تعرف على أخطر 10 عمليات مخابراتية في 2016.. أشهرها بين أمريكا وروسيا.. وأبرزها لـ"الموساد".. وأخرى لـ"ألمانيا وبريطانيا"

أخطر العمليات المخابراتية بعام 2016 :
طرد 35 دبلوماسيا روسيا من الأراضي الأمريكية
ألمانيا تتهم "داعش" باختراق نظام "APT28" المخابراتي
تسريب 11,5 مليون وثيقة سرية والمعروفة بـ"بنما"
المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا فى يوليو
انشقاق خطير لمسؤول برتبة لواء في مخابرات جيش كوريا الشمالية
"الموساد" يرتب انشقاقا قياديا عسكريا بحركة حماس
زيادة العاملين بالمخابرات البريطانية من 2500 لـ3500
شهد عام 2016 عددا من الأحداث المهمة وغير التقليدية التى مثلت فى بعض وجوهها نجاحات لأجهزة معلوماتية ومخابراتية ومثلت فى وجهها الآخر اخفاقات لبعضها.
وتعد عملية طرد 35 دبلوماسيا روسيا من الاراضى الامريكية العملية الأخطر خلال العام 2016 حيث اتهمت ادارة اوباما المخابرات الروسية باختراق نظم الحاسوب والاتصالات الأمريكية لحساب المرشح الجمهورى دونالد ترامب.
واتهمت الإدارة الأمريكية السابقة الاستخبارات الروسية بأنها عدلت من استراتجياتها العملياتية صوب استهداف اكبر للسياسيين الامريكيين فى الداخل بدلا من التركيز فقط على حروب المخابرات المستمرة بين البلدين ذات الطابع التقليدى الذى يستهدف اجهاض سياسات الولايات المتحدة الخارجية ومصالحها القومية.
والتزم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالهدوء مؤكدا احتفاظ بلاده بحق الرد على طرد دبلوماسييها من واشنطن ولم تقابل موسكو التصرف الأمريكي بالمثل وبرغم توجيه الرئيس الأمريكي الجديد اللوم لأجهزته المخابراتية والأمنية إزاء ما يعتبره تقصيرا يقول المراقبون ان حرب مخابرات من نوع جديد قد يشهدها العام 2017 بين موسكو وواشنطن.
واتهمت المخابرات الالمانية فى يونيو من العام 2016 جيش الخلافة الإلكترونى وهو الذراع السيبرانية لتنظيم داعش الارهابى والذى بدأ نشاطه فى العام 2014 بشن عمليات اختراق لنظم المعلومات الخاصة بالدول الغربية المتحالفة فى الحرب على التنظيم معتمدا على نظام استخبارات الكترونى روسى APT28 قام بمحاكاته وتطويره لشن هجمات الكترونية وعمليات اختراق لنظم المعلومات الغربية.
وشهد ابريل من العام 2016 محاولة تنفيذ هجمة الكترونية فيروسية استهدفت حواسيب ادارة وتشغيل مفاعل جوندرماينينج بجنوب ألمانيا، وكشفت المخابرات الألمانية عن المحاولة مؤكدة ان فيروسات شرسة قد أصابت عقل المفاعل الالكترونى باستخدام نظام حاسوبى معاد موجه عن بعد تم توجيهها لمركز ادارة المفاعل الذى يقع على مسافة 75 ميلا شمالى غرب مدينة ميونيخ الألمانية ويعد ثانى اكبر مفاعلات ألمانيا المولدة للكهرباء وقد تعاملت المخابرات الالمانية مع هذا التهديد وأوقفته وساعد على ذلك عدم ارتباط حواسيب المفاعل بشبكة الانترنت التقليدية بل بشبكة خاصة ذات نهايات طرفية محدودة الارتباط بالانترنت التقليدى.
وشهد عام 2016 عملية تسريب هى الاكبر فى التاريخ لمستندات سرية بلغ عددها 11,5 مليون مستند ووثيقة فيما عرف بأوراق بنما ، التسريبات كانت لوثائق مؤسسة موساك فونيسكا كشفت النقاب عن ايداعات سرية لأموال منهوبة فى 200 ألف شركة استثمار اوفشور حول العالم وكشفت كذلك عن أنشطة تحايل واحتيال ضريبى لمودعين كبار ، وكانت التسريبات فاتحة لشهية اجهزة المخابرات فى العالم وكذلك لاجهزة مكافحة الفساد لمعرفة الكيانات والشخصيات التى امتلكت حسابات مشبوهة فى تلك المؤسسات.
وكشفت المحاولة الانقلابية التى شهدتها تركيا فى يوليو من العام الماضى عن قصور فى الاداء لجهاز الاستخبارات التركى الذى عجز عن اجهاض تلك المحاولة برغم سابق تنبؤه بها فى أكتوبر 2015 وبرغم تقارير المراقبين التى كانت تتوقع ان تسير تركيا فى ظل قيادتها الحالية الى حافة هاوية سحيقة كانت استخبارات الاتراك آخر من يعلم وآخر من يتحرك للقيام بواجبها ، بل كان مقر الاستخبارات التركية ذاته فى بؤرة استهداف مروحيات الانقلابيين الأتراك وكشفت تقارير الاستخبارات الألمانية عن لجوء عدد من مسئولى الاستخبارات التركية الى ألمانيا طلبا لحق اللجوء الدائم الى جانب مسئولين آخرين كبار انشقوا عن سفينة أردوغان.
وشهد ابريل من العام الماضى عملية انشقاق خطيرة لمسئول برتبة لواء فى جهاز الاستطلاع والاستخبارات فى جيش كوريا الشمالية الذي طلب اللجوء الى كوريا الجنوبية ، وقال المراقبون ان عملية اللجوء لم تتم بعيدا عن تخطيط من الاستخبارات الغربية والأمريكية تحديدا متوقعين أن تؤدي الى الكشف عن اسرار خطيرة فى نظم دفاع كوريا الشمالية وأنشطتها الاستخباراتية السرية حيث يعد جهاز الاستطلاع والاستخبارات الكورى الشمالى هو الجهاز المناظر للمخابرات المركزية الامريكية "سى اى ايه" ويعد الجنرال الكوري الشمالي الهارب الى كوريا الجنوبية هو ثانى ارفع مسئول كورى شمالى يهرب منشقا عن نظام بلاده منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953 وذلك عندما هرب الوزير المفوض الكورى الشمالى فى سفارة بلاده بلندن هو وأفراد عائلته فى أغسطس من العام ذاته الى سول.
وكان كشف المخابرات الغربية التى تقودها المخابرات الامريكية عن امتلاك داعش جهاز مخابرات خارجى بمثابة ضربة موجعة للتنظيم من خلال استهداف استخباراتى ناجح تم فى العام الماضى، كانت داعش قد أسست جهاز مخابرات سرى خاص بها قبل عامين اطلقت عليه أمن وكلفته قيادة التنظيم بزرع خلايا نائمة فى عدد من بلدان أوروبا وآسيا وتجنيد المئات من العملاء السريين لتكليفهم فى الوقت المناسب بشن عمليات إرهابية فى عدد من دول العالم.
وقامت المخابرات الاسرائيلية "موساد" بترتيب انشقاق بسام بركة الذي وصفته إسرائيل بأنه قيادى عسكرى بارز فى حركة حماس عن التنظيم واللجوء الى اسرائيل خلال العام الماضى، وقال المراقبون فى تل ابيب ان انشقاق بركة كان اول نجاحات مدير الموساد الجديد يوسى كوهين ، كما نفذت عناصر الموساد عملية استهداف ناجحة لمهندس الطائرات التى تعمل بدون طيار التونسي محمد الزواري الذي تواترت انباء عن عمله لحساب حماس لتطوير أسلحة غير تقليدية من هذا النوع ، وبرغم عدم إعلان الموساد عن مسئوليته عن كلا العمليتين فإن كافة المؤشرات تؤكد انه كان هو المخطط والمنفذ لها وفقا لتقديرات الخبراء.
ونجحت شعبة العمليات الخارجية فى الاستخبارات البريطانية "ام .آي 6" فى رفع كفاءتها فى إطار مخطط مدروس يستهدف تعظيم قدرات الجهاز وزيادة عدد عناصره بنسبة 40% بحلول العام 2020 ، وبحسب التقارير البريطانية يبلغ عدد العاملين فى الاستخبارات الخارجية البريطانية 2500 فرد من المخطط زيادتهم الى 3500 فرد بحلول العام 2020 الأمر الذي يعد أكبر توسع فى عدد العاملين فى هذا الجهاز منذ انتهاء الحرب الباردة ، ويقول المراقبون ان زيادة عدد العاملين فى جهاز الاستخبارات الخارجى البريطانى مؤشر على رغبة الجهاز فى تعظيم دوره وأنشطته وعملياته فى الأعوام القادمة حول العالم.
وأثار اعتراف هارولد ادريان راسيل مسئول العمليات السرية السابق فى الاستخبارات البريطانية بعمله لحساب المخابرات السوفيتية فى الفترة من اواخر الثلاثينيات وحتى العام 1963 من القرن الماضى زوبعة فى بريطانيا خلال العام الماضى ، وكان هذا الاعتراف صادما لمشاعر البريطانيين عندما بثته هيئة الاذاعة البريطانية الذى كان سبقا لها متضمنا شريطا مصورا مدته ساعة للمسئول المخابراتى البريطانى الخائن وهو يعترف بذلك فى العام 1981 ، وكان مسئول المخابرات البريطانى يعمل باسم مستعار لحساب السوفييت هو الاسم " كيم " واستغل تواجده فى الاراضى اللبنانية فى احدى العمليات السرية للفرار الى المانيا الشرقية للعمل لحساب بوليسها السرى " شتازى " المعروف بتعاونه مع المخابرات السوفيتية السابقة ، وقالت الاذاعة البريطانية عن فيديو اعتراف مسئول المخابرات البريطانية الخائن انه كان أحد وثائق الارشيف السرى للمخابرات الالمانية الشرقية السابقة التى تم الافراج عنها.