قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هند عصام تكتب: الملك شيشنق الأول

الكاتبة الصحفية/ هند عصام
الكاتبة الصحفية/ هند عصام

كنا قد ودعنا ملوك وملكات الأسرة الحادى والعشرون الأسبوع القبل الماضي وكان هناك فاصل بملكة أشورية ولكننا لا نستطيع الإبتعاد كثيراً عن سرد  قصص ملوك وملكات حضارة مصر الفرعونية القديمة وسريعاً ما نعود ونشتاق لحكاوى ملوك وملكات مصر الفرعونية ونبدأ بقصة مؤسس الأسرة الثانى والعشرون وهو الملك شيشنق.

الملك عنخ خبري ستب إن رع شيشنق الذى حكم حوالي 943–922 قبل الميلاد و كان فرعونًا مصريًا قديمًا ومؤسس الأسرة الثانية والعشرين في مصر الفرعونية القديمة، وتعود اصوله لقبيلة المشواش الليبية. 

تزوج الملكة شيشنق الأول من باتارشنس كارومات
وأنجب كلا من اوسركون الأول و إيبوت الأولى و نيملوت الثاني.

وكان شيشنق هو القائد الأعلى للجيش المصري في عهد آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرين، بسوسنس الثاني، الذي كانت ابنته ماعت كا رع زوجة الابن الأكبر لشيشنق، الملك المستقبلي أوسركون الأول.
يرجع نسب الملك شيشنق إلى أسرة من مدينة إهناسيا، وحسب لوحة حور باسن المحفوظة الآن بمتحف اللوفر والتي أقامها حور باسن وذكر فيها أجداده، فإن نسب جده الثامن الفرعون شيشنق هو: شيشنق بن نمرود بن شيشنق بن باثوت بن نبنشي بن ماواساتا بن بويو واوا.

وكان جده الأعلى (بويو واوا) مستقرأً في خليج سرت موطن المشواش الأصلي، ولذلك عرفت أسرته لدى المهتمين بالتاريخ المصري القديم باسم الأسرة الليبية، وكذلك ينتمي بويو واوا لقبيلة المشواش الليبية، أما ابنه ماواساتا فقد انتقل إلى العيش بمدينة إهناسيا وانخرط في صفوف الكهنة حتى صار كاهن معبد مدينة إهناسيا وقد خلفه ابنه نبنشي، الذي خلفه ابنه باثوت، الذي خلفه ابنه شيشنق، والذي ورث عن أجداده وظيفة الكاهن، وصار بعد ذلك الكاهن الأعظم وقائد حامية إهناسيا وقد تزوج من (محنتو سخت) ابنة زعيم قبيلة مي، وأنجب منها نمرود، الذي تزوج من الأميرة تنتس بح، والتي أنجب منها شيشنق، فأصبح فرعون مصر ومؤسس الأسرة الثانية والعشرين، بعد أن اندمج في المجتمع المصري وعاشت أسرته فيها لمدة خمسة أجيال، وبعد أن استقر جده الرابع ماواساتا بمدينة إهناسيا.

علماً بأن نمرود بن شيشنق توفي في حياة والده، الذي قام بدفنه في مكان مقدس حسب اعتقاده، وهو مدينة أبيدوس ( التي تقع بمحافظة سوهاج الآن)، وقد نهب قبره، فقام والده شيشنق الكبير بتقديم شكوى للفرعون، الذي اهتم بالشكوى لمكانته المرموقة في مدينة إهناسيا. وبالنسبة لحفيده شيشنق، والذي ورث منصب جده الكاهن الأعظم ورئيس حامية إهناسيا ورئيس قوم مي (المشواش)، بالإضافة إلى ألقاب أخرى منها «الرئيس الأعظم المشرف على الصعيد».

استطاع شيشنق أن يتولى حكم مصر ويحمل لقب الفرعون وأسس بذلك لحكم أسرته الأسرة الثانية والعشرين في عام 950 ق.م التي حكمت قرابة قرنين من الزمان. وقد عرفه الإغريق فسموه سوساكوس. خلال حكم الأسرة الحادية والعشرون الذي دام مائة وثلاثين عامًا تقريبًا عصفت خلالها الأحداث بمصر من الداخل والخارج وعم الفساد بالدولة وأنهكت الضرائب كاهل الشعب مما أدى إلى تفكك البلاد ولم يجد الفرعون بداً من محاولة حل المشاكل سلميا واضطر من خلالها إلى مهادنة مع بني إسرائيل أيضا التي كانت قوتها تتعاظم في فلسطين تحت حكم داود في هذه الفترة كان ظهور شيشنق وتزوج من ابنة الفرعون بسوسنس الثاني آخر ملوك هذه الأسرة وأعلن قيام الأسرة الثانية والعشرين، وكان ذلك حوالي عام 940 قبل الميلاد. فالمرجح انه نجح في تولي الحكم في مصر وديا وسلميا ليس كمحتل ،في عهده كتب في إحدى الصخور في وادي الملوك بمصر أقوى المعارك التي قادها منتصرا.

بالنسبة لعمر الأسرة التي أسسها شيشنق فقد خص مانِتون الأسرة الثانية والعشرين بمئة وعشرين عاما فقط، ولكن التسلسل الزمني المقبول حاليا يجعل المدة تزيد على قرنين كاملين، من 950 ق.م إلى 730 ق.م.

وقد تعرف العالم على الفرعون شيشنق بعد اكتشاف مقبرته من قبل الفرنسي البروفيسور مونيته في سنة 1940م والتي وجدت بكامل كنوزها ولم تتعرض للنهب ، وكان هذا الاكتشاف سيشكل حدثا هاما مثل حدث اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون لولا أن توقيت هذا الاكتشاف كان على أعتاب الحرب العالمية الثانية فلم ينل التغطية والاهتمام كما حدث عند اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
وتاريخ تولية «شيشنق» الملك لا يمكن معرفته على وجه التأكيد ولًكنه لابد قد وقع بعد عام 945 ق.م. وقد كشفت لنا اللوحة التي دون عليها «حور باسن» تاريخ أحد عجول أبيس عن تاريخ أسرة «شيشنق» ورسوخ قدمها في مصر منذ زمن طويل وقد عرفنا منها ومن غيرها من النقوش ماكان لهذه الأسرة الليبية من نفوذ في أنحاء البلاد ، وبخاصة من الوجهة الحربية والوجهة الدينية .

وتدل شواهد الأحوال على أنه قد تسلم مقاليد الحكم دون أية مقاومة ، والظاهر أن طول مقام الليبيين في مصر علّمهم كيف يستطيعون الاستيلاء على الملك دون أن يقاومهم الشعب المصري ، وذلك بالحرض الشديد على تقاليد المصريين السياسية والدينية الموروثة من أقدم عهود التاريخ. والصحيح أنه وإن كان أصله البعيد يرجع إلى ليبيا، لكن أسرته تمصًرت منذ أن استوطنت مصر من عدة أجيال سابقة وسكنوا إهناسيا المدينة، وصاروا من المواطنيين، وتقلد كثير منهم مناصب الدولة، وأظهروا فيها إخلاصآ لوطنهم مصر.