EN
- ورش تعمل في مجال تركيب وصناعة الأفران الدوارة "التوك توك".. والأسعار لا تتعدى 20 ألف جنيه
- المساحة المطلوبة لا تتجاوز عدة أمتار ولا تحصل على موافقات الصحة والبيئة والتموين
- الرغيف بسعر 50 و100 قرش.. وشعبة المخابز تطالب بقطع المرافق عن تلك المخابز
- 2000 مخبز توك توك داخل القاهرة.. ولا حصر كلي لعددها على مستوى الجمهورية
- "التموين" تنفي علاقتها بها وتؤكد تبعيتها لرقابة الأحياء وتطالب بغلقها منعا لإهدار موارد الدولة
لا تخلو منطقة من وجود مثل تلك الافران"الدوارة" أو"التوك توك" كما يطلق عليها أصحابها ومستخدموها، فالمخبز طوله لا يتعدي مترين وعرضه لا يتجاوز مترًا، ولا يحتاج سوي غرفة صغيرة للعمل وعاملان للعجين والتقطيع ونقل العجين لسير الانتاج، وبضع أدوات لعجن الدقيق وتقطيعه تمهيدا لخبزه، ويعتمد أصحاب تلك المخابز على سرقة المرافق المدعمة من قبل الدولة سواء للكهرباء أو المياه او أسطوانات الغاز، لتنتج خبزًا سعره ما بين خمسين ومائة قرش، ووزنه لا يتعدي 80 جراما. ويزداد رواج وعمل تلك الأفران مع بدء شهر رمضان الكريم.
تستخدم تلك الافران في انتاجها الدقيق البلدي المدعم، عبر التهريب، ويعتمدون على إعادة نخله ودمجه مع الدقيق العادي، ويتم انتاج قرابة ألف رغيف من الجوال الواحد خلال ساعة، وتستهلك قرابة 7 أو 10 اجولة خلال اليوم، والجوال ينتج قرابة ألف رغيف، حسب حديث احد أصحاب تلك المخابز، وتحقق ارباحا صافية حوالي ألفي جنيه يوميا.
بيزنس "ورش" المخابز
مخابز التوك توك أو الدوار، اصبحت لها ورش تقوم على تجميعها وصناعتها، وتعلن عن عروضها لتصنيع الافران، ومن ضمنها ورشة "اسلام محمود"، ويعلن عن عروض الافران الالية قائلا ً: " نصنع افران ومخابز الخبز الالي والبلدي والشامي والسياحى والخبز اللبناني والمعدات التي نصنعها عالية الكفاءة ومضمونة لمدة 6 اشهر وعبارة عن عجانات طحين جميع المقاسات وتبدأ من 2حصان وحلة عجن من 70 س، وفرادات عجين جميع المقاسات، وقطاعة عجين يمكن التحكم بها بوزن العجين لغاية 180 جم، وبسير انتاجية تبدأ من 650 رغيفا/الساعه، وندعمكم بالخبرة والمتابعه وتوفير العمالة المدربة".
وعند التواصل معه بحجة رغبتنا بعمل مشروع فرن"دوار" أو "سياحي"، عرض علينا نوعين من الافران قائلا ً" عندى مقاسان، مقاس متر ونصف ويعمل بمعدل شيكارة دقيق كل 40 دقيقة، وينتج حوالي 1200 رغيف صغير أو 700 رغيف كبير، وسعرها 15 ألف جنيه، والفرن الصينية "متران" بسعر 18 ألف جنيه، بالاضافه لمعداته من عجانه وقطاعه وفرادات ودواليب تخمير، والفرن دا بحاجة لمساحة 6 امتار طول وعرض لا يقل عن 4 امتار والعمالة 4 عمالة".
"وممكن لو هتعملي عيش كبير، تشتغلي بفرن سير، وطاقته الانتاجية عالية وتعملى شامي وبلدي وسعره حوالي 23 ألف جنيه ".. يوضح اسلام عرفة، صاحب الورشة.
وحول العمالة والارباح شرح" احنا ممكن نساعدك بالعمالة المدربة ونوفر لك الدقيق في اول شغلك، والعمالة يوميتها 100 جنيه، وتعمل 8 ساعات وهي مدربة في أفران حكومي ومدعمة، والارباح تتعدى ألف جنيه يوميا، ومش هتحتاجي الا غرفة مساحتها لا تقل عن 6 امتار في مكان امان ".
ورشة أخرى
ورشة اخري تعلن عن عروض الافران "الدوارة" بأسعار لا تتعدى 10 آلاف جنيه، ويقول أحمد محمد، صاحب ورشة "الفيحاء" إنه" نوفر معدات المخابز والافران والعجانات للخبز البلدى والدوار واللبنانى والفرن الافرنجى للبيع ..والمعدات التي نصنعها عالية الكفاءة ومضمونه لمدة 6 اشهر .. عادية واستانليس ومطابقة للمواصفات، ولدينا افران عيش بلدي وسياحى متحركة بسير انتاجية تبدأ من 650 رغيفا/الساعه، وتبدأ من 3 متر طولي بسير، ونوفر لها استاندات وأرفف وعجانة 70 سم استانلس ومحرك 2حصان وطقم فرادة 3 قطعه بالقطاعه الالية، والاسعار للافران تبدأ من 10 آلاف ولا تتعدى 20 ألف للفرن السير".
موقف الأهالي
وحول موقف الاهالي يقول محمد رستم، من سكان الشيخ زايد، أن "اغلب سكان المنطقة يلجأون لتلك المخابز لانها توفر العيش لمن ليس لديهم بطاقات تموينيه، وننفق أغلب راتبنا على العيش لان سعره جنيه و75 قرشا".
"المخابز البلدي بعد الظهر لا يوجد بها عيش، وأغلبنا يقوم بالشراء من تلك المخابز رغم ارتفاع أسعارها وقله حجم ووزن الرغيف" ..يقول رستم.
وأشارت ندي محمد، ربة منزل، قائلة" أضطر لشراء 10 أرغفة يوميا من المخبز"الصغير" بسعر 10 جنيهات، وللاسف لا يكفوا، ولا يوجد فرن بلدي بالحي الذي اسكن به بالشيخ زايد ولكن يوجد فقط قرابة خمس أفران دوارة بالحي تعمل على مدار اليوم".
وتابعت" للاسف العمالة ملابسها متسخة والفرن مساحته صغيرة وملئ بالقاذروات، وطالبنا بالحي أكتر من مرة بضرورة انشاء فرن بلدي لخدمة سكان المنطقة، بدلا من الوقوع فريسة لجشع أصحاب تلك الافران التى تستغل حاجتنا وتبيع لنا الرغيف بجنيه ولا يتعدى حجمه كف اليد" .
الشعبة العامة للمخابز
يشرح عبدالله غراب ، رئيس الشعبة العامة للمخابز بالغرف التجارية، أن أفران التوتوك تخالف الاشتراطات المطلوبة للفرن وهي "أن تكون المساحة 56 مترا، ارتفاع المخبز لا يقل عن 4 أمتار والمسافة بينه وبين أقرب مخبز مدعم (بلدى أو طباقى) لا تقل عن 100 متر، والمعدات لابد أن يتوافر بها سير آلى أو نصف آلى، حلة عجين ستانلس، فرادة، قطاعة، وان يكون الفرن سيراميك حتى السقف، ثم يتم تقديم طلب للمديرية لدراسة توافر تلك الاشتراطات، بالاضافة لاجراءات الامن الصناعي والسلامة المهنية من طفايات حريق وتهوية ، واشترطات بيئة وتهوية وشفاطات، وأيضا ً اشترطات العاملين وتوافر الشهادات الصحية من خلوهم من الامراض".
شروط المخبز الرسمي
"الأوراق المطلوبة التى تقدم للمديرية تشمل صورة تحقيق الشخصية وصحيفة الحالة الجنائية، وما يفيد ملكية الأرض المقام عليها المخبز أو عقد إيجار موثق وخطاب يفيد موافقة إدارة شئون البيئة والشهادات الصحية للعاملين المزمع عملهم بالمخبزوصورة البطاقة الضريبية، وايضا صورة السجل التجارى، وخطاب التأمينات الاجتماعية للتامين على الافراد المزمع عملهم بالمخبز، وخطاب تشغيل عمال المخابز، و بعد إجراء المعاينة وثبوت مطابقة المخبز للاشتراطات، يتم الرد خلال أربع شهورللبت فى السير فى إجراءات الترخيص، وبعد أن يتم العمل، يخضع الفرن للرقابة الصارمة من قبل وزارة الصحة والتموين، لضمان سلامة وأمن رغيف العيش" .. يقول غراب.
وتابع " بالنسبة لمخابز التوتوك، لو وجد مخبز غير مرخص، يتم تحرير محضر وغلق المخبز غير المرخص فورا بالتنسيق مع المحليات ومباحث التموين واتخاذ اللازم نحو قطع المياه والكهرباء عنه".
وكشف" المخابز دى غير مطابقة لان المخبز طوله 2 متر وعرضه 90سم تقريبا وارتفاعه 130سم ويوجد في محل مساحته لا تتعدي 4 امتار و تشغيل المخبز يتم من خلال اسطوانات البوتجاز المدعمه ، ويستولى صاحبه على مرافق الدولة بدون وجه حق من مياه وكهرباء وصرف وهو ما يعد جريمه قانونية لابد من تعقبه لمحاسبته عنها".
عقوبة مخابز التوك توك
وأكد " غراب " أن عقوبة مخابز التوتوك هي أدارة مخبز بدون ترخيض، وتتضمن سنه حبس، وغرامه مالية ."ولو اتمسك عنده دقيق مدعم، عقوبتها عام آخر".
وصرح " عدد المخابز المرخضة على مستوى الجمهورية حوالي 26 ألف مخبز رسمي، ولا حصر لعدد المخابز غير المرخصة، او أنها تتعدى مائة الف كما يقول البعض، ولابد أن تقوم الاحياء بدورها، وتغلق تلك الأفران، وتقطع عنها مرافق الدولة، لانه أهدار لموارد الدولة، وضياع لحق المواطن في الحصول على خدمة عادلة وأيضا لا تمثل عدالة لصاحب المخبز الرسمي الذي يقوم بكافة الاجراءات والشروط الرسمية ويسدد رسوم وضرائب الدولة، ويحقق هامش ربح أقل بكثير من صاحب المخبز التوتوك ".
شعبة المخابز
"تلك المخابز تطرح رغيفا غير مطابق للمواصفات ولم يخضع لرقابة صحية او من قبل التموين، ويتم التلاعب بوزنه، وأستخدام الدقيق المدعم المهرب استخراج 72% أو 82% الذي يتم استخدامه في الرغيف المدعم، وتلك هي مسئولية مطلقة للمحليات وبقية الأجهزة الرقابية وعليها ان تلاحق تلك المخابز التي تحقق أرباحا دون أي التزامات عليها تجاه الدولة" يقول عطية حماد ، رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية للقاهرة.
وتابع " تستخدم تلك المخابزعجانات يدوية غير مطابقة للمواصفات والاشتراطات الصحية، والمخبز الواحد بعجن ما يقترب من10 أجولة من الدقيق في اليوم الواحد, والمكاسب السريعة دفعت الكثيرين على مستوي المحافظات للتفكير في انشائة بعيدا عن أعين ورقابة التموين والتجارة الداخلية ومفتشي وزارة التضامن".
مطالبة بقطع المرافق
" لابد ان يتم معاقبة من يقوم بفتح تلك المخابز وقطع المرافق عنه، خاصة وانهم بدأوا في جذب العمالة المدربة من المخابز الرسمية لارتفاع اليومية بمخابز التوتوك، وهناك قرابة ألفي مخبز توتوك بمحافظة القاهرة " يصرح حماد.
وزارة التموين
وعقب المتحدث الاعلامي لوزارة التموين، ممدوح رمضان، أنه " لو تم ضبط صاحب فرن غير مرخص، فهي مشكلة المحليات، وليس لها علاقة بوزارة التموين، وعلى الاحياء ملاحقة تلك المخابز وغلق المرافق عنها، منعا ً لاهدار موارد الدولة".
ونفي عمل مخابز التوتوك بالدقيق المدعم، موضحا ً أن " كل صاحب مخبز يحصل على حصة مدعمة ومطالب بأنتاج عدد معين من الارغفة للمواطنين طبقا لعدد البطاقات، وأذا لم يقوم بذلك، يقوم بتحصيل مقابل الدقيق بما يوزاي سعره بالسوق الحر، لان الجوال يعطي له بضاعه آمان مقابل انتاج 1200 رغيف عن كل جوال، ويوضح نظام الميكنه عما أذا تم انتاجة وتوزيعه ام لا، وطبقا ً لذلك تخضع منظومة الخبز المدعم للرقابة ومنع البيع بالسوق السوداء" .
عقوبات غير رادعة
جدير بالذكر أن غرامة تجميع الدقيق المدعم من 300 إلي 1000 جنيه ولا توجد أي أحكام رادعة للمخالفين لأن القوانين قديمة ونعمل بها منذ عشرات السنين وآخر تعديل تم في عام 1980.
