الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يكشف سبب استغفار النبي «100 مرة» في اليوم.. فيديو

صدى البلد

قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يستغفر الله سبحانه وتعالى في اليوم مائة مرة، لأن ثمة سُحب خفيفة تأتي على قلبه.

وأوضح «جمعة» خلال برنامج «رب لترضى»، في إجابته عن سؤال: « لماذا يستغفر رسول الله وقد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟»، أنه كما يقول الإمام النووي إن الذكر إما أن يكون باللسان وأما أن يكون بالقلب وإما أن يكون بهما معًا بالقلب واللسان، لكن في الحقيقة وجدنا أشياء يقول فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي ، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ ».

وأضاف أن «الغين» الوارد في الحديث الشريف يعني السحاب الخفيف، منوهًا بأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يستغفر الله سبحانه وتعالى عندما يأتي سحاب خفيف على قلبه، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم - كما وصفه الملائكة، كانت تنام عيناه ولا ينام قلبه.
ولفت إلى أن أبو الحسن الشاذلي صاحب الطريقة عندما سمع هذا الحديث، وهو صحيح في مُسلم، تعجب من أنه كيف يُغان على قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- بكماله وجلاله، وقد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فرآى النبي في المنام، وقال له : «يا علي غين أنوار لا غين أغيار».

وتابع: وبدأ أهل الله يفسرون ذلك، فذهبوا إلى أن للقلب بابان، أحدهما على الخلق ، يدبر شئون الدنيا، والآخر على الحق سبحانه وتعالى، وهناك رياح من الأنوار وأخرى من الأغيار التي مصدرها الخلق، والدنيا ومشاكلها، والشهوات والرغبات، فتعني غير ما عليه الحق.

واستطرد: ورياح الأغيار أحيانًا ما تغلق معها باب الحق، حتى أن بعض الناس يخاف الموت ويتشبث بالدنيا، ويظن أن ذكر الله سيجعله يفرط في الدنيا، فيُضيع الأموال، والأمر ليس كذلك .

وأكد «مُفتي الجمهورية الأسبق» أن المُسلم مأمور بفتح كلا البابين، مشيرًا إلى أن سبب استغفار النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه من شدة تعلق قلبه بالله عز وجل، فإن الأنوار والأنس بالله جعله يسد باب الخلق، في الوقت الذي هو مكلف بالتبليغ والجلوس مع المسلمين والتفسير لهم وتعليمهم، وحينئذ يستغفر الله، أن أغلق باب الخلق.

ونبه إلى أن استغفار النبي -صلى الله عليه وسلم-هنا هو من حالة وليس من قصور، حيث إن قلبه تعلق بالله تعلقًا شديدًا أدخل أنوارًا أغلقت باب الخلق، وحينئذ فيجب عليه أن يفتحه ، فهو مكلف بفتحه.