الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على أول الأعمال الفنية التي كانت سببا في شهرة ونجومية مطربي الزمن الجميل .. صور

صدى البلد

  • أغنية "أنا منجة .. وعندي كمنجة" كانت السبب في شهرة وتألق عبد الوهاب
  • "صافيني مرة " وراء شهرة العندليب بعد رفض الجمهور لها
  • "الصبر تفضحه عيونه" وراء بزوغ نجم كوكب الشرق

عندما تصل الينا شهرة وانتشار مشاهير النجوم نسعد بمشوارهم ونندمج فيه ونتعايش مع اجمل ما قدموه لنا من روائع الفن، ولكننا في خضم هذا الانصهار والذوبان معهم، قد لا نحاول التعرف علي بداياتهم وعلي اول اعمالهم الفنية التي كانت سببا في شهرتهم ووصولهم الي هذه المكانة من التوهج والبريق.

"صدى البلد" يسترجع من خلال التقرير التالي اوائل الاعمال الفنية التي كانت سببا في شهرة وتألق نجوم زمن الفن الجميل بداية من الثلاثينيات والخمسينيات من القرن الماضي.

كوكب الشرق أم كلثوم .. من فتاة ريفية إلى سيدة الغناء العربي

لم يعد عملها مجرد مصدر دخل اضافي للعائلة، فقد تجاوزت اقصي احلام الأب، حين تحولت الي المصدر الرئيسي لدخل الاسرة عندما اصبح الاب نفسه في بطانة ابنته الصغيرة ، وولدت في قرية طماي الزهايرة احدي القرى التابعة لمركز (السنبلاوين) بمحافظة الدقهلية، والدها الشيخ ابراهيم البلتاجي يعمل مؤذنا لجامع القرية.

بدأت حفظ القرآن في قرية لم تكن بها مدرسة واحدة لتعليم القراءة والكتابة ..رعاها والدها واصبحت طفلة لامحة تتأثر بكل ما يجري حولها وبالتالي انتقل معها والدها الي حفظ التواشيح لتبرع وتتفوق على شقيقها الشيخ خالد في الغناء وانشاد التواشيح ومن هنا بدأت تتنقل مع والدها في القري والارياف المجاورة سيرا علي الاقدام كمنشدة للتواشيح الدينية.

تعرف والدها علي الشيخ ابو العلا محمد الذي نصح والدها بضرورة النزوح الي القاهرة حيث تواجد الشعراء والملحنين الذين سيكون لهم دور كبير في اكتشاف مواهب ام كلثوم المتعددة وبالفعل حضرت كوكب الشرق الي القاهرة.
 
وفي ليلة (الاسراء والمعراج ) جاءت لها دعوة هي ووالدها لاحياء تلك المناسبة الدينية في قصر (عز الدين يكن ) باشا فغنت وشدت ونالت اعجاب كل الحاضرين ما جعل من سيدة القصر تعطيها (خاتما) ذهبا و3 جنيهات اجرا لها.

وبعد هذا الحدث الذي غير مجري حياتها بدأت (ثومة ) تغير من اسلوبها في الغناء حيث غنت طقطوقة (ال ايه ما يكلمنيش ) عام 1924 لتكون بداية الطريق والوصول الي عالم الغناء بالشكل المفهوم حيث غنت اولي اغانيها بالشكل المتعارف عليه وهي اغنية (الصبر تفضحه عيونه) لشاعر الشباب احمد رامي والحان الملحن صاحب الفضل عليها ابو العلا محمد واعتبرت تلك الاغنية من اوائل الاعمال التي لفتت انظار الجمهور اليها بعدما داعبت فيهم المشاعر وحركت معهم احاسيس الحب والشجن والهيام.

عبد الحليم حافظ من طفل يتيم بإحدى القرى إلى العندليب الأسمر

ولد عبد الحليم شبانة الشهير بالفنان عبد الحليم حافظ بقرية (الحلوات) بمحافظة الشرقية لأسرة تعاني من تحكم ملاك الاراضي الزراعية في الفلاح الاجير فقد كان والده يعمل بالاجرة عند احد الاقطاعيين بالمحافظة.. رحلت والدته وهو مازال طفلا حديث الولادة ولم يكتمل اسبوعه الاول وقبل ان يتم عامه الاول رحل والده متأثرا بقهر وظلم اصحاب الارض التي كان يعمل بها.

كان لتلك النشأة عامل كبير في تكوين شخصية عبد الحليم التي انطوت علي الحزن والشجن والانطواء وبعد معاناته في التنقل في المعيشة ما بين منزل خاله والاقامة في احد الملاجئ تقرر اسرته الانتقال الي القاهرة والاستقرار بها، ليلتحق حليم في عام 1934 بمعهد الموسيقي العربية قسم تلحين ويقابل كمال الطويل الذي كان طالبا في قسم الغناء ومن هذا التاريخ تزاملا سويا وبدآ الطريق معا وفي عام 1951 اعتمد حليم مطربا في الاذاعة بعدما غني قصيدة (لقاء) للشاعر صلاح عبد الصبور والحان كمال الطويل ولكن هذه الاغنية لم يكن لها اي صدى جماهيري.

وفي عام 1952 غني عبد الحليم اغنية (صافيني مرة) من الحان الموجي وتاليف سمير محجوب ولكن رفضها الجمهور فلم يكن مؤهلا لسماع مثل تلك الاعمال في ذلك الوقت وفي عام 1953 اعاد حليم غناءها مرة اخري في الاحتفال باعلان (الجمهورية) فقد قام بتقديمه للجمهور عميد المسرح العربي فنان الشعب يوسف وهبي حيث حققت نجاحا كبيرا وتجاوب معها الجمهور وخرج حليم من تلك الحفلة ليعلن عن ولادة نجم واعد في عالم الفن والغناء والطرب واصبحت اغنية (صافيني مرة) هي العمل الاول والاهم في مشوار حليم والذي توالت بعده العديد من روائع الفن فقد غني بعدها مباشرة اغنية (علي قد الشوق) عام 1954 من تلحين محمد الموجي والتي حققت شهرة واسعة جعلته يعيد تقديمها في فيلم (لحن الوفاء )عام 1955.

الموسيقار عبد الوهاب من مؤذن بجامع سيدي الشعراني إلى موسيقار الأجيال

محمد عبدالوهاب .. أحد اعلام الموسيقي العربية اطلق عليه العديد من الالقاب فهو موسيقار الاجيال ومطرب الملوك والامراء ..ولد بحي باب الشعرية بالقاهرة لأب يعمل مؤذنا وقارئا في جامع سيدي الشعراني. دربه والده علي الانشاد وحفظ القرآن فقد كانت رغبته هي ان يحتل ابنه مكانته كمؤذن في الجامع ويخلفه وبالفعل عمل كمؤذن لمدة قصيرة بهذا الجامع بعدها عرج عن هذا الاتجاه بعيدا حيث اهتم بالغناء وبدت عليه مواهبه الفنية منذ صغره ما جعله يهرب من منزل والده لعدم موافقته علي اتجاه ابنه والجنوح الي الفن والمغني.

ولذلك حاول عبد الوهاب التعرف علي الشخصيات التي تساعده في الوصول الي هدفه وتصقل موهبته وبالفعل تعرف علي فوزي الجزايرلي صاحب احدى الفرق المسرحية حيث اتفق معه علي الغناء بين فصول مسرحياته التي كانت تقام بمسرح الازبكية بحي الحسين وحتي تكتمل مسيرته بعيدا عن رفض ومحاربة اسرته غني اغاني الشيخ سلامة حجازي باسم مستعار وهو (محمد البغدادي).

وبعد تلك المرحلة توصلت اسرته اليه وتحت موهبته واصراره وافقت على ان يغني في فرقة (عبد الرحمن رشدي) علي مسرح برنتانيا بالعتبة والتي اعتبرت البداية الحقيقية له حيث غني وشدا بأغنيته (انا منجة وعندي كمنجة ) والذي حصل علي 5 قروش كأجر له في الليلة الواحدة.

وقد كان لتلك الاغنية صدي كبير في عالم الانتقال من الانشاد والتواشيح الي بداية فن الاغنية وبالتالي لفتت انظار القائمين علي فن الغناء بعد ذلك حيث قابل امير الشعراء احمد شوقي الذي كان له الفضل الاكبر في تعليمه وصقل موهبته فقد حرص علي الوصول به وانخراطه في عالم المشاهير من شعراء وزجالين وملحنين كما دمجه مع مشاهير رجال الصحافة والفكر والابداع.