ثروات البحر الأحمر التعدينية تنتظر من يستغلها.. الفوسفات والرخام والجرانيت والرمال البيضاء والحجر الجيري أشهر الكنوز

- الخامات المحجرية تصدر خامات ونستوردها صناعات
- الرمال والفوسوفات تصدر بـ10 و70 دولارا ونستوردها بـ110 و3 آلاف دولار
- المناطق الصناعية الحل والسر لمنافذ البحر الاحمر السبع (جوية-بحرية-برية)
اهتم المصريين القدماء من عصر قبل الاسرات حتى العصور المتأخرة بالبحر الاحمر وذلك بسبب وجود المحاجر التى كانوا يستغلونها القدماء فى مقابرهم ومعابدهم ومناجم الذهب التى كانوا يستخدمونها فى صناعة الحلى .
ثم تواصل الاهتمام بالبحر الاحمر وكانت هناك نهضة تعدينية وصناعية وبترولية منذ 100 عام فى توقيت واحد حيث كانت الاكتشافات التعدينية جنوب البحر الاحمر وكان البترول شمال المحافظة بالغردقة ورأس غارب وبدأت التعدين من خلال شركة ايطالية جنوب البحر الاحمر وشركة اخرى انجليزية فى مدينة سفاجا ومع بداية عمل تلك الشركات بدأت تظهر مجتمعات سكانية كاملة بالبحر الاحمر تعيش بالقرب من اماكن العمل فظهرت على سبيل المثال منطقة الحمراوين وام الحويطات فكانت هناك مناجم الفوسوفات وتكونت بسبب استخراج تلك الخامات مجتمعات متكاملة بالبحر الاحمر قد شهد ازدهارا فى فترات الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضى والطبيعى ان تسير تلك الانشطة الاقتصادية فى الاتجاه التصاعدى ولكن ما حدث فى البحر الاحمر هو العكس فأهملت تلك الانماط الاقتصاديه وبدأت فى التراجع حتى اندثرت وبدا الاعتماد على السياحة كمصدر رئيسى واساسى ووحيد للرزق بالبحر الاحمر وذلك على حساب التعدين والصناعات التعدينة رغم وجود مقومات تعدينية بهذه المحافظة تجعل مصر من اولى الدول التعدينية.
يقول محمد عبده حمدان رئيس مدينة القصير الاسبق وأحد خبراء التنمية انه فى الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضى بدأ التوافد على البحر الاحمر كمنطقة جذب سكانى وذلك لوجود فرص عمل بها فى مجال التعدين والبترول حيث اقيمت تجمعات ومجتمعات عمرانية على هذا النمط الاقتصادى الذى بدأت به محافظة البحر الاحمر وعُرفت من خلاله وذلك من خلال عمال المناجم بسفاجا والقصير فكانت هناك الحمراوين وام الحويطات وكانت مجتمعات متكاملة وكانت ايضا هناك مناجم اخرى مثل منجم البيضة والذى كان من اكبر مناجم الفوسوفات بمصر ومنجم النخيل ومنجم العطشان وابوطرور قبلى وبحرى وكانت الشركات العامله بالمناجم توفر للعمال ولأسرهم سبل الإعاشة وهذا خلق نوعا من الاستقرار وبدأت تنشأ تلك المناطق، واستمر هذا النشاط التعدينى فى الوقت الذى لم يكن يتجاوز فيه تعداد المصريين 30 مليون نسمة ولكن مع منتصف التسعينات بدا التراجع فى تلك الأنماط الاقتصادية التى كانت توفر فرص عمل وكانت تخلق مجتمعات عمرانيه مؤكدا ان مصر فى هذا التوقيت تحتاج لمثل هذه الأنماط الاقتصادية لتعمير الصحراء الشرقية خاصة مع زيادة الكثافة السكانية ولكن طغى الاهتمام بالسياحة على باقى الانشطه الاقتصادية لنقع تحت رحمة السياحة ذات الحساسية الشديدة بالاوضاع السياسية.
ويشير خبير التنميه ان هناك خامات تعدينية هامة بالبحر الاحمر ويحتاج اليها العالم كله منتشرة بصحراء مرسى علم والقصير وسفاجا وراس غارب وحتى الشلاتين ويجب ان تلتفت الدولة لهذا النشاط بالبحر الاحمر.
ويضيف العميد محمد مصطفى مدير مشروع المحاجر السابق ان محافظة البحر الأحمر تتميز بتعدد أنواع الخامات المحجرية من ( جرانيت أحمر وأبيض أسود وبنى ورمادى) وأيضا الرخام بأشكاله المتعددة ( أحمر - وردى - اسود - بوتشينو بيج - أخضر - كريمى ) تلك بالإضافة إلى كسر الرخام بأنواعه المتعددة والبريشيا الحمراء والشيست والجبس والرمال البيضاء وحجر رملى ورمال رديم وتربة زلطية والزلط ومادة ( سيلت ستون ) مؤكدا ان معظم تلك المحاجر والتى يبلغ عددها231 محجرا بمختلف مدن المحافظة والنصيب الاعلى لمدينة رأس غارب لوجود 150 محجرا يقوم بتصدير الخامة دون تصنيعها ويتم تصديرها خامة ثم نستوردها مرة اخرى باسعار مرتفعة بعد اعادة تصنيعها بالخارج .
واوضح مصطفى ان السبيل الوحيد للارتقاء بهذا النمط الاقتصادى المهم بالبحر الاحمر هو اقامة منطقة صناعية بمنطقة خشم الرقبة فى الشمال الشرقى لمدينة رأس غارل فهناك محاجر لأنواع مختلفة من الرخام وان هذه المنطقة ستخلق فرص عمل كثيرة مابين المصانع وورش صيانة معدات المحاجر وسيتم انشاء مجتمعات عمرانية كبيرة بتلك المنطقة.
وأشار الى ان افضل السبل لتأمين تلك الصحارى الشاسعه بالصحراء الشرقيه ومنع اى نشاط غير قانونى بتنمية تلك المنطقة واشار مصطفى ان الاهمية الاستراتيجية لمحافظة البحر الاحمر كونها منفذا طبيعيا لمصر يشكل حلقة اتصال بين مصر والدول العربيه المطلة عليها خاصة مع امتلاك المحافظة لعدد كبير من الموانئ غير المستغلة صناعيا فى اى عمليات للتصدير مثل ميناء القصير وميناء جبل الزيت وميناء مرسى ابورماد هذا بجانب ميناء الغردقه والحمراوين وابوطرطور وسفاجاكذلك محافظه البحر الاحمرمنفذ لصادرات وواردات محافظات الوجه القبلى لوجود طريق الزعفرانه الكريمات وراس غارب الشيخ فضل وسفاجا سوهاج والقصير قفط ومرسلى علم ادفوا وبرانيس اسوان مما يمكن تلك المحافظه بثروتها المعدنية ان تكون عمقا استراتيجيا لحل مشكله السكان فى مصر بسرعه استغلال تلك الثروات كما توجد منافذ جويه مثل مطار الغردقه الدولى ومرسى علم الدولى ومطار شقير ومطار جبل الزيت ومطاران بتروليان بالاضافة الى مطار برانيس العسكرى وكل تلك المقومات تجعلها محافظة مهيئة جدا للاستثمار التعدينى.
ويضيف جولوجى امين حسيب الشرنوبى ان هناك خامات كثيرة تصدر خام مثل الفوسفات والرخام بكافة انواعه والجرانيت الابيض والوردى والاسود والاحمر والرمادى والرمال البيضاء والحجر الجيرى والجبس والطفله والحجر الرملى وان المستثمر الذى يعمل فى الصناعات التعدينية والمحاجر لابد من تشجيعه فهو يحتاج لطرق ممهدة ومسفلتة وان معظمهم على استعداد للمساهمه فى انشائها ماديا ولكن على فترات بحيث يتم اخذ تحصيل على المعدات والسيارات الداخله والخارجه الى المحاجر مؤكدا ان جميع الطرق المؤدية للمحاجر بتركيا مسفلته وموصل لها جميع الخدمات من كهرباء ومياه وطالب ايضا الحكومة بضرورة عرض وطرح مناقصات لإنشاء مصانع للخامات الموجودة بدلا من التصدير خام ويجب ايضا على الحكومة اعادة تسعير الخامات المحجريه فالاسعار الحالية خلقت اباطرة فى هذا المجال واضاعت ملايين الجنيهات على الدولة واضاف انه لابد من حث وتشجيع البنوك وصناديق التمويل المحلية على إقراض المشاريع التعدينية ودعمها وأن تخطو الحكومة بشكل سريع لإصدار نظام للاستثمار التعدينى حتى تستطيع مصر منافسة باقى الدول فى نظامها التعدينى وأن تلحق مصر بالقافلة التعدينية العالمية.
مع وضع سياسات شاملة لقطاع المعادن وإعادة النظر فى قضايا التعدين بداية من مرحلة المسح الجيولوجى ونهاية بتصنيع المعادن وتصديرها بشرط وجود تنسيق مع كافة أجهزة الدولة لتبسيط وتيسير القوانين والإجراءات لجذب الاستثمارات التعدينية.
بالاضافه الى إنشاء مناطق صناعية تعدينية تعتمد على زيادة القيمة المضافة للخامات التعدينية بدلاً من تصديرها فى شكلها الأولى، وجذب رؤوس الأموال للاستثمار فى النشاط التعدينى والصناعات التحويلية المتعلقة به لتحقيق المزيد من الصادرات وتنويعها بما يحقق عوائد جيدة، وتخفيض حجم الواردات وتوفير العملات الصعبة.
وكشف الشرنوبى أن مصر تصدر طن الرمال بـ 10 دولارات لإيطاليا التي تقوم بغسله بالمياه وتصنيعه وبيعه بـ 110 دولارات، كما أننا نعود ونستورد الكريستال وصناعات زجاجية مصنوعة من رمل الزجاج المصري الذي يتميز بأن درجة نقاوته 99.5% رغم اننا يمكننا بيع الزجاج بصورة نصف مصنعة بعد غسله بما يدر بلايين الجنيهات سنويًا، وكذلك الحال بالنسبة للفوسفات الذي يصدر بـ 70 دولارًا للهند بنسبة نقاوة 28% لتقوم بتصنيعه إلى أسمدة وحمض فوسفوريك ليُباع بسعر يتراوح بين 3 آلاف و6 آلاف دولار
واشارت امل جادالله عضو مجلس الشعب السابق ان هناك وعودا كثيرة اطلقتها الحكومة قبل ثورة 25 يناير بشأن اقامة مناطق صناعية فى مناطق مختلفة بالبحر الاحمر شمالا وجنوبا واستبشرنا خيرا وتوقعنا ان البحر الاحمر ستنطلق منه انشطة اقتصاديه جديدة بجانب السياحة خاصة مع امتلاك المحافظة خامات معدنية كثيرة مثل الفوسوفات والمنجنيز والرخام بانواعه وبدأ نشاطا ملحوظا لفترة معينة بادراة المحاجر بالمحافظة واكتشافات جديدة مثل اكتشاف رخام نادر وهو السماق الامبراطورى واماكن جديدة للجبس والاملاح ولكن زال هذا النشاط بعد تغيير مسئولى الادارات وكانت التصريحات باقامة منطقة صناعية بالقويح جنوب البحر الاحمر وراس غارب شمالا تصريحات فى الهواء لنرجع مرة اخرى الى نقطة الصفر.
واضاف محمد رفيع خبير تنمية ومؤرخ لتاريخ البحر الاحمر ان مصر والبحر الاحمر على الاخص يمتلك ثروات هائلة فى قطاع التعدين يجب استغلالها للمساهمة فى دفع عجلة التنمية، داعيا الى ضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص مع ضرورة الاهتمام بالثروة التعدينية والبترولية فى مصر فى ظل تزايد عدد السكان، داعيا الى دفع الاستثمار بهذا القطاع واستغلال الموارد والطاقات البشرية للنهوض بالاقتصاد القومي وأن الرخام المصري يتواجد بالعديد من أسواق العالم مما يعد دلالة على الطلب المتنامي على المنتج المصرى مطالبا بالاستفادة المثلى من الثروة التعدينية لمعالجة الظروف الاقتصادية.