"التسويق" عقبة أمام تنشيط "السياحة" المصرية.. وخبراء: 3 جهات مسئولة ويجب الاستعانة بمتخصصين لتحقيق النجاح الإماراتي واليوناني

خبراء عن التسويق للسياحة المصرية..
هزاع:
مصر تحتاج إلى خبراء "أجانب" لتطبيق تجربة الإمارات واليونان في مجال السياحة
نقيب السياحيين:
«الجمال والأهرامات» يشكلان صورة السياحة المصرية في الخارج السبت
آمال كبيرة يعقدها المصريون خاصة العاملين فى قطاع السياحة على أن تسترد السياحة عافيتها مرة أخرى، لما يمثله هذا القطاع من الناحية الاقتصادية خاصة وأنها مصدر مهم لدخول العملة الصعبة إلى مصر كما أنه يعمل بها أعداد كبيرة قد تصل إلى مدن كاملة مصدر رزقها الوحيد هو السياحة، كما أن لعودة السياحة دلالة سياسية خاصة فعودة السياحة للأذدهار مرة أخرى أكبر دليل على إن مصر أصبحت تتمتع بأمن والامان.
وبناء على ذلك أصبح حتما على الجهات القائمة على السياحة ممثلىة في وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة واتحاد الغرف السياحية أن تعمل وفق خطة تستهدف تسويق السياحة على اسس علمية حديثة.
فى هذا السياق، قال الدكتور مجدي سليم، وكيل وزارة السياحة السابق، إن زيارة عدد من المشاهير لمصر في الفترة الأخيرة له تأثير إيجابي على جذب السياحة لمصر، ولكن لابد ألا تكون تكاليف هذه الزيارات على نفقة وزارة السياحة لأن هذا الدور غير منوطة به الوزارة إطلاقًا.
وأكد "سليم" في تصريحات لـ"صدى البلد" أنه على وزارة السياحة الترويج للسياحة في الخارج وهناك سبل عدة للترويج عن السياحة، تكون أقل تكلفة وأكثر إفادة لجذب السياح لمصر من أن تتحمل الدولة عبء تكاليف زيارة المشاهير.
وتابع "سليم" أن يوجد ما يسمى بـ"الحملات المشتركة" وهى إستراتيجية للترويج عن السياحة فى الخارج تستخدمها كثيرا من الدول عن طريق شركات تقوم بعمل برامج تليفزيونية تروج للسياحة، لافتا أنه يمكن لوزارة السياحة فى مصر أن تتفق مع هذه الشركات للترويج عن السياحة فى مصر مقابل أن تتحمل الوزارة نصف تكلفة إذاعة هذه البرامج.
وأضاف "سليم" أن هناك أحداثا ممكن إن تشترك فيها وزارة السياحة غير الالتفات للمشاهير الخارج وهذه الأحدات مثل ما قامت به وزارة السياحة سابقا من أقامة حفل "أوبرا عايدة" فى الأقصر والذى جذب أنظار السياح فى العالم لمصر، لافتا إلى أن هناك طريقة أخرى وهى تنظيم برنامج سياحى ضخم داخل مصر كل فترة ويتم دعوة صحفيين ورجال أعلام من الخارج يمكن الوثوق بهم للترويج عن السياحة لمصر فى الخارج.
وأوضح "سليم" أن هناك مشاكل عديدة تواجهها السياحة فى مصر بعد 2011، حيث أصبحت شركات تنظيم السياحة العالمية تحذر سياحها من الذهاب لمصر وهذا بسبب عدة مشاكل يواجهها السياح أهمها سوء خدمات منقطع النظير حيث إن العاملين فى قطاع السياحة غير مؤهلين للعمل فى السياحة بعد ان ترك كثير العمل فى قطاع السياحة أثر الازمة التى واجهتها مؤخرا.
وتابع أصبح السياح يواجهون التلوث البيئي خارج المنتجعات السياحية والتلوث الصحى داخلها بسبب قلة خبرة العاملين حديثا فى قطاع السياحة، لافتا إلى أن مشاكل المرور وحوادث الطرق والخدمات على الطرق أصبحت غير موجودة مثل الكافيهات وشرطة تأمين السياح على الطرق والإسعافات السريعة حال وقوع أي حادث.
وأشار "سليم" أيضا إلى أن سلوكيات العاملين في قطاع السياحة حديثا وغيرهم لا يوجد لديهم وعى كاف لكيفية التعامل مع السياح ولا أهمية السياحة بالنسبة لمصر، موضحا إن سوء الخدمات وتعرض السياح للنصب والاحتيال في ظل غياب الغرف التجارية والرقابة على الأسعار من أهم المشاكل أيضا التي يواجهها قطاع السياحة.
وأكد "سليم" على أنه لا يوجد إدارات كفء تعمل على تنظيم السياحة والترويج عنها بعد وفاة الدكتور ممدوح البلتاجى وزارة السياحة.
ومن جهته، قال الدكتور حسام هزاع عضو غرفة شركات السياحة، إن الترويج للسياحة داخل مصر عن طريق مشاهير الخارج من فنانين ورياضيين وغيرهم يعتمد على عدد متابعيهم وهواية هؤلاء المتابعين.
وأضاف هزاع، فى تصريحات لـ"صدى البلد" أن استقدام مشاهير من الخارج يكون عن طريق شركات خاصة أو رجال أعمال لخدمة هدف رئيسى لتلك الشركات وهو الترويج عن سلعة معينة، ويكون الأمر غير مرتبط بالترويج السياحي بطريقة مباشرة.
وأوضح "هزاع" أن الحملات التسويقية للترويج للسياحة تحتاج إلى جهد كبير عن طريق وزاره السياحة وهيئة تنشيط السياحة وغرف شركات السياحة ولكن لابد أن تتفق الخطط والاستراتيجيات أولا بين هذه الهيئات الثلاثة لأن كل هيئة تعمل حسب إستراتيجية معينة لا تتفق كثيرا مع الهيئة الأخرى.
وأكد "هزاع" أنه يجب أن تكون القيادات المسئولة عن تنشيط السياحة على دراية كاملة بطرق التسويق الحديثة للسياحة، لافتا ألى أن القيادات المسئولة لا تزال تستخدم طرق تسويقية تقليدية غير مجدية لجذب السياح.
وأشار "هزاع" إلى أن قطاع السياحة بشكل عام تأثر بالأحداث السياسية ما أدى إلى ترك خبراء العمل فى هذا المجال،مشيرا إلى أنه لابد من الاستعانة بخبراء وباحثين دوليين لتنشيط السياحة مثل التجربة الإماراتية أو التجربة اليونانية التى استخدمت مثل هذه الخبرات ما أحدث ثورة سياحية كبيرة غيرت مسار السياحة فى تلك البلدان للأفضل.
وفى سياق متصل، قال باسم حلقة، نقيب السياحيين، إن زيارة المشاهير لمصر فى إطار تنشيط السياحة لم تستغل بشكل إيجابى، لذلك لم يكن لها تأثير كبير فى التسويق السياحى لمصر، وكان يجب تنظيم برنامج سياحى لهم ومن بعده عمل مؤتمر صحفى كبير معهم.
وأكد "حلقة"، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أن اعتماد وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة على الطرق التقليدية للتسويق السياحة فى مصر من أكبر المشاكل التى تواجه القطاع السياحى، لذلك يجب تغيير هذه الطرق التقليدية إلى طرق حديثة ترضى طمواحات الدولة فى إعادة جذب السياح لمصر.
وأضاف "حلقة" أنه يجب على وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة فى مصر أن تلتفتا إلى الطرق الحديثة فى التسويق والتى تعتمد على محاور عدة، وهى عمل أجندة سياحية واضحة يتم العمل بها بصفة دورية مثل إقامة احتفالية ضخمة تتم خلالها دعوة الصحفيين والإعلاميين من الخارج، ويتم عمل برنامج سياحى لهم لتوضيح مميزات مصر السياحية.
وتابع: ومن ضمن المحاور، المشاركة فى المعارض العالمية للسياحية لأنها تساعد فى تصدير السياحة للبلدان الأخرى، لذلك يجب المشاركة الفعالة فى دورات إقامة هذه المعارض مع تغيير الصور التى يتم التعبير عن السياحة فى مصر، والتى مازالت تعتمد على صور الجمل والأهرامات والتنورة."