تكهنات ومطالب بمنطقة عازلة بين سيناء وغزة.. وخبراء: حل أمثل لمواجهة الإرهاب ويسمح برصد الأنفاق لكنه ليس كافيا وحده

السيسي يؤكد اتخاذ إجراءات في منطقة الشريط الحدودي مع غزة
مصادر مطلعة: ستنفذ تكليفات الرئيس بإقامة منطقة عازلة بمسافة 14 كيلو مترا مربعا وخبراء يؤكدون:
حل أمثل
يسمح برصد الأنفاق
ليس كافيا وحده لتطهير الإرهاب
يتعارض مع بنود معاهدة السلام
لابد أن يصحبه قرار بتهجير بعض السكان
أجمع عدد من الخبراء في تصريحات لـ" صدى البلد " على ضرورة إقامة منطقة عازلة بين سيناء وقطاع غزة، بعد وقوع الحادث الإرهابي الأخير بالشيخ زويد أمس، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من أبناء القوات المسلحة.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته التي ألقاها اليوم: إنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات بالشريط الحدودي مع قطاع غزة، بينما أكدت مصادر مطلعة أن الأيام المقبلة سوف تشهد إقامة منطقة حدودية عازلة بين الشريط الحدودى الفاصل بين الأراضى المصرية وقطاع غزة، موضحة أن هذا الشريط الحدودى قد يصل عمقه من 1500 متر إلى 3000 متر، لكشف الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى أمام القوات المسئولة عن تأمين الحدود، وإفشال أى محاولة إرهابية للتسلل عبر الأنفاق.
وأشارت المصادر، إلى أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة سوف تبدأ تنفيذ تكليفات الرئيس السيسى بإقامة المنطقة العازلة بمسافة 14 كيلو مترا مربعا، وهى مقدار طول الشريط الحدودى بين مصر وقطاع غزة.
وحول هذا الشأن قال اللواء يسري قنديل رئيس استطلاع القوات البحرية خلال حرب اكتوبر 73: إنه يرى في إقامة منطقة عازلة بين سيناء وحتى الحدود مع غزة، الحل الافضل لمواجهة الإرهاب بشمال سيناء، لأن هذا الحل يسمح بمراقبة الأنفاق التي تعد السبب الرئيسي في وصول المتفجرات والأسلحة لشمال سيناء.
وأضاف قنديل في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن حل المنطقة العازلة يمنع إلى حد كبير وصول الأسلحة والمخربين لشمال سيناء، لافتا إلى أن هذا القرار لابد أن يتبعه قرار بتهجير السكان من بعض المناطق لأن الأنفاق تمتد لداخل بعض المنازل بل والمساجد أحيانا.
وأكد قنديل أن الحادث الإرهابي بالشيخ زويد بالأمس يأتي في إطار المخطط الإرهابي، الذي وضعه الإخوان بالتعاون مع التكفيريين، لتخريب مصر، لافتا إلى أنه لا يعتبر ردا على على إعدام 7 من عناصر بيت المقدس منذ أيام.
وقال العقيد حاتم عبد الفتاح صابر الخبير عسكري في مجال الإرهاب الدولي: إن الحديث عن تهجير السكان بشكل كامل من شمال سيناء، ليس قابلا للتنفيذ، لافتا إلى أنه من الممكن إخلاء السكان من بعض المناطق، التي يظهر فيها نشاط إرهابي ملحوظ، والتي رصدت فيها الدولة تعاون بعض الأهالي مع الإرهابيين.
وأضاف صابر في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن التهجير يحدث في حالة مواجهة الحرب المنظمة مع جيوش أخرى.
وأكد صابر أن حل المنطقة العازلة، يعد من أفضل الحدود لأنه يسمح برصد الحدود والتحركات على الانفاق مما يمنع دخول المسلحين والأسلحة إلى منطقة شمال سيناء.
ويرى اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع سابقا، أن قرار إقامة منطقة عازلة على الحدود بين سيناء وغزة بعد حادث تفجير الشيخ زويد الذي وقع اليوم، لن يكون كافيا في ظل استيطان التكفيريين للكهوف والجبال بتلك المنطقة.
وأضاف فؤاد، أن هذا القرار إن خرج به مجلس الدفاع الوطني، سيكون أفضل من اتخاذ قرار بتفريغ منطقة الحدود الشرقية من السكان، وإحلال القوات المسلحة بدلا منها، لافتا إلى أن للأخير عواقب اقتصادية وخيمة.
وأوضح أن إقامة منطقة عازلة تعني ألا يقترب أحد من حدودها وأن تمنع البضائع والإمدادات من الدخول والخروج من المنطقة إلا بإشراف وتصريح عسكري.
أما اللواء زكريا حسين، المدير السابق لأكاديمية ناصر العسكرية والخبير العسكري، فأكد إنه لا يمكن عزل المنطقة بين سيناء وقطاع غزة، وإقامة منطقة آمنة بها، لأن تلك المنطقة وحتى عمق 40 كم داخل سيناء معزولة عسكريا وفقا لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، بمعنى أنه لا يسمح فيها بتواجد للقوات المسلحة المصرية، وأن التواجد بها يجب أن يكون شرطيا فقط.
وأضاف حسين في تصريح خاصة لـ"صدى البلد" أن العزل العسكري لتلك المنطقة كان سببا في زيادة الإرهاب بها، لافتا إلى أن إسرائيل سمحت بنشر قوات مصرية بتلك المنطقة من قبل عندما شعرت بخطر على أمنها القومي، وأنها يمكن أن تقبل بذلك ثانية.
وأكد أن تلك المنطقة من أضعف المناطق أمنيا على مستوى مصر، بسبب عدم وجود كثافة سكانية بها، وكثرة الهاربين الموجودين بها من كافة أنواع الجرائم، وتجمع كل من يريد مهاجمة مصر، بل تعد مرتعا لكل من يتسلل عبر الحدود المصرية.
ووصف حسين المنطقة بالجرح المصري العميق الذي استنزف مصر طويلا، موضحا أن الحرب على الإرهاب لن تنتهي بين يوم وليلة، وأن أمريكا الدولة العظمى تحاربه منذ عشر سنوات.