"رويترز": أبوالفتوح إسلامي يمسك العصا من المنتصف

يحلو لأنصار المرشح الرئاسي المصري عبد المنعم أبو الفتوح أن يصوروه تجسيدا لميدان التحرير الذي استوعب المصريين من مختلف الفئات أثناء الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي.
فالرجل نجح في كسب مؤيدين من مختلف جوانب الطيف السياسي بداية من السلفيين وحتى الليبراليين، وهو يقدم نفسه على أنه إسلامي وسطي مرجعيته الأزهر الشريف، لكنه يصر على رفض فكرة "الدولة الدينية".
وأبو الفتوح أحد رموز جماعة الإخوان المسلمين في العقود الاربعة الماضية، لكنه فضل الاستقالة من الجماعة ذات الثقل السياسي الكبير في مارس 2011 عندما قرر مخالفة قرارها بعدم تقديم مرشح في أول انتخابات رئاسية تعددية تشهد منافسة حقيقية في تاريخ مصر والمقرر إجراؤها يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
ورغم الاستقالة، لم يسلم الرجل من اتهامات بأن الابتعاد عن بيته القديم مجرد حيلة وأنه المرشح الخفي للإخوان، وبعدما انتهى الأمر بترشيح الجماعة محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين، لم يبدد ذلك الشكوك لدى البعض حول علاقة أبو الفتوح بالإخوان.
لكن الكثير من تصريحات أبو الفتوح مؤخرا أظهرت خلافا كبيرا مع الجماعة حتى أنه تعهد بإلزامها وغيرها من الكيانات غير المرخصة بتقنين اوضاعها وكشف مصادر تمويلها وإخضاعها لرقابة الحكومة في حال فوزه في الانتخابات.
وكان أبو الفتوح عضوا بمكتب الإرشاد بجماعة الإخوان منذ 1987 حتى 2009.
وواجه الرجل انتقادات من بعض خصومه بأنه "متلون" وليست له مواقف ثابتة بسبب حصوله على تأييد أطياف متنوعة ومتناقضة من التيارات السياسية، فقد حصل على تأييد جماعة الدعوة السلفية وحزب النور ذراعها السياسية، كما نجح في جذب مؤيدين من التيار الليبرالي واليساري.
ورفض أبو الفتوح هذه الانتقادات قائلا إنه يسعى لإنهاء حالة الاستقطاب السياسي والديني في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بمبارك وشدد على أنه لم يقدم تنازلات لأي طرف.
ويؤكد أبو الفتوح على مدنية الدولة ويقول إنه "لا يوجد ما يسمى الدولة الدينية في تاريخ الإسلام"، لكنه يؤكد في الوقت نفسه على أهمية الدين كمرجعية للدولة وعلى تطبيق الشريعة الإسلامية، وفي نفس الوقت حرص على طمأنة المرأة والأقلية المسيحية بالتأكيد على حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن الجنس أو الدين.
ومثلما أثار تنوع توجهات مؤيدي أبو الفتوح انتقادات، فقد دفع أيضا ثمنا لمرجعيته الإسلامية.
وقال المحلل السياسي حسن نافعة لـ"رويترز" عبر الهاتف: "جزء من شعبية أبو الفتوح تآكل بسبب تآكل شعبية التيار الإسلامي بصفة عامة بسبب أداء الإسلاميين المثير للانتقادات في البرلمان الذي سيطروا عليه في مطلع العام بعد الانتخابات التشريعية.
ولد أبو الفتوح عام 1951 فى منطقة مصر القديمة بالقاهرة لأسرة جاءت إلى العاصمة من كفر الزيات بمحافظة الغربية شمال غربي القاهرة، وكان ترتيبه الثالث بين ستة إخوة كلهم ذكور.
وهو يحمل عدة مؤهلات علمية، إذ تخرج من كلية طب قصر العينى وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة وماجستير إدارة المستشفيات من كلية التجارة جامعة حلوان.
وبدأ أبو الفتوح نشاطة السياسي والعمل العام أثناء الدراسة الجامعية وترأس اتحاد طلاب كلية طب قصر عينى سنة 1973 واتحاد طلاب جامعة القاهرة سنة 1975، وأثناء تلك الفترة واجه أبو الفتوح الرئيس الراحل أنور السادات أثناء لقائه عددًا من الطلاب وقال له إن الدولة يسود فيها حالة من النفاق للحاكم.
وعقب تخرجه شغل أبوالفتوح العديد من المناصب مثل الأمين العام لنقابة أطباء مصر ثم منصبه الحالى كأمين عام لاتحاد الأطباء العرب، وامتد عمله العام إلى العمل الإغاثى والإنسانى من خلال رئاسته للجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب.
واعتقل ابو الفتوح فى عهد مبارك لخمس سنوات لنشاطه السياسي عام 1991 كما سبق واعتقل في عهد السادات لعدة أشهر ضمن اعتقالات سبتمبر ايلول 1981 التي تحفظ فيها الرئيس الراحل على عدد كبير من معارضيه بسبب رفضهم لاتفاقية السلام مع إسرائيل.
ويهاجم أبو الفتوح اتفاقية السلام مع إسرائيل ويصفها بـ"الظالمة" لكن شأنه شأن باقي منافسيه في السباق الرئاسي أكد على عدم إلغاء الاتفاقية لكنه سيسعى لـ"مراجعة بنودها"، خاصة الملاحق الأمنية المتعلقة بسيناء.
وأبو الفتوح متزوج من طبيبة أيضا ولديه ستة أبناء ثلاث إناث يعملن طبيبات وثلاثة ذكور يعملون فى مجالات الهندسة والصيدلة والتجارة .