قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أغراض «المزاح» في السنة النبوية

0|ندى فوزي

جاء في السنة النبوية صور كثيرة تذكر أن النبي كان يمازح أصحابه ويمازحونه، وهذا يفيد إباحة المزاح إذا خلى عن الحرام كالكذب والترويع، ولكن كان مزاحه -صلى الله عليه وسلم- لم يكن للعبث أو لمجرد الترويح، بل كان جزءًا من تربيته لأصحابه، فمن أهداف مزاح النبي صلى الله عليه وسلم-.
المزاح للتحبب:
قدم صهيب -رضي الله عنه- على رسول الله وبين يديه تمر وخبز قال: أدن فكل، فأخذ يأكل من التمر، فقال له النبي: «إن بعينك رمدًا»، فقال: يا رسول الله: إنما آكل من الناحية الأخرى، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن أنس رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله احملني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنا حاملوك على ولد ناقة»، قال: وما أصنع بولد الناقة؟! فقال صلى الله عليه وسلم: «وهل تلد الإبل إلا النوق».
المزاح للمواساة:
وعن أنس رضي الله عنه: إنه كان -صلى الله عليه وسلم- ليخالطنا، حتى يقول لأخ لي صغير: «يا أبا عمير ما فعل النغير»، وفي رواية لأحمد عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدخل على أم سليم ولها ابن من أبي طلحة يكنى: أبا عمير، وكان يمازحه فدخل عليه فرآه حزينًا فقال: «مالي أرى أبا عمير حزينًا ؟» فقالوا: مات نغره الذي كان يلعب به، قال: فجعل يقول: «أبا عمير ما فعل النغير».
المزاح من أجل التربية:
وفيه أن خوات بن جبير الأنصاري -رضي الله عنه- كان جالسًا إلى نسوة من بني كعب بطريق مكة، فطلع عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا أبا عبد الله مالك مع النسوة؟» فقال: يفتلن ضفيرًا لجمل لي شرود، فمضى رسول الله لحاجته ثم عاد فقال: «يا أبا عبد الله أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟».
قال خوات: فاستحييت وسكت، فكنت بعد ذلك أتفرر منه، حتى قدمت المدينة فرآني في المسجد يومًا أصلي، فجلس إلي فطولت، فقال: «لا تطول فإني أنتظرك»، فلما سلمت، قال: «يا أبا عبد الله أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟»، فسكت واستحييت فقام، وكنت بعد ذلك أتفرر منه حتى لحقني يومًا وهو على حمار وقد جعل رجليه في شق واحد، فقال: «يا أبا عبد الله أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟» فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد منذ أسلمت، فقال: «الله أكبر، الله أكبر، اللهم اهد أبا عبد الله»، قال: فحسن إسلامه وهداه الله.