الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جزاء «حسن الخلق» فى الإسلام

صدى البلد

عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»، رواه الترمذي حديث حسن صحيح.
قال الإمام صفى الرحمن المباركفوري فى شرحه لجامع الترمذي، أن قوله – صلى الله عليه وسلم-:‏‏ «‏اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ»، فيه إرشاداً إلى عبادة الله على وجه المشاهدة فإن لم يكن فعلى الأقل على وجه المراقبة، فالمطلوب من العبد أن يتقي الله في أي مكان كان فلا يتقيه في مكان يراه الناس فيه ولا يتقيه في مكان لا يراه فيه أحد فإن الله يراه حيثما كان فليتقيه حيثما كان.
وأضاف المباركفوري فى شرح الحديث أن «أصل التقوى هي أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه، فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من عذاب الله وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه».
وأكد أن المقصود من قول النبى: «وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا»، أنه لما كان العبد مأمورا بالتقوى في السر والعلانية مع أنه لا بد أن يقع منه أحيانا تفريط في التقوى إما بترك بعض المأمورات أو بارتكاب بعض المحظورات فأمره بأن يفعل ما يمحو به هذه السيئة وهو أن يتبعها بالحسنة.
وأكد الإمام صفى الرحمن أن هذا الحديث فيه إشارة إلى أن الحسنة تزيل السيئة فإذا كانت الحسنة هي التوبة فهي تمحو أي سيئة، وأما إذا كانت الحسنة عملا صالحا فإنه يوازن بين السيئة والحسنة فإذا رجح العمل الحسن على السيئ زال أثره بل إذا كان مع العمل الصالح توبة وتضرع وبكاء وندم كلما ذكر الذنب أو العمل السيئ كتب بذلك حسنات.
وأشار إلى أن المراد بقول رسول الله: «وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»، أى خالطوا الناس بالأخلاق الحسنة وزايلوهم بالأعمال الصالحة، وهذا القول يشير إلى الخلق الحسن عامة دون تحديد لأخلاق معينة بحيث يجتهد العبد في كل ما هو حسن من الخلق فيتجمل به ويكون عنده حرص على كل ما يحسن خلقه مع الناس.