في ذكرى ميلاد أعز الناس
مر أمس بهدوء عيد ميلاد أعز الناس، احتفلت بعيد ميلاد مصطفى وعلى أمين وحدى، وعشت معهما أجمل الذكريات.
فقد ولد عمى على أمين ظهر يوم 21 فبراير 1914 فى منزل خال والدته الزعيم سعد زغلول، وبعده بخمس دقائق ولد أبى مصطفى أمين، وكان على أمين مولودا أكبر من الحجم المعتاد، أما مصطفى أمين فولد هزيلا ضعيفا ضئيلا، حجمه أقل من المعتاد.
رحل على أمين عن دنيانا فى 3 أبريل عام 1976، وفى نفس الشهر، بعد واحد وعشرين سنة رحل مصطفى أمين فى 13 أبريل عام 1997.
العلاقة بين التوأم على ومصطفى أمين كانت غريبة وفريدة، لم يفترقا أبدا التقيا كل يوم وأحيانا كل ساعة، كانت تربطهما علاقة أقوى من علاقة الأخوة.
وعلى رغم من أن "على" أكبر من "مصطفى" بخمس دقائق إلا أن "مصطفى" كان يعامله "على" كابن له، يقلق عليه إذا تأخر عن موعده ولا يهدأ له بال إلا إذا اطمأن على سلامته.
وكان كل واحد منهما يحاول أن يخفى عن شقيقه المشاكل ويتحملها وحده مشفقا عليه من أن يؤلمه بخبر السيئ، مثلا حدث يوما أن صودرت جريدة أخبار اليوم فى منتصف الليل، وكان على أمين قد خلد إلى النوم قبل ساعات، فرفض مصطفى أمين أن يوقظه من نومه، وفى يوم آخر انقلبت سيارة التوزيع التى كانت تحمل الصحف إلى الصعيد، فأخفى على أمين الحادث عن مصطفى أمين ولم يخبره به إلا بعد أسبوع.
وكانت أفكارهما واحدة وآراؤهما متفقة، وكان "على" يبدأ المقال ويتمه "مصطفى"، ولم يعرف القراء أبدا أن كاتب النصف الأول من المقال غير كاتب النصف الثانى، تكلما بلا كلمات، فإذا نظر أحدهما إلى توأمه عرف ما يريد أن يقول!.
الشبه بينهما كان غريبا.. فحتى أمهما كانت لا تفرق بينهما فى الطفولة، سافر أحيانا "مصطفى" بجواز سفر "على" وجلس "على" فى الكوشة بعض الوقت بدلا من "مصطفى" ليريحه من صعوبة الموقف، لم يختلفا إلا مرات قليلة ولم يطيقا الفراق أو الخصام.
لا أعرف كيف استمرت حياة أبى مصطفى أمين 21 سنة بعد وفاة توأمه، وأذكر أنه قال لى بعد رحيل عمى على أمين: أن نصفى قد مات ونصفى الآخر مازال على قيد الحياة!.
وكان لى أبوان، فمصطفى وعلى أمين بالنسبة لى هما شخص واحد، لا أستطيع تحديد مشاعرى تجاه أحدهما بعيدا عن الآخر أو التفكير فيهما كشخصين منفصلين.
وكل سنة ونحن نتذكر أبويّ مصطفى وعلى أمين.. ويتذكرهما معنا كل الأحباب!.