«عشماوي».. أمل القليوبية

قادتني الصدفة وحدها أمس لحضور اللقاء الأول الذى عقده اللواء محمود عشماوى محافظ القليوبية الجديد مع المواطنين بنادى البلاستيك، وقد وجدت نفسي ولأول مرة أمام محافظ بدرجة مواطن، فبرغم تخصصى فى شئون المحليات واحتكاكى المباشر بعمالقة المحافظين أمثال عمر عبدالآخر وعبدالرحيم شحاته وعادل لبيب وعدلى حسين وأحمد مختار، كنت أظن أن هذه النوعيات من المحافظين اندثرت وأصبحت مجرد ذكرى؛ إلا أننى وجدت نفسى أجلس أمام محافظ شغله الشاغل هو رضا المواطنين، بعيدًا عن التهليل والتصفيق وقصائد المديح والمقدمات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع.

فقد فوجئت بدخوله القاعة بدون "زفة" وبمجرد أن صعد على المنصة أمسك بالميكروفون وعرف نفسه للمواطنين قائلًا: "أنا محمود عشماوى المحافظ الجديد"، وبعد أن أصر على جلوس الجميع فى مقاعد القاعة الكبيرة؛ قال حرفيًا "أنا والجهاز التنفيذى بأكمله" خدامين "المواطن ودورنا هو حل مشكلاته، طالما إنها قانونية فأى مواطن لديه حق سيأخذه، وأنا هنا ومعى الجهاز التنفيذى من أجلكم ولن أغادر حتى يعرض كل مواطن مشكلته، فإذا كان الحل بيدى سيتم حلها فورًا، وإذا كانت قانونية سأسعى بكل ما أوتيت من قوة لرفعها إلى الجهات العليا لحلها، وسأتابع بنفسى أية مشكلة حتى يتم حلها، طالما إنها فى إطار القوانين واللوائح .

وما أدهشنى حقًا قوله إن الجميع هنا فى القاعة سواسية ليس هناك أحد أفضل من الآخر مما أشاع جوا من الرضا لدى الحضور وجعلهم يشعرون بأن الدنيا تغيرت حقًا وأننا نعيش عهد جديد الجميع فيه متساوون فى الحقوق والواجبات، ليس هناك فرق بين المحافظ وأى مواطن آخر.

وعلى الرغم من أننى لست من هواة مديح الأشخاص مهما كانوا؛ إلا أننى رأيت من واجبى أن أنقل للمواطن صورة إيجابية رأيتها بأم عينى، بعد أن تشبعنا طوال السنوات الماضية من جولات "الزفة الكدابة" المعدة مسبقًا؛ واللقاءات التى تتخللها الخطب ووصلات التهليل والتطبيل، والشو الإعلامى.

نعم حقق اللواء محمود عشماوى نجاحًا مشهودًا فى الوادى الجديد، وكان من بين إنجازاته دخول الصرف الصحى لعدد كبير من قرى المحافظة لأول مرة فى تاريخها، علاوة على دوره الذى لا يخفى على أحد فى استصلاح وزراعة 20 ألف فدان ضمن المرحلة الأولى من مشروع المليون ونصف المليون فدان.

ولكن هناك العديد من الملفات الشائكة التى تنتظره بالقليوبية التى تحتاج إلى حلول جذرية وليس مجرد مسكنات كما كان يفعل سابقيه، فمحافظة القليوبية تعانى من التلوث البيئى وبها عدد لا حصر له من مكامير الفحم، علاوة على مشكلات النظافة والإشغالات والتعديات على النيل وأراضى أملاك الدولة والبناء على الأراضى الزراعية التى شهدت هجمة شرسة منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن ,علاوة على مشكلات المناطق العشوائية المزمنة , والمناطق الإجرامية الخطرة وعلى رأسها الجعافرة , ناهيك عن أن 70 % من الحضانات الخاصة بالقليوبية بدون ترخيص , والمستشفيات العامة والمركزية يرثى لها.

كما أن هناك ملفات مفتوحة تحتاج إلى متابعة فورية ، منها على سبيل المثال لا الحصر ، مشروع تطوير القناطر الخيرية ، وعملية تطوير عشش البكارى غير الآمنة بحى غرب شبرا الخيمة , وأيضًا إنشاء مستشفى السموم والحروق بالقناطر الخيرية , وتطوير طريق بنها – المنصورة بطول 73 كيلومترًا , وغيرها من المشروعات الحيوية التى تصب فى صالح المواطن .

والسؤال الذى تجيب عنه الأيام والشهور القادم هو .. هل ينجح اللواء محمود عشماوى فى حل مشكلات القليوبية المزمنة ؟.