الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موقف محرج لـ«محمد نجيب» مع الملكة «نازلي»: عرضت زيارته في منزله

صدى البلد

تحدث الرئيس الراحل "محمد نجيب" في مذكراته، التي نُشرت عام 1984 تحت عنوان "كنت رئيسا لمصر"، عن أبرز المواقف الشخصية والسياسية التي أثرت في حياته وشخصيته خلال فترة ما قبل ثورة 23 يوليو 1952، وعن التحديات التي واجهها في أعقاب الثورة.

وكان من أغرب المواقف التي تحدث عنها في مذكراته، والذي حدث قبل الثورة وخلال عمله كضابط صغير في الحرس الملكي أيام الملك "فؤاد الأول"، هو ذلك الموقف المحرج الذي تعرض له مع الملكة "نازلي" التي عرضت زيارته في منزله بعد أن تصورت أنه من "الباشوات".

قال "نجيب" إنه تم نقله إلى الحرس الملكي بالقاهرة في 28 أبريل عام 1923، موضحا: "في أيام الحرس كنت ضابطا صغيرا برتبة ملازم أول، وكنت لا أرى الملك فؤاد إلا نادرا، وبالصدفة ولمدة ثوان، لكني عرفت عنه الكثير بحكم وجودي في قصر عابدين.. عرفت أنه لم يكن يحب فاروق، وعرفت أنه لا يعرف اللغة العربية، وأنه كان يفضل عليها اللغة التركية، التي كان يتحدثها في قصره، ومع أسرته وحاشيته، أما في المناسبات العامة فكان يتحدث الفرنسية".

وأضاف أنه عرف أن الملك "فؤاد" كان قبل توليه العرش، لا هم له سوى إنفاق النقود واصطياد النساء، وبعد وصوله للعرش لم يكن له هم سوى جمع النقود، ولم يكن ينفق قرشا من كان من الممكن ادخاره. أما الملكة "نازلي" فوصفها بأنها كانت "طيبة إلى حد ما، رغم نزواتها التي اشتهرت بها"، مشيرا إلى أنه تعرض إلى موقف محرج معها، وروى "نجيب" تفاصيل الموقف المحرج مع الملكة قائلا:

"أذكر أن أمي وأختي كانتا مدعوتين في حفل شاي لأسر ضباط الحرس بمناسبة افتتاح البرلمان في قصر عابدين، لكن بدلا من أن تدخلا مقر الحرس، دخلتا الحرملك بالخطأ، دخلتا جناح الملكة والأميرات، واستقبلهما أحد الأغوات وأوصلهما إلى الملكة بعد أن تصور أنهما تريدان رؤيتها، بعد أن قدمت له أمي كارت يحمل اسمي، كنت أعطيته لها حتى يسمحوا لها بدخول القصر".

وتابع: "واستقبلت الملكة أمي وأختي بعد أن أخذت من الأغا الكارت، وأكرمت استقبالهما، وحملت كل منهما بالهدايا، ووعدت برد الزيارة لهما". وأوضح "نجيب" أن الملكة فهمت الكارت خطأ، ولم تتصور أن محمد نجيب ضابط بالحرس الملكي، واعتقدت أنه "باشا" من باشوات مصر.

وفي تلك الليلة بكت والدته بسبب الخطأ الذي ارتكبته، وتصورت أنه سيتم معاقبة "نجيب"، الذي كان بدوره "مكسوفا" من أن تأتي الملكة إلى منزله المتواضع.

واستطرد قائلا: "بعد عدة أيام جاء ضابط بوليس إلى بيتنا وأعلن وصول بعض الوصيفات كمقدمة لاقتراب وصول الملكة، فأفهمت الضابط الخطأ الذي وقع وطلبت منه أن يعتذر للملكة ويشرح لها ما حدث بطريقة مهذبة". وبالفعل لم تأتي الملكة إلى منزله، واعتقد "نجيب" أنه سيتعرض للعقاب على ما حدث، لكن لحسن حظه فإن ذلك لم يحدث.