" لايكا" أول كائن ثديي يرتاد الفضاء فى العالم وكان ذلك فى 3 نوفمبر 1957
استمرت مركبة لايكا الفضائية تدور حول الأرض حتى 14 اغسطس 1958 قبل أن تفنى في الطبقات الكثيفة للغلاف الجوي
"لايكا" كانت أحد الكلاب الضالة في شوارع موسكو وهى أنثى مهجنة تزن 6 كيلو جرام وفي عمر 3 أعوام تقريبا
اختيرت " لايكا" من بين ثلاثة كلاب آخرين بسبب هدوئها
في 2008 كشفت روسيا رسميا عن نصب تذكاري صغير للايكا بجانب مرفق الأبحاث العسكرية بموسكو
في الثالث من نوفمبر 1957 ، أرسل الاتحاد السوفيتى السابق الكلبة "لايكا" إلى الفضاء داخل مركبة سوفياتية لتدفع بذلك حياتها ثمنا لتمهيد طريق الفضاء أمام الإنسان ؛ وتركت لايكا الأرض في رحلة بلا عودة بعد ان وضعت امام آلة تصوير مرتدية سترة مجهزة بمعدات لرصد معدل نبضات القلب وضغط الدم والتنفس
فبعد شهر من إطلاق أول قمر صناعي "سبوتنيك 1" وهي كبسولة تزن 83 كيلوجرام ، زرعت بالهوائيات ، وذلك في الرابع من أكتوبر ، أعاد السوفيت التجربة مع "سبوتنيك 2" الأثقل وزنا 508 كليو جرام ، والأكثر تعقيدا ، حيث حملت هذه المرة كلبة في قمرة مكيفة الضغط؛ وكان هدف السوفيات من هذه الرحلة مع اقتراب الذكرى الأربعين لثورة 1917 البلشفية ، وإثبات تفوق الاتحاد السوفيتي التكنولوجي على منافسه الأمريكي مع الاستفادة من التجربة لمعرفة ما إذا كان الكائن الحي يمكن أن يتحمل البقاء في الفضاء.
واستنادا إلى المعلومات الرسمية فان لايكا تحملت رحلتها جيدا حتى ارتفاع 1600 كيلومتر، إلا أن غموضا مريبا اكتنف لحظاتها الأخيرة مع إعلان نجاح المهمة التي يفترض أنها استمرت من سبعة إلى عشرة ايام.
وذكرت مصادر أن الكلبة ذعرت من هدير وارتجاج الصاروخ القاذف و، أخذت ترتعد يائسة وقلبها ينبص بأسرع ثلاثة مرات من المعدل الطبيعي ، قبل أن يعود الهدوء الى المركبة مع دخولها المدار ، فتهدأ الكلبة الا أن مشاكل تقنية لم يمكن التغلب عليها ظهرت بعد قليل.
واستمرت مركبة لايكا الفضائية تدور حول الأرض حتى 14 اغسطس 1958 قبل أن تفنى في الطبقات الكثيفة للغلاف الجوي.؛ وبذلك باءت المهمة بفشل جزئي ، إلا ان ما وفرته من معلومات أتاحت إرسال كلاب أخرى إلى الفضاء وإعادتها هذه المرة سالمة إلى الأرض وذلك قبل تحول حلم إرسال إنسان إلى الفضاء لحقيقة مع انطلاق يوري جاجارين إلى الفضاء الخارجي في 12 ابريل 1961.
وسبب اختيار الكلبة لايكا عن غيرها من الكلاب يرجع لأن العلماء أرادو أن يختاروا كلبا من الكلاب الضالة بسبب ظروف المعيشة الصعبة والحياة القاسية حتي تتحمل المشقة ، وبالفعل وقع الاختيار علي ثلاثة كلاب واختير منهم الكلبة لايكا لأنها كانت هادئة ، لا تتشاجر مع أى كلاب أخري .
وبذلك كانت " لايكا" هي أول كائن ثديي يخرج إلى الفضاء ويدور حول الأرض، وأوّل من فقد حياته جرّاء هذه التجربة، فقبل رحلة لايكا إلى الفضاء لم يكن معروفا إلا القليل عن تأثير رحلات الفضاء على الكائنات الحية. وكان بعض العلماء يعتقدون أن الإنسان لا يمكنه تحمل عملية الإطلاق ولا يستطيع التعايش مع البيئة الفضائية لذا اقترح المهندسون إرسال الحيوانات أولا لتكون مؤشرا للإنسان.
وفى هذا الغرض استخدمت الولايات المتحدة قردة شمبانزي بينما اختار الاتحاد السوفيتي استخدام الكلاب. وبدأت لايكا تتلقى تدريبات مع كلبين آخرين حتى وقع الاختيار عليها لتقوم بهذه المهمة وتنطلق مع مركبة الفضاء السوفيتية سبوتنك-2 في 3 نوفمبر1957.
ماتت لايكا بعد بضع ساعات من الإطلاق غالبا بسبب الإجهاد ودرجة الحرارة المرتفعة، ومحتمل أن هذا بسبب عطل في نظام التحكم بالحرارة. ولكن موعد وفاتها وسببه لم يتم الإعلان عنهما قبل عام 2002 وكان المعلن آنذاك أنها عاشت لعدة أيام وعلى الرغم من ذلك فإن التجربة أثبتت أن الكائنات الحية يمكنها التعايش مع إطلاق المركبة ودورانها في مدار وتحمل حالة انعدام الوزن التي يكونون عليها في الفضاء.
وفي 11 أبريل 2008 ، كشفت روسيا رسميا عن نصب تذكاري صغير للايكا تم بناؤه بجانب مرفق الأبحاث العسكرية بموسكو الذي أعد رحلة لايكا إلى الفضاء ، والنصب التذكاري عبارة عن كلبة تقف على قمة صاروخ.
بعد النجاح الذي حققه سبوتنك-1، رغب القائد السوفيتي "نيكيتا خروشوف"بإطلاق مركبة فضائية إلى الفضاء بتاريخ 7 نوفمبر، أي في الذكرى الأربعين للثورة البلشفية، وفي هذه الأثناء كان يتم إنشاء قمر صناعي أكثر تطوّرًا لكنه ما كان لينتهي إلا بحلول شهر ديسمبر، وقد أصبح هذا القمر الجديد فيما بعد سبوتنك-3 ، ولكي يتم التسليم في الموعد المحدد اضطر العلماء إلى بناء مركبة جديدة.
وكان خروشوف يرغب بأن تكون المركبة الجديدة "مذهلة"، مما يجعل بالإمكان تكرار النجاح الساحق الذي حققته المهمة السابقة، ويؤدي إلى صعق العالم وإذهال الناس بقدرات الاتحاد السوفيتي
ومنذ عام 1951 قام العلماء السوفيت بإطلاق 12 كلبا في رحلات فلكية بداخل الغلاف الجوي، وأخذوا يعملون تدريجيّا على إعداد رحلة فضائية لها في وقت ما خلال عام 1958 على الأرجح. وقام العلماء بالإسراع بتنفيذ برنامج الكلاب الفضائي حتى انتهو اليها في نوفمبر وفق الميعاد الذي حدده خروشوف.
تم اتخاذ القرار الرسمي بإطلاق سبوتنك-2 في 10 أو 12 أكتوبر، مما ترك لفريق العلماء أربعة أسابيع فقط كي يصمموا ويبنوا المركبة الفضائية.
و كان لسبوتنك-2 هدف آخر ثانوي إلى جانب الهدف الرئيسي أي إرسال راكب حيّ إلى الفضاء، فقد حملت معها أجهزة لقياس الشعاعات الشمسيّة والأشعة الكونية؛ وتمّ تجهيز المركبة بجهاز دعم للحياة يتألف من آلة منتجة للأكسجين وعدد من الأجهزة لتفادي التسمم بالأكسجين ولامتصاص ثاني أكسيد الكربون.
وأضيفت مروحة إلى القمرة المخصصة للكلب تعمل تلقائيّا بمجرّد ارتفاع درجة الحرارة فوق 15 °مئوية حتى يبقى الحيوان منتعشا وقد وضع طعام "بحالة هلاميّة يكفي لسبعة أيام من الطيران، كما ربط بالكلبة كيس كي تتجمّع فيه فضلاتها. وكان العلماء قد قاموا بتصميم لجام متناسب مع حجم الحيوان بالإضافة لبعض السلاسل لتقييد حركاتها ومنعها من الوقوف، الجلوس، أو الاستلقاء؛ حيث أن القمرة لم تكن واسعة بما فيه الكفاية كي تسمح لها بكل ذلك ولا حتى بالدوران.