"مباراة" تتسبب في فتور العلاقة بين الشقيقتين العربيتين.. عودة العلاقات المصرية - الجزائرية بعد غياب 5 سنوات

الجزائر حليف قوي في حرب أكتوبر 73
السادات: انتصرنا في الحرب بفضل الله وجهود الملك فيصل وبومدين
أزمة مباراة 2009 تقطع العلاقات المصرية مع الجزائر
كانت العلاقات المصرية الجزائرية قوية جداً قبل حدوث الازمة الأخيرة بين البلدين.. وتعد الجزائر الحليف القوي لمصر خلال حرب أكتوبر 73 حيث طلب الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين في عام 1973 من الاتحاد السوفيتي شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جزائري في أوروبا قبل حرب أكتوبر بأن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر.
وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفيت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكا وقال لهم اكتبوا المبلغ الذي تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر.
وشاركت جميع الدول العربية تقريبا في حرب 1973 طبقاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك، لكنها كانت مشاركة رمزية عدا سوريا والعراق والجزائر التي كان جنودها يشاركون بالفعل مع المصريين في الحرب بحماس وقوة على جبهة القتال.
وكانت الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973 فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جنديا و812 صف ضابط و192 ضابطا.
وأمدت الجزائر مصر بـ 96 دبابة و32 آلية مجنزرة و12 مدفع ميدان و16 مدفعا مضادا للطيران وما يزيد على 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7.
وقال الرئيس الراحل أنور السادات إن جزءا كبيرا من الفضل في الانتصار الذي حققته مصر في حرب أكتوبر بعد الله عز وجل يعود لرجلين اثنين هما الملك فيصل بن عبد العزيز عاهل السعودية والرئيس الجزائري هواري بومدين.
واتصل الرئيس بومدين بالسادات مع بداية حرب أكتوبر وقال له إنه يضع كل إمكانيات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية وطلب منه أن يخبره فوراً باحتياجات مصر من الرجال والسلاح فقال السادات للرئيس الجزائري إن الجيش المصري في حاجة إلى المزيد من الدبابات وأن السوفييت يرفضون تزويده بها، وهو ما جعل بومدين، يطير إلى الاتحاد السوفييتي ويبذل كل ما في وسعه، بما في ذلك فتح حساب بنكي بالدولار، لإقناع السوفييت بالتعجيل بإرسال السلاح إلى الجيشين المصري والسوري، وهدد بومدين القيادة السوفيتية قائلا "إن رفضتم بيعنا السلاح فسأعود إلى بلدي وسأوجه خطابا للرأي العام العربي أقول فيه بأن السوفييت يرفضون الوقوف إلى جانب الحق العربي وأنهم رفضوا بيعنا السلاح في وقت تخوض فيه الجيوش العربية حربها المصيرية ضد العدوان الإسرائيلي المدعم من طرف الامبريالية الأمريكية، ولم يغادر بومدين موسكو حتى تأكد من أن الشحنات الأولى من الدبابات قد توجهت فعلا إلى مصر.
واستمرت العلاقات قوية بين البلدين إلي حدوث الأزمة المصرية الجزائرية عام 2009، التي وقعت عقب مباراة كرة قدم لعبها المنتخب المصري لكرة القدم والمنتخب الجزائري والتي انتهت بفوز الفريق الجزائري وتأهله لبطولة كأس العالم 2010 وقام بالإعتداء علي الجمهور المصري أسفر ذلك عن وقوع قتلى وجرحي بالجانب المصري.
فيما وصل وزير خارجية الجزائر رمضان لعمامرة إلى القاهرة قادما على رأس وفد من بلاده لرئاسة فعاليات اللجنة التحضيرية للإعداد للدورة السابعة للجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة التي تبدأ برئاسة رئيسي وزراء مصر والجزائر.
وقال لعمامرة لدى وصوله إن فعاليات هذه الدورة مهمة جدا وتأتي تنفيذا لتعليمات الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والجزائري عبد العزيز بوتفليقة خلال لقائهما الأخير بالجزائر بالعمل من أجل بناء تعاون وشراكة استراتيجية نموذجية.
وأشار إلى أن الحوار السياسي متواصل حيث سبق أن زار وزير الخارجية المصري سامح شكري الجزائر منذ أسابيع وتم بحث تعميق العلاقات وتبادل كل وجهات النظر في القضايا العربية والأفريقية والدولية الراهنة.
ولفت إلى انه يتم حاليا التركيز على العلاقات الاقتصادية والثقافية وأن العلاقات المصرية الجزائرية ستشهد حالة من التطور والتقدم إلى الأمام في خطوات عملاقة.