تعود مرة أخرى ساعة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إلى واجهة الأحداث، لتحكي قصة رمز من رموز التاريخ العربي الحديث. فبعد أشهر قليلة من بيع ساعة أخرى له في مزاد عالمي، ها هي ساعة جديدة تخص "ناصر" تقتحم عالم المزادات الدولية، حاملةً معها ذكريات أيام خالدة وأسرار عصر كامل.
قصة الهدية الثمينة
في العاصمة السويسرية جنيف، بيعت ساعة الرئيس جمال عبد الناصر بمبلغ 80 ألف فرنك سويسري ( أي ما يعادل حوالي 100 ألف دولار ) في دار فيليبس للمزادات. ليست مجرد ساعة عادية، بل هي تحفة فنية نادرة من طراز رولكس داي-ديت، مصنوعة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً. وراء هذه القطعة الثمينة قصة إنسانية جميلة، إذ كانت هدية من الوزير الكويتي الراحل، فهد السالم الصباح، إلى الزعيم المصري، لتظل رفيقته لسنوات طويلة.
رحلة الساعة عبر الأجيال
وكشفت دار المزادات عن الرحلة الإنسانية التي قامت بها الساعة عبر الزمن. فبعد أن استخدمها عبد الناصر لسنوات عديدة، أهداها في أواخر الستينيات إلى البطل الأولمبي المصري، صلاح الدسوقي ششتاوي، مبارز مصر الذي حمل علمها في أولمبياد 1948 و1952، وتقلد رئاسة النادي الأهلي فيما بعد. وبعد رحيل الدسوقي عام 2011، انتقلت الساعة إلى حفيده، الذي قرر أن يعهد بها إلى دار فيليبس لتبيع هذه "القطعة التي تمثل شهادة حية على التاريخ والتغيير".
ساعات تروي تاريخاً
وهذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها مقتنيات عبد الناصر في المزادات العالمية. ففي ديسمبر الماضي، بيعت ساعة أخرى له في دار سوذبيز بنيويورك بمبلغ مذهل بلغ 840 ألف دولار. وكشف حفيده، جمال خالد عبد الناصر، عن القصة العائلية خلف هذه القطعة، موضحاً أن جدته، تحية كاظم، أهدت الساعة لوالده خالد، الذي سلمها بدوره لجمال قبل رحيله عام 2011، مما حافظ على القيمة الرمزية للساعة داخل العائلة.
لماذا هذا الاهتمام العالمي؟
وبحسب خبراء المزادات، فإن الاهتمام المتزايد بمقتنيات الشخصيات التاريخية العربية يعكس القيمة الرمزية والتاريخية الكبيرة لهذه القطع. خصوصاً عندما تكون مرتبطة برموز تركوا بصمات واضحة في التاريخ الحديث مثل جمال عبد الناصر. فكل قطعة من هذه المقتنيات لا تمثل قيمة مادية فحسب، بل تحمل روح عصر، وذاكرة أمة، وقصة شعب.
وهكذا تتحول ساعة الزعيم الراحل من مجرد أداة لقياس الوقت إلى شاهد حي على التاريخ، تحكي قصة رجل وقصة أمة. إنها ليست معادن ثمينة فحسب، بل هي ذاكرة تتجسد في قطع مادية، تنتقل بين الأجيال والأيدي، حاملةً معها روح عصر من الصعب أن يعود، لكن من الجميل أن يظل حياً في قلوب الناس وذاكرتهم.



