قال الدكتور محمد وهدان أستاذ الدراسات بجامعة الأزهر إن معنى قوله تعالى " ولا تصعر خدك للناس" أي لا تعرض عنهم بوجهك إذا كلموك, وأصل الصعر داء يصيب الإبل في أعناقها أو في رؤوسها حتي تلفت أعناقها برؤوسها, أو تلفت رؤوسها عن أعناقها, وقد شبه بذلك الشخص المتكبر علي غيره من الناس, فتقول له الآية الكريمة: لا تعرض بوجهك عن الناس تكبرا, ولا تصدد بنفسك عنهم تجبرا, بل أقبل بوجهك عليهم إذا خاطبوك, وحسن خلقك معهم حتى لو كان بينك وبين أحدهم مخاصمة, فلا تعرض بوجهك عنه إذا لقيته.
وأوضح وهدان خلال برنامج "منهج حياة "المذاع على فضائية العاصمة أن الأسلوب القرآني يختار هذا التعبير للتنفير من الحركة المشبهة بها, وهي حركة الكبر والازورار, وإمالة الخد للناس في تعال واستكبار لا يرضاه الله ـتعالي من عباده الصالحين.
وفي قوله ـ تعالي ـ: "ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور" أي: ولا تمش على الأرض مختالا متكبرا لأن الله ـ تعالى ـ لا يحب كل متكبر, يعدد ما أعطاه الله ـ تعالي ـ من النعم افتخارا بها, واستعلاء على غيره بالحصول عليها.