سماح تطلب الطلاق : زوجى "ديوث".. خدعنى بقناع التقوى والورع ..قبل بزواج أمه العرفى من صديقه..وجعل من شقتى مكانا للقائهما

يتلاشى الزحام من حولها، وتتلاشى معه أصوات المتنازعين، الصمت يخيم على المكان، وسط هذا الفراغ جلست"سماح"الزوجة الثلاثينية على كرسى متهالك قابع فى ركن بعيد برواق ضيق بمحكمة الأسرة بزنانيرى فى سكون يشبه سكون أهل القبور، تطوق جسدها المنتفض بيد مرتعشة، بدت الزوجة الثلاثينية وكأنها تحاول أن تطمئن قلبها المثقل بذكريات مؤلمة مع رجل ضعيف وبلانخوة - حسب روايتها- وحماة متصابية دمرت حياتها بعدما اكتشفت أنها تزوجت عرفيا من صديق ابنها الذى يصغرها بثلاثين عاما لتحتفظ بمعاش زوجها.
بكلمات متلعثمة بدأت الزوجة الثلاثينية رواية تفاصيل حكايتها لـ"صدى البلد" :"ما مررت به أشبه بالخيال، أحيانا أظن أننى أحلم، لكن أوراق القضايا تعيدنى دائما إلى الواقع المر وتذكرنى بتفاصيل حياتى الزوجية المؤلمة مع رجلا بلا نخوة، ليس لكلمة" العيب" مكانا فى قاموسه، لايعرف معنى الغيرة على عرضه وشرفه، يعلم أن والدته المتصابية التى تجاوزت الستين من عمرها متزوجة عرفيا من صديق عمره الذى يصغرها بثلاثين عاما، ويغض بصره ويصم آذانه، وكأنه أمر عادى، الطامة الكبرى أنه كان يسلمها بيده مفتاح بيته ويمهد لها الطريق ويهيئ لها الأجواء لكى تنعم براحتها وتستمتع بوقتها على فراشه بعيدا عن أعين أهل حينا الفقير، بينما كان يحرم على دخولها رغم أن زواجنا لم يكن قد مر عليه سوى شهر، واهما بأنه بذلك سينال رضاها وستغدق عليه من معاش والده المتوفى منذ سنوات بعيدة وأموال الإعانات التى تتحصل عليها من المساجد".
تصمت الزوجة الثلاثينية للحظات محاولة السيطرة الإرتعاشة السارية فى أوصالها، وبصوت تلمح فى نبراته الحسرة تكمل روايتها:" لا أعرف اى نوع هذا من الرجال ؟!، ليس هذا هو الرجل الذى أحببت وصبرت معه ثمانية أعوام كاملة رغم ضيق حاله، ولم أبخل عليه بمالى حينما استغنوا عنه فى موجة الخصخصة التى اجتاحت بعض الشركات حيث كان يعمل بإحداهن عامل لحام، وتحملت تكاليف شراء الأثاث وغيرها من مستلزمات الزواج حتى يجمعنى به بيت واحد.
أقسم أنه ليس هذا هو الشخص الذى وعدنى بأنه سيوفرلى حياة مستقرة، وسيكون سند لى احتمى به وأستظل بظله، لكن يبدو أنى انخدعت بكلمات الحب وبقناع الصلاح والتقوى الزائف الذى ارتداه ليخفى به وجهه القبيح، واشهد الله انه أدى دوره باتقان يحسد عليه، فدائما كان يتحدث بلسان لايغادره ذكر الله وحمده، ويعطينا دروسا عن أهمية الإلتزام بالعادات والتقاليد، لكن الواقع غير ذلك تماما".
تزيح الزوجة الثلاثينية دموعها بأطراف أناملها وهى تتحدث عن اكتشافها لحقيقة زوجها وحماتها :" بدأ الشك يتسرب إلى قلبى مع الحاح زوجى على مغادرتى للبيت من فترة لاخرى وإرغامى على البقاء فى بيت والدته المريضة، فى البداية كنت اظن انه لا يرغب فى الإبتعاد عنها هى وشقيقته الخرساء خاصة أنه مرتبط بها ارتباط شديد وهى تغار عليه كزوجته، لكنى علمت من مالكة العقار الذى نقطن فيه أن والدة زوجى تصطحب إلى البيت فى غيابى رجل ثلاثينى وتقول أنه ابنها.
اصابتنى كلماتها بالحيرة، فكيف وابنها الثانى مقيم بقطر، ثم نطقت بإسم هذا الشخص أمامى، فضربت على صدرى من هول الصدمة، فهذا الرجل هو صديق عمر زوجى، وبت لا أعرف ماذا أفعل هل أخبرزوجى بما تفعل أمه فى بيته أم لا؟، وانتهيت إلى أننى سأصمت حتى لايقتلها بسببى انتقاما لشرفه، هذا طبعا قبل أن اكتشف انه كان على علم بأمرها مع صاحبه منذ البداية".
تكسو ملامح الغضب وجه الزوجة الثلاثينية وهى تختتم روايتها:"أقسمت بعدها ألا أترك بيتى لها ثانية وألا تطأه بقدمها مهما حدث، الأمرالذى تسببب فى توتر علاقتى بزوجى، وبمرورالوقت ومع الحاحى على صديق زوجى بالزواج بدأت حماتى تشعر بالخطر من افتضاح سرها أمامى وبالغيرة على حبيبها، وباتت تختلق المشاكل معى لتهدم حياتى وتجرجنى من شقتى، وبالفعل نجح مخططها حيث تمكنت من تأليب العائليتن بعدما ادعت سب شقيقى لها، ووصل الأمر إلى أقسام الشرطة، ولم يكن من المعقول أن ابقى مع رجل أراد قتل أخى، فتركت البيت وطلبت الطلاق لكنه رفض، فأقمت دعوى طلاق لانهى حياة لم تدم إلا لثلاثة شهور فقط، لاكتشف أننى كنت البلهاء الوحيدة والكل كان يعلم بأمر زواجها العرفى إلا أنا".