فيكتوريا جميل.. اختلافك أجمل

جميل المصادفة أن ألتقي بها وصديقاتها من الدول العربيّة الشقيقة، منذ خمس سنوات من 25 يناير والسّماء تتزيّن بالحريّة احتفالا بثوراتنا العربيّة، فى نفس هذا التوقيت تقريبا، (لكن مع اختلاف الظروف كليّة، محليّة، وعربيّة)، خمس سنوات كل منّا كان له رأى، ورؤيا فيما يحدث حولنا، ويؤثر فينا جميعا، فى حياتنا كلّها، ولا نملك إلا التنظير، والتحليل، والتبرير حين نرى النتائج، وآثارها، النافذة، تعيد تشكيل كلّ شيء حسب مخطّطات لا ندرى عنها شيئا، رغم أن مثقفينا ومفكرينا يرددونها منذ سنوات، ولكن هيهات؟ أنا لن أسمع الصمّ؟!! وأنت لن تحيى الأموات؟!!
أمسية جميلة على ضفاف النيل بساقية الصاوي التقيت الأستاذة فيكتوريا جميل تبكى سوريا، والأستاذة إجلال زايد تحلم بمصر مثل "بلجيكا"، والأستاذة وفاء غاضبة من كلّ شيء، والأستاذة وسام محمد التى تبكى تجربتها القاسية، وتبكى الإنسانيّة، حزنا على ما آلت إليه أحوال البشر بعضهم بقلوب من حجر؛ وأصدقاؤهم كثير، كلّ يطرح مناقشة، وفكرة، مؤيد لما يحدث، أو معارض له أو متحفظ، أو غير مهتم، حتى ناقشوا مقالتي "الربيع العربي، والعار العربي"، ومقال "خدني فى حضنك شويّة"، وفكرة المقالين، هو أمنية صعبة لكنّها ليست مستحيلة، وهي:
أولا: كيف نختلف للأفضل، كيف أختلف معك، ولا أكرهك؟ حتى يكون بيننا فى الفكر اختلاف، وليس خلافا؟ فالاختلاف حوار، والخلاف شجار؛ الاختلاف فكر يدور بالعقل، والخلاف حقد وبغض يطحن القلب.
ثانيا: كيف نتقارب نحو أهداف شعبية سامية، محلّيا فى وطننا مصر وعربيّا كيف نتقارب كأشقّاء تجمعنا عروبتنا، وقيم أخرى متعدّدة، تجمعنا وطن واحد يختار كلّ منّا ما ينتمي إليه، لكن لا يتنافر مع الآخر، ولا يعاديه فكلّ له حرّيّته ما لم يعتدي على حريّة الآخرين، ونبحث نقاط الالتقاء، لا التفرقة، وعالميّا كيف تجمعنا الإنسانيّة؟؟
ثالثا: مطالب الشعوب هي مجرد احتياجاتهم الأساسية الأزليّة الفطريّة "عيش حريّة عدالة اجتماعية"، لا تقبل المساومة، وإن غلّفتها الغيوم، والضباب، لا تتنازل عنها فطرة الإنسان.
مجرد سؤال طرحته الذّكريات؟ بعد مرور خمس سنوات، كيف صارت الأمور؟ وإلى ماذا آلت إليه أحوالنا العربيّة؟ وإلى أين ستكون؟ تحيّاتى للرائعة فيكتوريا جميل صاحبة الاختلاف الأجمل، تحيّاتى لكل جميل شغل باله بالوطن، ولو لحظات؟ عسى أن يكون غد الأجيال القادمة أجمل؟؟؟؟