الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عازفة كمان كورية تتحدى إصابتها وتعود للمسرح بنغمة "تدخل القلب"

صدى البلد

حين أصبحت عام 2005 غير قادرة على استخدام سبابتها اليسرى كان هذا بمثابة نهاية لمستقبل واعد وشهرة عالمية لعازفة الكمان الكورية كيونج وا تشونج.
وقالت تشونج لرويترز في مقابلة في فندق فاخر بلندن حيث تستعد بعد غياب طويل لتقديم أول حفل منذ أكثر من عشر سنوات لعزف منفرد على الكمان في العاصمة البريطانية الاسبوع القادم "خلال جلسة تدريب لم أتمكن من استخدام اصبعي فجأة.. ولم أستطع العزف بعد ذلك."
هذه الاصابة التي أرجعتها عازفة الكمان الكورية الى ضعف نتج عن جرعة زائدة من المضادات الحيوية كانت كفيلة بأن تدفع امرأة أضعف معنويا من تشونج البالغة من العمر 66 عاما الى دائرة اليأس. لكنها تشتعل حماسا وهي تستعد لعودة محدودة الى المسرح بل تجد جانبا ايجابيا حتى في اصابتها.
وقالت تشونج ذات القد الدقيق وهي تغمز بعينها وتشع بطاقة مكنتها يوما في شبابها من ان تكون جمرة من نار في قلب المجتمع الموسيقي "في رأيك.. ما الذي دفعك لان تجري معي هذه المقابلة الان.
"لانك تتلهف لمعرفة ماذا تفعل عازفة كمان مثلي حين تصاب في يدها. هناك عدد لا يحصى من الناس يعيشون باصابات في اليد."
وباختصار فان عازفي الكمان حين لا يستطيعون استخدام سبابتهم اليسرى يتعذر عليهم الضغط على الاوتار وصولا الى النغمة الصحيحة وهو أشبه بعازف البيانو حين يلعب بيد واحدة.
وقالت تشونج ان هذا شيء لا تتمنى ان يحدث لأحد خاصة لها لكنها حرصت على ان تتعامل بروح ايجابية مع الاصابة وانتهزت الفرصة لاعادة النظر في حياتها التي قالت انها حتى تلك اللحظة كان محورها الموسيقى وما تقدمه من حفلات على المسرح.
وقالت تشونج وهي أم لابنين "أصبحت أنفق وقتا أطول على حياتي الشخصية ولذلك انا ممتنة لكوني خضت هذه الفترة.
"تخلصت من الكثير من الاثقال.. أشعر اني حرة أكثر.. أشعر اني أخف. تصالحت مع كل الاشياء التي لم يسعفني الوقت لأتأملها لأن همي كله كان المسرح."
وخلال سنوات من العلاج الطبيعي بدأت فيها سبابتها في التعافي تعلمت شيئا لا يفعله الا عازف أول للكمان حرم من استخدام آلته كحل ولو مؤقت.. العزف بالكمان في خيالها.
وتقول تشونج "على سبيل المثال وبعد ان خرجت من خمس سنوات لم أعزف فيها وأستعد الان لتقديم باخ...أسترجع كل شيء في رأسي حتى الانحناءة" في آخر الحفل.
كان صعود تشونج التي تخرجت من معهد جويليارد للموسيقى في نيويورك سريعا.
ولفتت الانظار لأول مرة حين اقتسمت الجائزة الاولى في مسابقة ليفنتريت المرموقة في نيويورك عام 1967. وبزغ نجمها حين قدمت كونشيرتو تشايكوفسكي للكمان عام 1970.
لكن تشونج التي تركت العزف على البيانو حين كانت طفلة لتنخرط في حالة عشق أبدي للكمان ترجع نجاحها لنغمة واحدة.
وتقول "بالنسبة لعازف الوتريات التحدي الحقيقي هو الوصول الى تلك اللمسة تلك النغمة التي تدخل الى القلب مباشرة."