الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"السيسى" يفتح ملف "ابنى بيتك".. ودراسة: سوء التخطيط أبرز السلبيات وسبب "العشوائية"

صدى البلد

سري: سوء التخطيط وتسليم الأراضي بدون مرافق.. سلبيات واضحة
وجود جمعيات باسم المستفيدين من إيجابيات المشروع
بدر النموذج الأفضل للتطبيق.. و6 أكتوبر الأقل التزاما بالشروط

اثارت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه اليوم عن سلبيات مشروع "ابنى بيتك" لإسكان متوسطى الدخل والذى طرحته الحكومة نهاية 2007 شجون نحو 90 ألف مستفيد من المشروع، وعانى المشروع من تعثر وتأخر توصيل المرافق السيادية للمشروع وغياب الأمن وانتشار أعمال البلطجة وتحوله لعشوائيات حسب تعبير الرئيس اليوم، وأعادت كلمة الرئيس فتح ملف مشكلات "ابنى بيتك"، والذى تعمل وزارة الإسكان على إنهائه خلال الفترة الجارية باستهداف فتح المبانى الخدمية المتبقية وتشغيل خطوط المواصلات.

حصل "صدى البلد"، على دراسة لتقييم المشروع أجرتها الدكتورة عزة سري الأستاذ بقسم العمارة بمركز بحوث الاسكان والبناء، وتهدف الدراسة لتقييم مشروع "ابني بيتك"، ومناقشة ايجابيات وسلبياته بشكل متكامل، موضحة نقاط الضعف بالمشروع لتفاديها في المشروعات القادمة التي تطرحها الدولة.

وأكدت الباحثة، في دراستها أن المشكلات التي ظهرت في المشروع سببها الأساسي أن الدولة أعدت نحو 20 ألف قطعة فقط للطرح للشباب، غير أن الاقبال المرتفع على الحجز دفع الرئيس السابق لاصدار أوامر بمنح القطع لكافة الراغبين الذين تنطبق عليهم الشروط ، مما دفع الوزارة إلى منح 92 ألف شخص أراضي بالمشروع، وهو ما يعني وجود 72 ألف قطعة غير معدة ومرفقة مما سبب ضغطا على أجهزة المدن الجديدة وضغطا في تنفيذ المرافق، تسبب في عدم الانتهاء من مرافق بعض المدن حتي اليوم رغم انتهاء المدي الزمني المقرر للمشروع.

وقالت سري، إن التجربة قيمت تنفيذ المشروع في 6 مدن جديدة هي "6 اكتوبر - بدر - الفيوم - بني سويف - سوهاج - النوبارية " من ضمن 13 مدينة طرح بها المشروع ، مشيرة إلى أن النموذج الأفضل للتطبيق هو مدينة بدر، بينما النموذج الأسوء والأقل التزاما بشروط المشروع هو مدينة 6 اكتوبر، بسبب وجود النسبة الأكبر من الأراضي بالمشروع بها حيث يوجد بها 42 ألف قطعة من اجمالي القطع التي طرحتها الدولة بنسبة تقترب من 50%.

وأوضحت سري، أن أهم ايجابيات المشروع تتمثل في تفضيل كثير من المستفيدين لهذه النوعية من المساكن المنفصلة، حيث توفر لهم بعض الخصوصية وخاصة لمن له جذور ريفية كما توفر إمكانية للامتداد الرأسي لتوفير سكن للأبناء مستقبلا، وتأكيد المواطنين علي أن الأرض و المسكن استثمار جيد، حيث حدث ارتفاع لأسعار الأراضي بعد البناء وخاصة في المدن والمواقع التي تم ادخال المرافق بها وأمكن السكن بها بشكل دائم.

وقالت إن الايجابية الأبرز تتمثل في قيام المستفيدين من مشروع "ابنى بيتك" بإقامة جمعية لهم تتكلم بلسانهم برغم من أنها غير مشهرة و لكنها معروفة و لقد استطاعت ان تحقق لهم بعض المطالب، في حين تتمثل أهم السلبيات في التغييرات الكثيرة والمتلاحقة التي تعرض لها المشروع منذ بداية طرح فكرته، بالإضافة إلى أن مرحلة كراسة الشروط المرجعية أثر على المنتج النهائي.

وأضافت: تأثر المشروع بالرغبة في سرعة الانجاز وتم عمل تنفيذ من المراحل بالتوازي معا مما أثر على التخطيط، بالاضافة إلى وجود تغيرات متعددة في صياغة المشروع من حيث التوقيتات و فترات السماح ، وتغير بعض القرارات الادارية مما خلق شعور بإمكانية تغيير كل شيء، كما ظهر سوء تخطيط في اختيار المواقع المقترحة للمشروع و خاصة مع زيادة عدد القطع الي 4 أضعاف المقترح الاول، وجود سوق سوداء لبيع الاراضي فور التخصيص و شراء الفئات الأعلى للأرض من محدودي الدخل رغم وجود قيود متعددة علي التصرف في الارض.

وأكدت سري أن الفئات المستهدفة من المشروع لا تستطيع تحمل نفقات الانشاء وفقا للجدول الزمني المقرر، حيث ان تكلفة البناء للدور الارضي حوالي 65 الف جنيه يخصم منها ما يحصل عليه 15 الفا، فيصبح المطلوب منه توفير حوالى 50 الف جنيه باقي تكلفة الدور الارضي، بالإضافة للمقدم وهو امر لا يتناسب مع الفئة المستهدفة من المشروع ، كما ظهرت نقاط سلبية اخري بالمشروع، ابرزها البيروقراطية الإدارية و غياب التنسيق بين الجهات المسئولة لادخال المرافق وتوفير الخدمات مما أدي لتأخر الامداد بالمرافق والخدمات.

وقالت إن عدم توفير المرافق اللازمة اثناء التنفيذ (مياه- كهرباء- تواجد أمنى مستمر- مواصلات) أضاف أعباء علي المخصص لهم ، كما تعرض أغلب المخصص لهم إلى عمليات نصب نتيجة استغلال بعض المقاولين لنقص خبرتهم والوقت الزمنى المفروض عليهم و لوجود بعض المشاكل بالنماذج المسلمة ، بالاضافة لضيق المساحة المقرر بناؤها.

وأشارت سري إلى أن الدولة تجاوزت العديد من السلبيات بهذا المشروع في مشروع الاسكان الاجتماعي الجديد الذي تطرحه حاليا، حيث حرصت وزارة الاسكان علي زيادة المساحات المقرر بنائها في المشروع الجديد باراضي القرعة من 63 مترا في ابني بيتك الي 120 و148 مترا في المشروع الجديد ، بالاضافة لاقرار الدولة بضرورة عدم تسليم اي اراض بدون ترفيق حتي تتجاوز تكرار المشكلات المتعددة التي ظهرت في ابني بيتك.