قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

اليأس القاتل


نور الهدى .. القاهرة
أعمل موظفة بإحدى الشركات وعمرى 32 عاما، توفى والدى ووالدتى منذ فترة ومررت بفترات صعبة، ولكنني فجأة اكتشفت أنني في تلك السن لم أشعر بسنواتي الماضية إلا وهى تمر سريعا، وأننى لم أحقق أى شيء فى حياتى سوى بعض النجاحات القليلة، مررت بأكثر من قصة حب لم تكتمل أى منها جميعها فشلت، فدائما كانت تتكرر صدمتي في الآخرين، فإما أن أكتشف كونه شخصا خائنا أو مخادعا، وأحمد الله أننى اكتشف ذلك مبكرا قبل الزواج ولم أجد الشخص المناسب حتى الآن.
تخرجت في كلية الزراعة وحققت فى عملى بعض النجاحات القليلة فتمكنت من الحصول على الماجستير وحاليا أحضر للدكتوراه، راتبى قليل للغاية فلا يمكننى سوى ادخار مبلغ قليل للغاية انفقه على رسالة الدكتوراه أو ضروريات الحياة، أشعر أننى لم أحقق شيئا سواء فى حياتى كامرأة أو فى عملى رغم كونى مجتهدة فى القيام بعملى بشكل جيد وأفضل من كثيرات ولكن التقدم فى العمل وتولى المناصب له حسابات أخرى .
سنوات العمر تمر سريعا ولم أحقق شيئا أو أستمتع بحياتي كما أرغب فكل يوم يشبه ما قبله بتفاصيله تماما، حتى هوايتى التى أفضلها وهى «الرسم» لم أمارسها ولا أخرج للاستمتاع بالحياة سوى نادرا بسبب انشغالى الدائم فى العمل، حتى إن وجد وقت فراغ فأننى استغله فى الراحة بسبب كثرة التعب والتفكير، صديقاتى أبعدتنى عنهم مشاغل الحياة فمنهن من تزوجت وانشغلت بأسرتها ومنهن من سافرت للخارج، وأصبح لا يجمعنا سوى مكالمة تليفون أو شبكات التواصل الاجتماعى، أشعر بالوحدة فى الحياة.
راضية بقضاء الله لكننى لا أريد أن ينسحب عمرى منى دون أن أحقق شيئا فى ذو قيمة ومعنى حقيقى فى حياتى، أبعث إليكِ ولا أريد من يعدد لى النقاط الإيجابية ولكن فقط ما احتاجه روشتة تجعلنى استفيد من كل لحظة أعيشها بالشكل الأمثل وكيف أحقق فيها النجاح الذى أتمناه.
لصاحبة الرسالة :
من الواضح فى رسالتك أنك تشعرين باليأس والتشاؤم من كل شىء حولك حتى أصبحتى لا تشعرين بما هو جميل فى حياتك مع وهم العمر وتقدم سنواته، ولكن ما النتيجة التى تظنين أنك ستصلين إليها من تلك المشاعر التى تعيشينها، لا شىء سوى مزيد من اليأس وستمر الأيام والحياة كما هى بل أسرع مما تتخيلين.
ليس أمامك سوى خيارين الأول أن تستمرى فى تلك الحالة من الاكتئاب واليأس التي ستؤدى بك إلى حالة أصعب، وربما العزلة عن الناس والحياة وعدم الرغبة فى فعل أى شىء، والخيار الثانى أن تذهبى بعقلك بعيدا عن كل تلك المشاعر التي تنتابك وتحيط بك وتبدأين صفحة جديدة من حياتك مليئة بالحب والتفاؤل بالخير والسعادة، والإيمان القوى أن الله سيعطيك كل ما تتمنيه فى الوقت المناسب.
امسكى ورقة وقلم واكتبى عنوان «لائحة أحلامى» دونى بها كل ما ترغبين وتحلمين به وأول تلك اللائحة مواصفات شريك الحياة، وأعطى لنفسك الوقت لتحقيق كل ما تتمنيه، وعندما يحدث ذلك وتحققى أى من أهدافك ستتغير أفكارك وحياتك للبديل وستصبح لحياتك طعم آخر.
حاولى أن تعيشى أحلامك فى الحقيقة لن تخسرى شيئا آمنى بأحلامك وأنك ستصلى لما تريدين، ركزى فى كل لحظة تعيشيها بصدق، فاليوم الذى يذهب لا يعود، امنحى نفسك فرصة أخرى للحياة ولا تستصعبى حلمك وامنياتك حتى لا تصبح مستحيلة، وأعطى لنفسك الفرصة حتى لا تقعى فريسة لشخص مخادع، واتركى القلق جانبا وثقى بنفسك ولا تضيعى حلمك وسط زحام الحياة، وأتركى الباقى على الله الذى يعلم ما تريدين، فلا تفقدى الأمل بالله، وتحلى بالصبر وحبى نفسك وحياتك حتى تحبك وتمنحك ما تحلمين به.
عقلك مثل حديقة إما تزرعيها بورود الأمل والتفائل أو تملئيها بشوك اليأس والتشاؤم .

بقلم - دكتورة هبة الفايد استشارى الأمراض النفسية والعلاج بالطاقة
للتواصل لحل المشكلات
[email protected]