ملك الأردن يشدد على أهمية مواجهة خطر الإرهاب من خلال منهج شمولي

شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم الأربعاء على أهمية مواجهة خطر الإرهاب من خلال منهج شمولي ومن منظور استراتيجي يشمل المحاور العسكرية والأمنية والأيديولوجية، منوها بالدور المهم لحلف شمال الأطلنطي (ناتو) في دعم الجهود الإقليمية والدولية المبذولة في هذا المجال.
جاء ذلك خلال استقبال الملك عبد الله الثاني اليوم في مقر الديوان الملكي الهاشمي للأمين العام لحلف (الناتو) ينس شتولتنبرج ووفدا من المشاركين في ملتقى سفراء مجموعة الحوار المتوسطي الذي تستضيفه المملكة حاليا.
واستعرض العاهل الأردني، خلال اللقاء، مواقف الأردن حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف العابر للحدود الذي يهدد الأمن والاستقرار العالميين.
وأكد العاهل الأردني، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي، حرص بلاده على تمتين علاقات الشراكة والتعاون مع الحلف وإلتزامه كشريك بالعمل بفعالية إلى جانبه ومختلف الأطراف الدولية والإقليمية لتعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، داعيا إلى البناء على نتائج قمة حلف (الناتو)، التي عقدت في ويلز بالمملكة المتحدة خلال سبتمبر الماضي بما يسهم في تمتين أواصر الشراكة والتنسيق بين جميع الأطراف في التعامل مع مختلف التحديات العالمية.
وجرى خلال اللقاء بحث دور (الناتو) في بناء ودعم القدرات التدريبية والدفاعية لعدد من الدول ضمن إطار عمل مشترك، وذلك بعد أن تقدم الحلف في قمته الأخيرة في ويلز بمبادرة بناء القدرات الدفاعية لعدد من الدول الشريكة، ومن ضمنها الأردن، والتي تتضمن تقديم الدعم والتدريب في المجالات الدفاعية والعسكرية.
وفيما يتعلق بجهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط ، أكد الملك عبد الله الثاني مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر النزاع في المنطقة، محذرا من أن بقاءها دون حل شامل وعادل سيغذي نزاعات التطرف والتعصب والغلو ويحد من جهود مكافحتها والتصدي لها، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة إيجاد حل شامل للأزمة السورية بما ينهي معاناة الشعب السوري ودعم كل ما يصب في تعزيز وحدة وتوافق الشعب العراقي بجميع مكوناته.
وبدوره، أعرب الأمين العام لحلف (الناتو) عن تقديره للدور المحوري والهام الذي يقوم به الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني في تعزيز الأمن والسلم العالمي ودعم الجهود الدولية المبذولة في هذا الإطار، مؤكدا حرص (الناتو) على النهوض بمستوى التعاون مع المملكة بما يخدم الشراكة الاستراتيجية بينهما.
وأعرب أعضاء الوفد، خلال اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي فايز الطراونة ووزير الخارجية وشئون المغتربين ناصر جودة ومدير مكتب الملك جعفر حسان، عن تقديرهم لدور الأردن في التعامل مع مختلف التحديات الإقليمية ومساعي الملك عبد الله الثاني في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
جدير بالذكر أن الأردن يتمتع بموقع شراكة متقدم مع (الناتو) ويرتبط بعدد من الاتفاقات معه وينظر إليه كشريك في تعزيز السلم والأمن والاستقرار العالمي، حيث شارك الملك عبد الله الثاني إلى جانب عدد كبير من قادة الدول الأعضاء والشركاء في الحلف في قمة الحلف التي عقدت في ويلز خلال سبتمبر.
يشار إلى أن الحوار المتوسطي مع حلف (الناتو)، الذي يتزامن عقده في عمان مع الاحتفال بالذكرى الـ20 لإطلاق الحوار المتوسطي، كان قد انطلق سنة 1994 بهدف تعزيز التعاون لترسيخ الاستقرار والسلام في المنطقة، ويضم سبع دول من غير الأعضاء في الحلف من بينها الأردن.