ثروت عاشور يكتب: فى آخر الحارة قتيل

صويت وعويل فى آخر الحارة، ناس بتجرى فى اتجاه واحد، وفى وسط الناس اللى بتجرى "أم أحمد" اللى بتقول إن فيه واحد قتل واحد بالسكينة وبتصوت "الحقوا الواد اللى قتل هيهرب"، واحد جنبها قال "اطلبوا الشرطة"، "أم حسين" طلعت الشارع لقيت الناس بتجرى جريت معاهم سألتهم وعرفت إن فيه قتيل، قلعت الطرحة بتاعتها وصوتت بصوت عالى الحقوا فى ناس أغراب عن البلد قتلوا تلاتة من الشباب وعايزين يهربوا.
عمى "سليمان" سمعها طلع جرى فى الشارع مع إن سنه كبير، وقع يا قلبى فى الحفرة!! والناس اللى جنبه اتلخموا فيه وحطوه فى عربية وخدوه على المستشفى يشوفوا ماله، والناس لسه بتجرى فى الشارع لآخر الحارة، وصلوا بعد عناء وصويت وخوف، الناس متجمعة مش عارفين فى إيه، الكل بيتكلم وكل واحد له حكاية، فجأة فى راجل نادى بصوت عالى "فى إيه يا جماعة إيه الهيصة دى بتصوتوا ليه، الواد ابنى قليل الأدب كنت بضربه علشان راح يجيب علبة سجاير وغاب كتير ولما ضربته أمه طلعت تصوت خايفة أموته من الضرب، يلا كل واحد يرجع بيته متشكرين"!!!
لإمتى "أم أحمد" هتقول على حاجة مش شافتها، ولإمتى "أم حسين" هتزود على الكلام، ولإمتى هنفضل نشرك أولادنا فى ارتكاب الإثم ونبعتهم يجيبوا سجاير، ربنا يشفى عمى "سليمان" ضحية الأحداث.