قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رئيس جورجيا: الشباب الأحق بقيادة البلاد بعد الثورات


أكد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي على أهمية دور الشباب في تولي القيادة داخل بلادهم عقب الثورات، موضحا أنهم عنصر مهم فى نجاح الثورات لما يملكونه من إصرار على التغيير، مشيرا إلى أن كل الوزراء في بلاده من الشباب عدا وزير الخارجية فقط الذي يتجاوز عمره الخمسين عاما.
وصرح الرئيس الجورجي، خلال لقائه مع مجموعة من الصجفيين المصريين في العاصمة الجورجية تلبيسى الأربعاء، أن مصر لديها إمكانيات كبيرة وأنه متفائل بمستقبلها بعد الثورة، مشيرا إلى أن مصر تمر بمرحلة مهمة في التحول الديمقراطي، وأن بلاده على استعداد لمدها بالخبرة التي اكتسبتها في أعقاب الثورة الوردية إن طلبت هى ذلك، وقال إن التشابه بين الثورتين المصرية والجورجية يكمن في الإرادة الشعبية والسلمية اللتين اتسمتا بهما.
وقال إنه من السهل أن يكتسب الشباب الخبرة كما حدث في جورجيا في أعقاب الثورة الوردية التي حدثت في عام 2003.
وأعرب عن أمله في زيادة التبادل التجاري مع مصر وحدوث تغيير كبير في العلاقات بين البلدين في ظل نجاح الإصلاحات في جورجيا من جهة والتحولات الديمقراطية في مصر من جهة أخرى.
وقال: "إننا لا نملك الإمكانيات التي تملكها مصر ونتمنى أن يزيد التعاون بين البلدين في المستقبل".
وأضاف ساكاشفيلى أن الإصرار على التغيير والإصلاح ينقذ الثورات حتى لو كانت تكلفة التغيير باهظة بعض الشىء، لافتا إلى أن كل القرارات التي اتخاذتها بلاده بعد الثورة كانت تهدف إلى مكافحة الفساد الذي كان مستشريا والتخفيف عن الجورجيين ظروف الحياة الصعبة التي كانوا يعيشونها قبل الثورة، ومن ثم تم الشروع في إحداث تغيرات جذرية.
وأضاف ساكاشفيلي أن "البعض يقول إن التغيير في دولة صغيرة يبدأ ثم يتوقف سريعا، لكنه على العكس يستمر لفترة طويلة في ظل وجود علاقات متشابكة بين العناصر المتورطة في الفساد".
وقال الرئيس الجورجي إن "عملية الإصلاح خلقت عداوة مع الأطراف المتورطة في الفساد حتى لو كانت أقلية بالنسبة لعدد السكان، لأن الأقلية في دولة صغيرة تلعب دورا كبيرا".
ونوه الرئيس الجورجي إلى إلقاء القبض على 5 آلاف من المسئولين المتورطين في قضايا فساد في البلاد عقب الثورة، مؤكدا على أهمية اختيار فريق عمل على مستوى عال لقيادة البلاد وتطهيرها من الفاسدين.
وقال إن بعض المواطنين يدركون حجم الإصلاحات، لكن هناك آخرين يتوقعون دائما من الحكومة أكثر مما تنجزه.
ولفت ساكاشفيلي إلى إحداث تغيير اجتماعي كبير داخل المجتمع الجورجي شمل قطاعي الشرطة والتعليم، مشيرا إلى أن الجامعة كانت تشهد فسادا كبيرا وانتشارا للرشوة، لكن الاصلاحات التي تم تبنيها غيرت هذا الوضع ورفعت نسبة الملتحقين بالجامعة من الأقاليم الجورجية إلى 80%.
وقال ساكاشفيلي إنه لا داعي للقلق أو الخوف طالما كان الشعب مدركا لما نفعله، مشيرا إلى أن شعبية السياسيين تتفاوت من انتخابات إلى أخرى، وأن التغييرات التي تدخلها الحكومة من الممكن ألا تلقى ترحيبا من جانب البعض.
وأوضح أن الإعلام يلعب دورا كبيرا في المجتمع الذي يتأثر بما يقال حول السياسيين، مشيرا إلى أن الإعلام يجب أن يتحمل مسئوليته وأن يتعامل بموضوعية ويظهر الحقائق للمواطنين كما هى دون مبالغة أو تزييف و ألا يكون جزءا من النظام أو النخبة.
وحول الوضع الاقتصادي لبلاده بعد الثورة الوردية، أشار الرئيس الجورجي إلى أن بلاده أجرت اصلاحات اقتصادية شملت الضرائب وجذب الاستثمارات على الصعيد الداخلي، إلى جانب بذل مساع على الصعيد الدولي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وأشار ساكاشفيلي إلى أن التقدم نحو تحقيق مصلحة الوطن يتطلب تنفيذ الإصلاح بشكل سريع، لكي يشعر المواطنون بجدوى الإصلاحات، موضحا أن الشروع بسرعة في إجراء اصلاحات فى بلاده أدى إلى رفع الميزانية بنسبة 40% خلال عام، ثم تضاعفت إلى 3 أضعاف فيما بعد.
وحول ما يمكن ان تتجنبه الثورة المصرية من أخطاء وقعت فيها الثورة الجورجية، أوضح ساكاشفيلي أن تبني الحلول الوسط كان من بين أكبر الأخطاء التي وقعت فيها جورجيا بعد الثورة، حيث تم تأجيل بعض الاصلاحات، مضيفا أنه "تم تدارك هذا الخطأ في جورجيا وأنصح بالاسراع في إجراء الاصلاحات".
وحول العلاقات الجورجية مع الدول العربية، أوضح ساكاشفيلي أن جورجيا تشعر بانتمائها إلى الشرق الأوسط من الناحية الثقافية، لافتا إلى أن الثقافة تخلق ظروفا أفضل للتفاهم، وأن لدى جورجيا والعرب ثقافة مشتركة.
وأضاف أن بلاده لديها علاقات تاريخية مع مصر منذ عهد المماليك، فيما كانت تبليسي تحكم من جانب العرب في القرن الثامن عشر، كما أن الإمارات العربية المتحدة هى من أكبر المستثمرين في جورجيا.
وأوضح الرئيس الجورجي أن بلاده تربطها علاقات استراتيجية على أعلى مستوى مع الولايات المتحدة التي تتفهم مواقف تبليسي، خاصة حيال روسيا.
وأضاف أن: "جورجيا لا تعترف بأي تغييرات سياسية على أراضيها المحتلة من جانب روسيا التي تسعى لكسب الاعتراف العالمي بضم إقليم أوسيتيا الجنوبية إليها، وهو أمر يعكس توجهها الاستعماري".
وقال ساكاشفيلي إن روسيا تسعى لعدم نجاح التجربة الديمقراطية في جورجيا، وأنه من المثير أن نواصل تقدمنا وسط مخاوف من النظام في روسيا من انتشار التحولات الديمقراطية في جورجيا بالمنطقة.