الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

م. نبيل كمال يكتب "أنا وجيلي.. وإعادة اختراع العجلة"

صدى البلد

 سوى الحيرة والقلق والدهشة ما جنينا. أتكلم هنا بصيغة الجمع نيابة عن جيل بأكمله كواحد منهم بى جل ما بهم وما افتقده أستطيع الوصول إليه بالاختلاط معهم ومعايشتهم. فالحيرة تجتاحنا عند التعرض لأمر ما صغير كان أم كبير. وذلك ناتج عن خطأ ناتج عن تقصير يبدو من دون عمد وهو غير كذللك فى تكوين الشخصية العامه لذلك الجيل. حيث أشخاص منعدمة التفكير سطحية الهويه ساقطة الهمه سهلة الاستقطاب. والقلق على المستقبل الناتج من إضطراب الحاضر وعدم اليقين فى الماضى . والدهشة من موقف جمعى مخزى غير مفهوم لا نستطيع معه وصف المستقبل سوى بالضبابية.

ولما لا وانا من ذللك الجيل الذى كان يذهب للمدرسه ثم الجامعه لسنوات طالبا للعلم والتربية فإذا به جاهل يصدر عنه أفعال لا تنم عن جهد فى تربيه. عائدا من الجامعه فاقدا بعض ما كان لديه لا مكتسبا. ووسط هذا كله فتحت أمامه نوافذ العلم والثقافة الحقيقيه فإذا به حائرا مشتتا. وهو هو ذلك الجيل الذى ملئت أذنيه بأمجاد أجداده وحضارتهم وتفوقهم حتى صدق واستعد أن يحيا حياة نسل العظماء واذا به يعيش بؤس حاضره وضبابية مستقبله.ويدرك انه ذللك الجيل الذى قدر له أن يتحمل مسؤلية فساد وحماقة أجيال سابقه وبناء وطن جديد لأجيال لاحقة.

ولكن القضية هنا. كيف لجيل بمثل هذه الصفات أن يبنى ذللك الوطن الجديد؟. ولكى أجيب دعونى أوضح مفهوم "إعادة اختراع العجله" فهو مفهوم يعرفه ويتعامل معه العاملين والمنشغلين بالبحث العلمى ففى بداية عملهم واختيارهم للمشكلة محل البحث لابد وأن يبحثوا عن كل إسهامات السابقين فى حل تلك المشكله وذلك لمعرفة آخر ما توصلوا إليه فى المشكله موضع البحث حتى يتجنبوا أن يعيدوا ما قام به غيرهم بل يستفيدوا منه ويزيدوا فلا يعيدوا اختراع العجله بل يفكروا فى كيفية الوصول للقمر بطريقه أسرع.

ولكن فى وضعنا هذا ووسط هذا التشتت الذى لا مثيل له أرى أنه علينا إعادة اختراع العجلة فى كل امور حياتنا وإعادة النظر فى كل شئ لا استثنى فى هذا شيء. حتى نصل لحقيقة الأشياء أو نهللك دونها فهو أشرف لنا. فهيا بنا نعيد النظر فى المسلمات وغيرها ونعيد قراءة التاريخ لنرى الحاضر على حقيقته. حتى نتخلص من الحيرة ونتمكن من بناء شخصية قادرة على اتخاذ القرار الحاسم فى الوقت المناسب . ونقضى على القلق بصناعة مستقبل مشرق ينتج عن حاضر نصنعه بأيدينا . ونستبدل الدهشة من موقف مخزى غير مفهوم بدهشة أخرى تسر لها القلوب.