حزب كردي بتركيا يوجه نداء بالتضامن مع الاكراد المحاصرين في مدينة كوباني السورية

وجه حزب "الشعوب الديمقراطية" الكردي التركي، اليوم الجمعة، نداء بالتضامن مع الأكراد السوريين في مدينة كوباني التي يحاصرها مقاتلو تنظيم "داعش" حاليا.
يذكر أن مدينة كوباني - اسمها العربي "عين العرب" - تقع على مسافة 160 كيلومتر شمال حلب، أكبر المدن السورية، وهي على الحدود مع تركيا، كما أنها عاصمة مقاطعة كوباني، أصغر المقاطعات التي أنشئت في "روجافا" وهو الإسم الذي يطلق على ما يعرف ب "كردستان السورية" أو "كردستان الغربية"، وبرغم محاصرة مسلحي تنظيم داعش لها ما يقرب من عامين، إلا أنها كانت ملاذا آمنا بالنسبة للشعب السوري منذ بدء الصراع بالبلاد، وبوصول الأهالي إلى المدينة هربا من هذا الصراع، زاد تعداد السكان في المدينة بخمسة أضعاف 62,634 نسمة، وهو التعداد الذي أجري في عام 2010.
وذكر حزب الشعوب الديمقراطية الكردي -في بيان أصدره وتسلم مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بأنقرة نسخة منه اليوم- أن تنظيم "داعش"، الذي بدأ هجمات غير متوقعة في العراق، بدأ مسلحوه في الخامس عشر من سبتمبر الماضي شن هجوم على كوباني بالأسلحة الثقيلة، وتمكنوا من إجبار قوات الدفاع الشعبية التابعة للحزب الديمقراطي الكردي السوري على التقهقر، ويقفون الآن على مقربة كافية من قصف مركز المدينة بالمدافع والصواريخ.
ولفت البيان إلى أنه على الرغم من إيقاف تقدم "داعش" على مسافة أقل من خمسة كيلومترات عن المدينة خلال الأسبوعين الماضيين، إلا أن مقاتلي التنظيم ما زالوا يواصلون الهجوم الذي يخلف قتلى، مؤكدا أن حكومة تركيا، التي تهدف للسيطرة على شمال كوباني، وهو الجانب الوحيد الذي لا يقع تحت حصار داعش، تمنع أي مساعدات إنسانية من الوصول إلى المدينة.
واتهم بيان الحزب الكردي تركيا بتوفير كافة أشكال الدعم اللوجيستي والمادي والمعنوي لما وصفه بـ"عصابات جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" منذ بداية الصراع في سوريا، وعدم منح الأكراد وقوات المعارضة الديمقراطية أي دعم على الحدود، فضلا عن عدم السماح لقوات المقاومة في كوباني بتلقي أي مساعدات عسكرية، واستخدام الأمن التركي الرصاص الحي وقنابل الغاز ومدافع الميدان ضد البرلمانيين والنشطاء والصحفيين الذين يأتون من كل مكان من تركيا إلى منطقة "سوروتش" دعما وتأييدا لشعب كوباني من خلال الاحتجاجات السلمية مثل تشكيل السلاسل البشرية.
وطالب البيان شعوب أوروبا وجميع القوى الديمقراطية في أوروبا بالتحرك الفوري للإعراب عن تضامنهم مع شعب كوباني حتى يتم تحاشي حدوث مذبحة على غرار تلك التي جرت للأيزيديين في "سنجار"، والأرمن في "كسب"، والعلويين في "اللاذقية"، والآشوريين (المسيحيين) في "نينوى".
وأكد أن هذا التضامن، من ناحية، يمكن أن يتخذ شكل الدعم السياسي بالمؤسسات والبرلمانات الأوروبية، ومن ناحية أخرى، يمكن أن يتخذ شكل المساعدات الإنسانية والمواد الإعاشية التي ستساعد عشرات الآلاف من النساء والأطفال الذين هربوا من نيران الحرب المستعرة والصراع الدائر في سوريا على البقاء على قيد الحياة، والذين أجبروا على الحياة في مخيمات، وخاصة في فصل الشتاء الذي يبدأ في الوقت الحالي.