قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أولوند أمام ضغط لتعديل السياسة الخارجية بعد هجمات باريس


يواجه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ضغوطا لتغيير مساره في الحرب السورية والعمل مع روسيا عن قرب أكثر بعد موجة هجمات دامية عانتها باريس.. لكنه يبدو عازما على مواصلة حمل السلاح وتصعيد العمل العسكري.
ربما أصبحت فرنسا أكثر دول الغرب عرضة لهجمات المتشددين الإسلاميين لدورها في العديد من الصراعات بالشرق الأوسط وعلمانيتها الشديدة في الوقت الذي تتخذ فيه الولايات المتحدة وبريطانيا نهجا أكثر حذرا بعد تجربتهما المريرة في العراق.
وفي معرض رده على الهجمات التي شهدتها باريس يوم الجمعة قال أولوند إن بلاده في حرب مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن مسؤوليته عن المذبحة مؤكدا أن فرنسا ستشن ضربة جوية كبيرة على أهداف التنظيم في الرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا.
وبينما كان الرئيس الاشتراكي يتعهد بالوحدة الوطنية كان معارضوه المحافظون ينتقدونه لنبذه روسيا وتجنبه إيران وإصراره على رحيل الرئيس بشار الأسد كشرط مسبق لأي تسوية سلمية في سوريا. بل وواجه انتقادات من داخل حزبه هو نفسه.
قال الرئيس السابق نيكولا ساركوزي زعيم حزب الجمهوريين الذي ينتمي ليمين الوسط بعد أن التقى أولوند يوم الأحد "يجب أن نستخلص عبرا من الوضع في سوريا" ودعا إلى "ضبط سياستنا الخارجية".
وقال ساركوزي للصحفيين "نحتاج لمساعدة من الجميع لاستئصال داعش (الدولة الإسلامية) وبخاصة من الروس. لا يمكن أن يكون هناك تحالفان في سوريا."
وداخل مؤسسة السياسة الخارجية الفرنسية يتهم بعض الدبلوماسيين المخضرمين أولوند باتباع سياسة خارجية تسير على نهج "الخط المحافظ الجديد" في وقت تنسحب فيه الولايات المتحدة وبريطانيا من المخاطرات في الخارج.
ومثلما فعلت قوى غربية أخرى.. نأت باريس بنفسها عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشاركت في العقوبات على موسكو بسبب ضمها شبه جزيرة القرم العام الماضي ودورها في زعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا.
وتخلى أولوند عن عملية لبيع سفينتين حربيتين لروسيا كان ساركوزي قد بدأها أثناء جلوسه على كرسي الرئاسة.
وكان بوتين قد فاجأ الحكومتين الفرنسية والأمريكية ووضعهما في موضع حرج حين تدخل في الصراع السوري الشهر الماضي ووجه ضربات جوية لقوات مناهضة للأسد منها جماعات إسلامية "معتدلة" سلحها الغرب ودربها.
* لم يكلف خاطره
كان تجدد الجدل في باريس حول السياسة المتبعة شبيها بسجالات تدور في واشنطن ولندن.
فالجمهوريون الطامحون لخوض سباق الرئاسة الأمريكية يطالبون بتحركات ضد تنظيم الدولة الإسلامية تكون أقوى بكثير مما اتخذها الرئيس باراك أوباما حتى الآن في حين يجد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صعوبة بالغة في إقناع أعضاء مجلس العموم بالموافقة على المشاركة في الضربات الجوية في سوريا.
لكن فرنسا -على النقيض من الولايات المتحدة- تنعم بشكل عام بتوافق حزبي على السياسة الخارجية وربما كانت الاختلافات داخلها على السياسة المتبعة في سوريا أخف مما تبدو عليه.
ويقول مسؤولون فرنسيون إن أوباما لم يكلف خاطره بإبلاغ باريس بأنه عدل عن قراره وألغى خطة لضرب القوات السورية في أغسطس آب 2013 بسبب استخدام أسلحة كيماوية. كانت الطائرات الحربية الفرنسية تقف حينها على أهبة الاستعداد على المدرج حين قالت واشنطن كلمتها معلنة أن الرئيس الأمريكي تراجع عن الخطة.
وقال مسؤول كبير طلب عدم نشر اسمه "وددنا أن نقطع المشوار لآخره في 2013 لكن في النهاية تلقينا صفعة من باراك أوباما ووجدنا أنفسنا وحدنا... فقدنا النفوذ ولا نعرف الآن في الواقع كيف سنتحرك هناك."
كانت باريس قد انضمت في الآونة الأخيرة للتحالف الذي يوجه ضربات جوية في سوريا بعد قصف دام لأكثر من عام بالعراق. لكن حتى يومين فقط كانت فرنسا قد نفذت خمس ضربات وحسب معظمها لمحاولة ضمان مقعد في أي مفاوضات حسبما يقر مسؤولون فرنسيون.
وقبل هجمات باريس بقليل أصدر أولوند توجيهات بإرسال حاملة الطائرات شارل ديجول إلى شرق البحر المتوسط. وحين تصل أوائل ديسمبر كانون الأول ستزيد القوة الجوية الفرنسية بالمنطقة إلى 36 طائرة.
وفي علامة تشير إلى تحركات أولوند المحتملة في الأسابيع القادمة.. ضربت حوالي عشر مقاتلات فرنسية عدة أهداف في الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مساء الأحد. ولا يرجح مسؤولون أن تنشر باريس قوات برية وإن كان من الممكن أن تنشر قوات خاصة مثلما فعلت الولايات المتحدة.
ويرى منتقدو الحكومة إن فرنسا كان ينبغي لها أن تعمل مع موسكو وطهران ودمشق للتوصل لحل سياسي وسط.
وقال رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون الذي ينتمي ليمين الوسط إن الوقت حان لأن تتغلب فرنسا "على تصوراتها إزاء روسيا وتدرك أننا بحاجة للعمل مع إيران بل وأن توافق على العمل لفترة مع النظام السوري."
ويحث أيضا خبراء مخضرمون بالحزب الاشتراكي الحاكم من أمثال وزير الخارجية السابق أوبير فدرين الرئيس الفرنسي على انتهاج منهج أكثر "واقعية".
وقال فدرين قبل هجمات باريس "الموقف الأخلاقي المتمثل في ضرورة رحيل الأسد بسبب الأعمال الوحشية التي ارتكبت منذ بداية الحرب الأهلية... مفهوم ويدعو للاحترام لكن ربما أمكن تحويله إلى شكل من أشكال الضغط في العملية (الدبلوماسية) التي بدأت لتوها."
وأضاف "دعونا لا ننسى أننا عندما حاربنا هتلر كان علينا أن نعقد تحالفا مع ستالين الذي قتل من الناس عددا يتجاوز ما قتله هتلر."
وهناك من المنتقدين من يصل لمدى أبعد ويتهم أولوند بتعريض فرنسا لخطر داهم بسلسلة تدخلات عسكرية منذ 2013 في مالي وأفريقيا الوسطى والعراق وسوريا وبناء روابط تفضيلية في ذات الوقت مع دول عربية خليجية يشتبه على نطاق واسع في تمويلها جماعات جهادية.
ويرى رئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان -وهو ديجولي محافظ برز بقوة على الساحة العالمية عندما شجب الخطط الأمريكية للحرب بالعراق في 2003 خلال كلمة حماسية في مجلس الأمن الدولي- أن فرنسا "وقعت في فخ" إذكاء التشدد الإسلامي وإضفاء الشرعية عليه.
وفي معرض اعتراضه على قرار أولوند العام الماضي بالانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لتوجيه ضربات جوية للدولة الإسلامية في العراق قال دو فيلبان "التجارب علمتنا أن هذا النوع من الضربات لا يمكن أن يقود لنتيجة استئصال الإرهاب التي نرجوها."
وعانت بعدها فرنسا -التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا- من قوة ارتدادية تمثلت في سلسلة من أعمال العنف قام بها مسلمون متطرفون كالهجوم على صحيفة شارلي إبدو الأسبوعية الساخرة وعلى متجر للأطعمة اليهودية في يناير كانون الثاني.
وقال دو فيلبان لإذاعة (آر.تي.إل) في يوليو تموز 2014 "التدخل العسكري يغذي الإرهاب ويضفي الشرعية على الإرهابيين إذ يجعلهم محور الاهتمام الدولي مما يمنحهم وضعا وثقلا كما أنه يدفع آخرين حول العالم للتطرف. لذا فإنه يأتي بنتيجة معاكسة."
وأضاف "علينا ألا ننسى أننا كنا سببا في مولد الدولة الإسلامية. هذه نتيجة حرب 2003.. نتيجة أخطاء ارتكبت بالعراق وتحديدا دعم حكومة المالكي الطائفية الموالية للشيعة وإغفال السنة."يواجه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ضغوطا لتغيير مساره في الحرب السورية والعمل مع روسيا عن قرب أكثر بعد موجة هجمات دامية عانتها باريس.. لكنه يبدو عازما على مواصلة حمل السلاح وتصعيد العمل العسكري.
ربما أصبحت فرنسا أكثر دول الغرب عرضة لهجمات المتشددين الإسلاميين لدورها في العديد من الصراعات بالشرق الأوسط وعلمانيتها الشديدة في الوقت الذي تتخذ فيه الولايات المتحدة وبريطانيا نهجا أكثر حذرا بعد تجربتهما المريرة في العراق.
وفي معرض رده على الهجمات التي شهدتها باريس يوم الجمعة قال أولوند إن بلاده في حرب مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن مسؤوليته عن المذبحة مؤكدا أن فرنسا ستشن ضربة جوية كبيرة على أهداف التنظيم في الرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا.
وبينما كان الرئيس الاشتراكي يتعهد بالوحدة الوطنية كان معارضوه المحافظون ينتقدونه لنبذه روسيا وتجنبه إيران وإصراره على رحيل الرئيس بشار الأسد كشرط مسبق لأي تسوية سلمية في سوريا. بل وواجه انتقادات من داخل حزبه هو نفسه.
قال الرئيس السابق نيكولا ساركوزي زعيم حزب الجمهوريين الذي ينتمي ليمين الوسط بعد أن التقى أولوند يوم الأحد "يجب أن نستخلص عبرا من الوضع في سوريا" ودعا إلى "ضبط سياستنا الخارجية".
وقال ساركوزي للصحفيين "نحتاج لمساعدة من الجميع لاستئصال داعش (الدولة الإسلامية) وبخاصة من الروس. لا يمكن أن يكون هناك تحالفان في سوريا."
وداخل مؤسسة السياسة الخارجية الفرنسية يتهم بعض الدبلوماسيين المخضرمين أولوند باتباع سياسة خارجية تسير على نهج "الخط المحافظ الجديد" في وقت تنسحب فيه الولايات المتحدة وبريطانيا من المخاطرات في الخارج.
ومثلما فعلت قوى غربية أخرى.. نأت باريس بنفسها عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشاركت في العقوبات على موسكو بسبب ضمها شبه جزيرة القرم العام الماضي ودورها في زعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا.
وتخلى أولوند عن عملية لبيع سفينتين حربيتين لروسيا كان ساركوزي قد بدأها أثناء جلوسه على كرسي الرئاسة.
وكان بوتين قد فاجأ الحكومتين الفرنسية والأمريكية ووضعهما في موضع حرج حين تدخل في الصراع السوري الشهر الماضي ووجه ضربات جوية لقوات مناهضة للأسد منها جماعات إسلامية "معتدلة" سلحها الغرب ودربها.
* لم يكلف خاطره
كان تجدد الجدل في باريس حول السياسة المتبعة شبيها بسجالات تدور في واشنطن ولندن.
فالجمهوريون الطامحون لخوض سباق الرئاسة الأمريكية يطالبون بتحركات ضد تنظيم الدولة الإسلامية تكون أقوى بكثير مما اتخذها الرئيس باراك أوباما حتى الآن في حين يجد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صعوبة بالغة في إقناع أعضاء مجلس العموم بالموافقة على المشاركة في الضربات الجوية في سوريا.
لكن فرنسا -على النقيض من الولايات المتحدة- تنعم بشكل عام بتوافق حزبي على السياسة الخارجية وربما كانت الاختلافات داخلها على السياسة المتبعة في سوريا أخف مما تبدو عليه.
ويقول مسؤولون فرنسيون إن أوباما لم يكلف خاطره بإبلاغ باريس بأنه عدل عن قراره وألغى خطة لضرب القوات السورية في أغسطس آب 2013 بسبب استخدام أسلحة كيماوية. كانت الطائرات الحربية الفرنسية تقف حينها على أهبة الاستعداد على المدرج حين قالت واشنطن كلمتها معلنة أن الرئيس الأمريكي تراجع عن الخطة.
وقال مسؤول كبير طلب عدم نشر اسمه "وددنا أن نقطع المشوار لآخره في 2013 لكن في النهاية تلقينا صفعة من باراك أوباما ووجدنا أنفسنا وحدنا... فقدنا النفوذ ولا نعرف الآن في الواقع كيف سنتحرك هناك."
كانت باريس قد انضمت في الآونة الأخيرة للتحالف الذي يوجه ضربات جوية في سوريا بعد قصف دام لأكثر من عام بالعراق. لكن حتى يومين فقط كانت فرنسا قد نفذت خمس ضربات وحسب معظمها لمحاولة ضمان مقعد في أي مفاوضات حسبما يقر مسؤولون فرنسيون.
وقبل هجمات باريس بقليل أصدر أولوند توجيهات بإرسال حاملة الطائرات شارل ديجول إلى شرق البحر المتوسط. وحين تصل أوائل ديسمبر كانون الأول ستزيد القوة الجوية الفرنسية بالمنطقة إلى 36 طائرة.
وفي علامة تشير إلى تحركات أولوند المحتملة في الأسابيع القادمة.. ضربت حوالي عشر مقاتلات فرنسية عدة أهداف في الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مساء الأحد. ولا يرجح مسؤولون أن تنشر باريس قوات برية وإن كان من الممكن أن تنشر قوات خاصة مثلما فعلت الولايات المتحدة.
ويرى منتقدو الحكومة إن فرنسا كان ينبغي لها أن تعمل مع موسكو وطهران ودمشق للتوصل لحل سياسي وسط.
وقال رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون الذي ينتمي ليمين الوسط إن الوقت حان لأن تتغلب فرنسا "على تصوراتها إزاء روسيا وتدرك أننا بحاجة للعمل مع إيران بل وأن توافق على العمل لفترة مع النظام السوري."
ويحث أيضا خبراء مخضرمون بالحزب الاشتراكي الحاكم من أمثال وزير الخارجية السابق أوبير فدرين الرئيس الفرنسي على انتهاج منهج أكثر "واقعية".
وقال فدرين قبل هجمات باريس "الموقف الأخلاقي المتمثل في ضرورة رحيل الأسد بسبب الأعمال الوحشية التي ارتكبت منذ بداية الحرب الأهلية... مفهوم ويدعو للاحترام لكن ربما أمكن تحويله إلى شكل من أشكال الضغط في العملية (الدبلوماسية) التي بدأت لتوها."
وأضاف "دعونا لا ننسى أننا عندما حاربنا هتلر كان علينا أن نعقد تحالفا مع ستالين الذي قتل من الناس عددا يتجاوز ما قتله هتلر."
وهناك من المنتقدين من يصل لمدى أبعد ويتهم أولوند بتعريض فرنسا لخطر داهم بسلسلة تدخلات عسكرية منذ 2013 في مالي وأفريقيا الوسطى والعراق وسوريا وبناء روابط تفضيلية في ذات الوقت مع دول عربية خليجية يشتبه على نطاق واسع في تمويلها جماعات جهادية.
ويرى رئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان -وهو ديجولي محافظ برز بقوة على الساحة العالمية عندما شجب الخطط الأمريكية للحرب بالعراق في 2003 خلال كلمة حماسية في مجلس الأمن الدولي- أن فرنسا "وقعت في فخ" إذكاء التشدد الإسلامي وإضفاء الشرعية عليه.
وفي معرض اعتراضه على قرار أولوند العام الماضي بالانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لتوجيه ضربات جوية للدولة الإسلامية في العراق قال دو فيلبان "التجارب علمتنا أن هذا النوع من الضربات لا يمكن أن يقود لنتيجة استئصال الإرهاب التي نرجوها."
وعانت بعدها فرنسا -التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا- من قوة ارتدادية تمثلت في سلسلة من أعمال العنف قام بها مسلمون متطرفون كالهجوم على صحيفة شارلي إبدو الأسبوعية الساخرة وعلى متجر للأطعمة اليهودية في يناير كانون الثاني.
وقال دو فيلبان لإذاعة (آر.تي.إل) في يوليو تموز 2014 "التدخل العسكري يغذي الإرهاب ويضفي الشرعية على الإرهابيين إذ يجعلهم محور الاهتمام الدولي مما يمنحهم وضعا وثقلا كما أنه يدفع آخرين حول العالم للتطرف. لذا فإنه يأتي بنتيجة معاكسة."
وأضاف "علينا ألا ننسى أننا كنا سببا في مولد الدولة الإسلامية. هذه نتيجة حرب 2003.. نتيجة أخطاء ارتكبت بالعراق وتحديدا دعم حكومة المالكي الطائفية الموالية للشيعة وإغفال السنة."