بالصور.. مسجد"المحمودية" بـ"القلعة".. أنشأه صاحبه ودفن تحت قبته.. ولجنة حفظ الآثار العربية أنقذته عام 1904

كشف الآثاري محمد عبد الفتاح النجار مفتش آثار بمنطقة آثار القلعة حكاية مسجد المحمودية الكائن بميدان صلاح الدين بالقلعة أمام باب العزب إلى الجنوب من جامع قانى باى الرماح،ويتبع منطقة آثار جنوب القاهرة,مشيرا إلي أن المسجد أنشأه محمود باشا أحد ولاة مصر في العصر العثماني,ويرجع تاريخ البناء إلي 985هـ-1567م
وأشار لـ"صدى البلد" إلي أن المسجد يحمل رقم 135 ضمن الآثار الإسلامية,وطرازه المعمارى في العصر العثماني كان تصميما جديدا يختلف عن التصميم المألوف للمساجد والمدارس,حيث جاء تخطيطه علي شكل مربع تتوسطه 4 أعمدة كبيرة تحمل منوراً كبيراً وحول العمد أسقف المسجد,وفي جدار المحراب باب يوصل إلى قبة ملحقة بالمسجد وبارزة عنه.
وأوضح أن مئذنته مستديرة (أسطوانية)الشكل,ولسقف المنور أزار كتب عليه ما نصه:"بسم الله الرحمن الرحيم لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. قال صلى الله عليه وسلم من بنى مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة أوسع منه..أمر بإنشاء هذا المسجد المعمور من فيض ماله المبرور المقام العالي واسطة عقد اللآلئ أمير الأمراء الكرام كبير الكبراء الفخام فكان ابتداؤه وتاريخه بحكم منشئه الأول المبدى 975هـ وانتهاؤه بمعاونة ... له من الرتب على أنه ليضئ برا للرضا للقوة.. والإكرام المختص... حضرة الأمير الباشا محمود راجياً من كرم الله القبول والرضا من فضله العفو مرتضى تقبل الله"
وتابع:عرف صاحب هذا المسجد بشدة عسفه وظلمه فاغتيل ودفن تحت قبة مسجده,والجامع معلق يتم الصعود إليه بعدة درجات,وساحة الصلاة داخل الجامع عبارة عن قاعة كبيرة مربعة طول ضلعها 19.75م تقريبا,وفي وسطها أربعة أعمدة من الجرانيت تحمل أربعة عقود كبيرة في وسطها منور,وفي منتصف ساحة الجامع طرقة أرضيتها منخفضة قليلا عن أرضية الجامع وتصل بين الباب الجنوبي والباب الشمالي فانقسم الجامع بذلك إلى إيوانين
وإستطرد :" يتوسط جدار القبلة محراب من الحجر خال من الزخارف يجاوره منبر من الخشب بحشوات مجمعة, وعلى يسار المحراب باب يؤدى إلى القبة الضريحية وبها قبر المنشىء,والقبة مرتفعة قائمة بمفردها بارزة عن مستوى الواجهة ومبنية بالآجر على قاعدة من الحجر,وفي الجهة الجنوبية الشرقية قاعدة دائرية عليها مئذنة من دورة واحدة قمتها مدببة".
وأضاف:أدركت لجنة حفظ الآثار العربية الجامع منذ سنة 1885 وبدأت في اعمال الاصلاح والتميم منذ 1904 حتى اقيمت به شعائر الصلاة سنة 1906. وعندما فحصت اللجنة الجامع سنة 1885 لم تجد فيه شيئا من الأبواب والشبابيك والارضيات,كما اندثر السبيل الملحق والكائن بالجهة الجنوبية الغربية،ولم يتبق منه سوى جزء من السقف وجدران الصهريج,واعتبارا من 1904 تولت اللجنة تدعيم مباني الجامع واعادت بناء السلم المؤدى إلى المدخل وقامت بتركيب ابواب جديدة وعمل شبابيك جصية وترميم الزخارف