينما قال اللواء محمد علي بلال، قائد القوات المصرية في حرب الخليج، إن حرب الطائرات ضد تنظيم داعش الإرهابي ستنتهي إلى ضربات جوية متفرقة تلاحق "الفلول" كالتي تشن حتى اليوم على افغانستان وباكستان، ولن تكون لها نتيجة حاسمة كتصفية كاملة للعناصر.
وأوضح أن حرب الطائرات ستفتقد للمواجهات البرية من جيوش منظمة ضد التنظيم، و ستلجأ أمريكا في النهاية للتعاون مع ما يسمى بالجيش العراقي الذي تكون على أساس طائفي عام 2006، وهو أقرب للميلشيات نظرا لانتمائه الطائفي و ليس الوطني، والاستعانة به ستؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من الحروب الأهلية دخل العراق.
وأضاف: سيقتصر دور الطيران الأمريكي على ضرب التجمعات الواضحة و تدمير المركبات الداعشية إذا ما استطاعت تحديد أماكنها، ومواجهتها للعناصر في الميدان ستكون من خلال ميلشيات الجيش العراقي السابق ذكرها.
و في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" قال إن الحرب ضد العصابات تستهلك جهدا ووقتا ولا تحقق أي نوع من النتائج الإيجابية إلا بالاشتباك البري، ذلك أنها ليست منظمة وليست لها قواعد ثابتة مثل الجيوش، لذلك فمحاربة جيش لجيش آخر أسهل بكثير من محاربة جيش لعصابات، و لذلك قد تضطر "واشنطن" للاستعانة بالجيش العراقي في النهاية إذا ما رفضت جميع الأطراف العربية التدخل بقوات برية.
وأشار إلى أن الفترة القصيرة الماضية شهدت تنفيذ 140 ضربة جوية أمريكية على داعش في العراق إلا أنها لم تسفر عن شيء و لذلك تسعى "واشنطن لتكوين تحالف دولي يوفر لها المدد البري.
وعن احتمال استهداف داعش للطائرات المحاربة قال "بلال": كل ما تمتلكه "داعش" من أسلحة هي "أمريكية" في الأصل، سواء دبابات أوسلاح كانت قد أمدت بها أمريكا الجيش العراقي، ولم يكن بها ما هو مضاد للطائرات، فكل ما ستفعله عناصر داعش الاحتماء بالخنادق و الفرار من المناطق التي يمكن أن تستهدفها الطائرات، و من هناك كانت ضرورة المواجهة البرية.