الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تاريخ الإخوان الدموي مع القضاة.. بدأ باغتيال «الخازندار».. وطال «بركات».. ومحاولات فاشلة ومستمرة آخرها النائب العام المساعد

صدى البلد

  • معركة القضاء والإخوان:
  • اغتيالات الإخوان من الخازندار للنائب العام
  • محاولة فاشلة لاغتيال عدد من القضاة آخرها النائب العام المساعد
  • تهديد المستشار خالد محجوب أثناء نظرة قضية "وادي النطرون"
  • محاولات لاغتيال نصيف وخفاجي وأبو زيد تبوء بالفشل
  • الزند أكثر القضاة تعرضًا لمحاولات الاغتيال
  • شيرين فهمى.. قاضى التخابر جاء فى مرمى إرهاب الإخوان
منذ بداية نشأة حركة الإخوان المسلمين على يد مؤسسها حسن البنا، كان العداء راسخًا للقضاء، ولعل أهم ما يشكل ذلك أولى خطوات ذلك الصدام وهو توصيات البنا بضرورة تعديل قانون الفصل بين السلطات، والتي اعتبرها الكثيرون البداية الحقيقية لإرهاب الدولة، ومحاولات تقويض السلطات القضائية والتنفيذية، التي وصلت إلى حد الاغتيال.

إخوان الدم
طريق الدم والاغتيالات هو إحدى الطرق التي سلكتها الجماعة الإرهابية منذ الرعيل الأول، وطبقًا لتوصيات مؤسسها، فكان الرصاص هو سلاحها للتعبير عن نفسها ضد كل من يعارضهم أو يخالفهم في محاولة لإرهاب الدولة وتقويضها، ففي أربعينيات القرن الماضي، قام التنظيم السري للجماعة بسلسلة اغتيالات، أشهرها عملية اغتيال المستشار أحمد الخازندار، عندما كان ينظر قضية كبرى تخص تورط جماعة الإخوان المسلمين في تفجير دار سينما مترو، حينها صرخ حسن البنا فى اجتماع الإخوان "لو حد يخلصنا منه".

وكانت تلك الصرخة بمثابة الضوء الأخضر لاغتياله، حيث لقى مصرعه أمام منزله فى حلوان، فى صباح 22 مارس سنة 1984، عندما كان متوجهًا لعمله، على أيدي محمود زينهم وحسن عبد الحافظ، سكرتير حسن البنا، وعلى أثر اغتيال الخازندار استُدعي حسن البنا، المرشد العام للإخوان، للتحقيق معه بشأن الحادث، ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة.

اغتيال النائب العام
وفي العام الماضي، وتزامنًا مع احتفالات الشعب المصري بنصر العاشر من رمضان على العدو الإسرائيلي، بثت الجماعات الإرهابية فيديو لحادث اغتيال قضاة العريش، وتعامل الجميع مع الأمر على أنه محاولة لإفساد فرحة المصريين بأعياد النصر والاستعداد للاحتفال برحيل الإخوان عن عرش مصر، ولم يدر ببال أحد أن هذا الفيديو أخطر من ذلك بكثير فقد كان كلمة سر، وشفرة إرهابية لأحداث أخطر.

وبعدها بعدة أيام، استيقظ المصريون على خبر اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات في تفجير إرهابي استهدف موكبه أثناء توجهه، إلى العمل، وعلى بعد 200 متر فقط من منزلة الكائن في النزهة بمصر الجديدة.

واستدعى اغتيال النائب العام للذاكرة بسرعة حادث استشهاد 3 قضاة وإصابة رابع إثر قيام مسلحين بإطلاق النار على سيارتهم في مدينة العريش في شمال سيناء ردا على الأحكام المشددة ضد قيادات جماعة الإخوان.

وكان حادث العريش أول رد فعل على محاكمة قيادات الإخوان، بعد أن قضت محكمة جنايات القاهرة بتحويل أوراق الرئيس المعزول محمد مرسي ورفاقه إلى مفتي الديار المصرية قبل أن يصدر الحكم فعليا، ليكون النائب العام أول المستهدفين بعد صدوره.

قاضي الإرشاد
أيضا نال المستشار معتز خفاجي، رئيس محكمة جنوب القاهرة، نصيبا من تلك العمليات وقاضي أحداث مكتب الإرشاد، الذي تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة بالقرب من منزله، في العاشر من مايو العام الماضي.

وتعود الواقعة إلى انفجار قنبلة في شارع "واحد" في منطقة حلوان، أمام منزل "خفاجى"، بواسطة هاتف محمول، ما أسفر عن تحطم 3 سيارات وواجهة منزله.

فيما أصيب المستشار يوسف نصيف، القاضي بمحكمة الخانكة الجزئية، بإصابات طفيفة، بعد محاولة لاغتياله كان قد تعرض لها من قِبل ثلاثة من المُلثمين، كانوا أطلقوا عليه الرصاصات من أسلحة نارية، وهرب بعدها المُلثمون دون معرفة هويتهم.

كما تعرض المستشار طارق أبو زيد، القاضى بمحكمة جنايات الفيوم، لمحاولة اغتيال أيضا، حيث قامت سيارة كانت تتبعه عقب انتهاء عمله، باطلاق النيران على سيارة أخرى كانت تشبه سيارته، وكانت خلفه عند دخوله إحدى محطات البنزين.

واعترف المتهمون بأنهم كانوا يستهدفون تصفيته، كونه حكم على عناصرهم بالسجن المشدد، مضيفًا أنه فى اليوم نفسه، كان يستعد للحكم فى قضايا إرهابية، بينها قضية متهم فيها أمين حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان الدكتور أحمد عبد المقتدر، والصادر فى حقه حكم بالسجن المشدد 3 سنوات، وأخرى كان بها 14 متهمًا صدر فى حقهم حكمًا بالسجن 17 عامًا لكل منهم.

قاضي وادي النطرون
وتلقى المستشار خالد محجوب، رئيس محكمة جنايات الإسماعيلية، والتي كانت تنظر قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، التي يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، تهديدات متواصلة عقب توليه القضية.

وكان يتلقى "محجوب" تهديدات كتابية، وأخرى عن طريق الهاتف بشكل دوري، منذ أن تولى القضية، فجاءته إحدى الرسائل عن طريق حارس العقار الخاص به والتي كتب فيها: "خاف على عيالك وعلى نفسك"، إلا أنه تعرض لمحاولة اغتيال عن طريق إلقاء قنبلة على فيلا عائلته بحلوان العام الماضي، والذى تصادف عدم وجوده بهذا التوقيت الذى انفجرت فيه القنبلة وأدت إلى تحطم السور الخارجى للفيلا وعدم وجود خسائر فى الأرواح.

كما تعرض لمحاولة اغتيال عن طريق إلقاء قنبلة على فيلات عائلته بحلوان، والذى تصادف عدم وجوده فى نفس التوقيت، الذى انفجرت فيه القنبلة، وأدت إلى تحطم السور الخارجى للفيلا.

المستشار أحمد الزند
المستشار أحمد الزند، وزير العدل السابق، كان أكثر القضاة تعرضًا لمحاولات اغتيال على يد أعضاء الإرهابية ردًا على مواقفه ضد مخطط جماعة الإخوان الإرهابية، والتيارات الإسلامية لأخونة القضاء المصري.

ففي عام 2012، قام المتهمان برصد موقع نادي القضاة النهري، بدخول القاعة التي تعقد بها مؤتمرات المستشار أحمد الزند، ووضع المتهمان خطة لاغتيال الزند، بتفجير قاعة النادي خلال وجوده بها، لكن تم القبض عليهم قبل تنفيذ تلك العملية.

وللمرة الثانية على التوالي يستهدف الزند بعدها بأقل من شهر، حين قام مجهولون بوضع قنبلة بدائية الصنع أمام منزله بطنطا، وأخرى كانت داخل سيارته، كل ذلك بسبب مواقفه المعادية للجماعة الإرهابية.

كما تعرض المستشار محمد ناجي شحاتة، رئيس محكمة الجنايات، والمعروف بين الجماعة بـ"قاضي الإعدامات"، والذي كان مسئولا عن قضية غرفة عمليات اعتصام رابعة، والتي حكم فيها بإعدام مرشد الإخوان محمد بديع، لتهديدات بالقتل هو وأسرته.

وكان شحاتة، قد صرح بأنه تعرض لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة بعد خروجه من آخر جلسات محاكمة "غرفة عمليات رابعة"، وبعد استقلاله سيارته على الطريق الدائري، إثر انفجار عبوة ناسفة عقب مروره بخمس دقائق.

قاضي التخابر
كما تلقى المستشار محمد شيرين فهمى، رئيس محكمة جنايات القاهرة، الذى أصدر حكمًا فى قضية التخابر مع قطر المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى، تهديدًا بالقتل وملاقاة نفس مصير المستشار هشام بركات، النائب العام الذى اغتاله إرهابيون فى يونيو الماضى.

وجاءت رسالة التهديد فى ظرف مغلق تلقاه مكتب سكرتاية المستشار «فهمى» بمحكمة استئناف القاهرة، وتضمن الظرف 16 صفحة تستشهد بآيات قرآنية وتحرض على القتل الصريح.

وعادت الجماعة أمس إلى ممارسة الإجرام وسفك الدماء، حيث قامت بمحاولة فاشلة لاغتيال المستشار زكريا عبد العزيز، النائب العام المساعد مدير التفتيش القضائي، من خلال سيارة مفخخة.