- أبرز الملفات المطروحة على القادة في القمة:
- انتخاب رئيس جديد للمفوضية والتصويت على عودة المغرب
- وزيادة موارد الاتحاد ووقف الصراعات في القارة وإنشاء منطقة حرة قارية
54 عاما مرت من عمر منظمة الوحدة الأفريقية ووريثها الشرعي الاتحاد الأفريقي، والتي أرسى قواعدها الآباء المؤسسون على مبدأ رئيسي هو أن حلول مشكلات أفريقيا لابد أن تكون أفريقية.
وتعقد غدا، الاثنين 30 يناير الجاري، وعلى مدار يومين، اجتماعات الدورة الثامنة والعشرين لقمة الاتحاد الأفريقي فى العاصمة الإثيوبية كإحدى قمتين يعقدهما الاتحاد كل عام، أولاهما بأديس أبابا والأخرى يتم تحديدها استنادًا لعرض الاستضافة المقدم من أى من الدول الأعضاء وفقا للنظام التأسيسي للاتحاد الأفريقي.
وتعقد القمة هذا العام تحت شعار "تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب"، حيث إن أفريقيا أغنى القارات بالشباب "قارة شابة"، والاستثمار في البشر هو العنوان الرئيسي لأجندة التنمية المستدامة 2063، ويأتي للتأكيد على أهداف الخطة من خلال تحديث النظم التعليمية والاهتمام بالعلوم والهندسة ودراسة الرياضيات وإنشاء جامعة للتعليم عن بعد للارتقاء بمستويات التعليم العالي في القارة.
وبحسب وزارة الخارجية الإثيوبية، فقد أكد 22 زعيما أفريقيا حضورهم القمة التي تقام على مدار يومي 30 يناير و31 يناير، لمناقشة جدول الأعمال وانتخاب رئيس جديد للمفوضية، كما يشارك أكثر من 20 من رؤساء المنظمات الدولية، على رأسهم السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريس.
الجلسات أيضا ستشهد مناقشة تقرير حول إصلاح الاتحاد الأفريقي، وقضية محورية أخرى حول إنشاء منظمة التجارة الحرة القارية التي ستسهل حركة التجارة بين الدول الأعضاء.
وسبقت القمة اجتماعات الدورة العادية الثالثة والثلاثون للجنة الممثلين الدائمين التابعة للاتحاد الأفريقي الأحد الماضي 22 يناير، حيث دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي الدكتورة نكوسازانا دلاميني زوما، إلى إعلاء قيم الوحدة الأفريقية الشاملة، التي تتضمن وضع أفريقيا في المقدمة، والالتزام تجاه الشعوب الأفريقية، وكرامتهم وتطلعاتهم، وترسيخ القيم الديمقراطية والسلام والتكامل والتنمية، وبناء وحدة الهدف حتى في وجه التحديات الصعبة، في إطار "مؤسسة واحدة ننتمي إليها جميعًا".
وأثنت زوما خلال كلمتها في الافتتاح الرسمي للدورة العادية الثالثة والثلاثين للجنة الممثلين الدائمين، بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، تحت شعار "تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب"، على سفير جامبيا لدى الاتحاد الأفريقي ماس أكسيجي، وعلى القيادة الحازمة والحاسمة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، ومجلس السلم والأمن، الذين تعاونوا بصورة وثيقة لتفادي أزمة جامبيا بالوقوف بصورة ثابتة والعمل في سياق روح الوحدة الأفريقية الشاملة.
واختتمت بالقول: "من الأهمية بمكان خلال الأعوام المقبلة، وحيث إن العالم يتغير، أننا سنعمل في عالم لسنا على دراية به، أن نكون حازمين في العمل من أجل أجندة 2063، حتى نتمكن من منح أجيالنا المستقبلية، أفريقيا سلمية ومزدهرة".
وستقام جلسة مغلقة حول التكامل القاري ومنطقة التجارة الحرة القارية، وإصلاح مجلس الأمن، ومن المتوقع أن يتم عقد انتخابات لاختيار رئيس المفوضية، حيث يتنافس خمسة مرشحين على المنصب، وهم بيلونومي فينسون مواتوا من دولة بوتسوانا، وموسى فقي محمد من تشاد، وأجابيتو مبا موكي من غينيا الاستوائية، والدكتورة أمينة سي محمد من دولة كينيا، وأخيرا من السنغال عبد الله باثيلي.
كما سيتم بحث نتائج الخلوة الرئاسية حول تمويل ميزانية الاتحاد الأفريقي، والتي ستعقد اليوم، الأحد، لرؤساء الدول والحكومات في أديس أبابا قبل بدء أعمال القمة لتقدير الأنصبة وتنفيذ مصادر التمويل البديلة للاتحاد الأفريقي، والذى طلب تنظيم خلوة لرؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية ووزراء المالية لبحث تمويل ميزانية الاتحاد قبل قمة يوليو 2017.
وسيجري بحث تقارير اللجان الوزارية التابعة للمجلس التنفيذي، ومنها اللجنة الوزارية المختصة بتقدير الأنصبة واللجنة الوزارية المعنية بانتخابات أعضاء المفوضية، وأعمال تقرير لجنة "بحر دار" الوزارية لمتابعة تنفيذ أجندة 2063 واللجنة الوزارية للترشيحات الأفريقية فى المنظومة الدولية.
وفى ضوء القرارات الصادرة عن قمة جوهانسبرج – يونيو 2015 بشأن ترشيد القمم، بحثت لجنة المندوبين الدائمين التقارير الخاصة باللجان الفنية المتخصصة التى لها تبعات قانونية أو مالية أو هيكلية، وتقرير الدورة العاشرة للدفاع والسلامة والأمن، وتقرير الدورة الثانية للجنة الفنية المتخصصة حول التجارة والصناعة والتعدين، وتقرير دورتي اللجنة الفنية المتخصصة حول المساواة بين الجنسين والمرأة، وتقرير الدورة الأولى للجنة الفنية المتخصصة حول الزراعة والتنمية الريفية والمياه والبيئة، وتقرير الاجتماع المشترك العاشر للجنة الفنية المتخصصة للشئون المالية والنقدية والتخطيط والاندماج الاقتصادي واجتماع وزراء المالية والتخطيط للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، وتقرير الدورة الثالثة للجنة الفنية المتخصصة للشباب والثقافة والرياضة، وكذلك التقارير الخاصة بأنشطة أجهزة الاتحاد الأفريقي ومؤسسات الاتحاد ووكالاته المتخصصة وبحث تقارير أنشطة اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، والبرلمان الأفريقي ولجنة الاتحاد الأفريقي للقانون الدولي، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، واللجنة الأفريقية لحقوق الطفل ورفاهيته والقدرة الأفريقية لمواجهة المخاطر.
وتتناول الاجتماعات أيضا عدة قضايا من أهمها: تقرير مجلس السلم والأمن عن حالة السلم والأمن فى أفريقيا، وتفعيل بنية السلم والأمن فى أفريقيا كعمليات حفظ السلام، والجهود المبذولة لتفعيل القوة الأفريقية الجاهزة.
من جانبه، أجرى وزير الخارجية سامح شكري لقاءات ثنائية مهمة مع نظرائه من وزراء خارجية الدول الأفريقية المشاركة، حيث تناول معهم المستجدات بشأن التحديات المختلفة المرتبطة بالسلم والأمن في القارة الأفريقية، وتنسيق المواقف في المنظمات الدولية المختلفة، لاسيما في ظل عضوية مصر الحالية في كل من مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الأفريقي، الأمر الذي يجعل الكثير من الدول الأفريقية حريصة على التنسيق والتشاور مع مصر بشأن القضايا والموضوعات المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن باعتبار أن مصر إحدى الدول التي تمثل القارة الأفريقية في المجلس.
المغرب يستعيد عضويته في الاتحاد
يبلغ عدد أعضاء الاتحاد الأفريقي 54 دولة، ومن المؤكد أن يصبح الدول الأعضاء 55 دولة بعد عودة المملكة المغربية، حيث سيستفيد الاتحاد بقوة من عودة المغرب باعتبارها عضوا فاعلا في المنظمات الإقليمية والدولية.
ومر أكثر من 32 عاما على انسحاب المغرب من عضوية منظمة الوحدة الأفريقية عام 1984، وستشهد القمة الثامنة والعشرون للاتحاد الأفريقي، الوريث الشرعي للمنظمة، عودة المغرب، حيث يتطلب الأمر تصويت 36 من الدول الأعضاء، في حين حشد المغرب 38 صوتا بحسب تقارير صحفية، ومن المقرر أن يشارك الملك محمد السادس في الاجتماعات عقب التصويت على عودة المغرب.
وقف الصراعات في القارة
وتتمثل أهم الموضوعات في القمة في مناقشة تقرير مجلس السلم والأمن عن حالة السلم والأمن فى أفريقيا، حيث يتناول التقرير تقييم حالة السلم والأمن فى القارة، ومناقشة القضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس السلم والأمن، بما فى ذلك أبرز النزاعات التى تتصدر أولوياته، وبعض المسائل المتصلة بتفعيل بنية السلم والأمن فى أفريقيا كعمليات حفظ السلام، والجهود المبذولة لتفعيل القوة الأفريقية الجاهزة.
وسيناقش القادة سبل وقف العنف في جنوب السودان وإنقاذ عملية السلام في هذا البلد، وكذلك سبل معالجة الأزمات الإنسانية والصراعات في الصومال وفي حوض بحيرة تشاد وفي بوروندي وليبيا ودارفور ومالي.
كما ستكون هناك وقفة موحدة لزعماء القارة حول النزاع المستمر مع المحكمة الجنائية الدولية بحيث تتحدث أفريقيا بصوت واحد أمام المحكمة الجنائية، خاصة أن هناك ثلاث دول أفريقية تخطط للانسحاب من المحكمة.
زعماء يشاركون لأول مرة
وسيشارك في القمة الرئيس الجامبي المنتخب آدم باردو بعد أن حلف اليمين الدستورية، كما سيشارك الملك محمد السادس حال تصويت ثلثي أعضاء الاتحاد 36 دولة على عودة المغرب لأول مرة.
اتحاد الشعوب الأفريقية
وسيظل الاستثمار في الإنسان الأفريقي مطلبا رئيسيا للشعوب التي رزحت تحت نير الاستعمار لعقود، ولذلك ولدت فكرة اتحاد الشعوب الأفريقية لعرضها على القمة الثامنة والعشرين بحيث تكون العلاقات بين الشعوب الأفريقية وليس على مستوى السياسيين والبرلمانيين فقط من أجل إنشاء حضارة أفريقية جديدة مبنية على الإرث الأفريقي المتشابه في جميع أنحاء القارة.
جواز السفر الأفريقي جواز إلكتروني
وستشهد القمة مناقشة تحويل جواز السفر الأفريقي الذي تم إقراره في قمة كيجالي 2016، إلى جواز سفر إلكتروني بعد مناقشة الترتيبات مع هيئة الطيران المدني الدولية (الإيكاو) للاعتراف بهذا الجواز دوليا وفق القوانين المحلية لكل دولة من الدول الأعضاء، كما تم توزيع الإرشادات على الدول الأعضاء لإتمام هذه المهمة.