تعرف على "خلطة فوزية" لتنشيط السياحة فى"متحف قصر المنيل"

شابة عشرينية تهوى زيارة الأماكن الأثرية، تحب القراءة منذ صغرها خاصة الكتب القديمة والتاريخية تتمتع بثقافة ومعلومات في أكثر من مجال وتسبق نظيراتها في نفس السن وتؤمن أن كل دور العبادة باختلافها لمناجاة الخالق، وأن التواجد في أيًا منها يسبب الراحة النفسية.
زارت فوزية فؤاد، 21 عاما، "متحف قصر المنيل" لأول مرة منذ ثلاث سنوات، وقرأت جملة مكتوبة أعلى بوابة القصر "هذا القصر الهدف الأساسي من بنائه إحياء الفنون الإسلامية وإجلالًا لها"، فازداد شغفها لاكتشاف هذا المكان حتى تعرف ما هي الفنون الإسلامية وكيف سيتم إحياؤها من خلال القصر ولماذا استغرق بناؤه 36 عامًا.
وقالت لـ"صدى البلد" : "حسيت في حاجة شدتني للمكان عاوزة أدخل وأدور في كل حاجة، والجملة اللي قرأتها كانت غامضة وكنت عاوزة أعرف أكتر عن المكان".
انبهرت فوزية بجمال القصر فور دخلوه، لأنه كان مزخرفا على الطريقة العثمانية بنقوش وألوان جذابة، ولكن لضيق الوقت وعدم السماح للزوار بالتنقل داخله بحرية لم تتمكن من رؤية المكان بالكامل، فازداد شغفها بالمكان و قررت المجئ مرة أخرى.
تدرس الشابة العشرينية في كلية آثار قسم اليوناني والروماني، و رغم اختلاف قسمها عن القسم الإسلامي إلا أنها لم تتردد وقدمت للتدريب في قصر المنيل فور معرفتها بإتاحة فرصة لتدريب عدد من طلاب آثار، ورغم رفض الإدارة في البداية لاكتمال العدد المطلوب، إلا أنها أصرت على التواجد في القصر لتعتبرها فرصة للتعرف على أرجاء المكان بما يحويه من تفاصيل وأسرار.
لم تقتصر فترة التدريب بالنسبة لها على التعلم فقط، حيث استغلت فرصة تواجدها في القصر لعدة أيام في الأسبوع فبدأت تدعو أصدقائها لزيارة المكان وقضاء وقت ممتع فيه، على المستوى الشخصي أو من خلال موقع التواصل الإجتماعي "الفيسبوك" كمحاولة لتنشيط السياحة في المتحف الأثري قائلة: "من ساعة ما روحته من 3 سنين وكنت مبسوطة بيه أوي وركزت أوي دلوقتي في التدريب وفكرت إني لازم أقول للناس كلها تيجي تشوف الجمال المخفي اللي في القصر"
وعن دورها أثناء فترة التدريب، قالت أنها كانت توضح كل ما في القصر للزوار خلال الجولة، وتشرح ما في المسجد من زخرفة تزين جدرانه تعود لأي عصر، وتوضح أماكن المنبر والمحراب وكرسي المقرئ.
وترى فوزية أن الهدوء الذي تشعر به أثناء أدائها للصلاة في الكنيسة لا يختلف كثيرًا عن هدوء المساجد وأن الاختلاف بينهم في الشكل فقط موضحة "كل دور العبادة هادية ومريحة والمسجد في القصر جميل جدا".
وتفسر فوزية اختيارها للدراسة في قسم اليوناني والروماني، بأنها تفضل دراسة اللغات كاللاتيني واليوناني، وأنها على قدر كافٍ من المعلومات حول التاريخ الإسلامي وحضارة بلدها بشكل عام، وتعمل على زيادة معلوماتها عن الحضارات القديمة والأديان من خلال الكتب القديمة والقراءة عبر الإنترنت.
وتصف القصر أنه يحتوى على أكثر من حديقة ممتلئة بالأشجار ومقسم لعدة سرايات والسرايا بهو يشبه الحجرة الكبيرة، أولهم سرايا لاستقبال الزوار وسرايا الإقامة، وسرايا العرش، سرايا للأم أمينة هانم إلهامي، ويوجد مسجد شخصي صغير، ومتحف الصيد ويحتوى على النيشانات والحيوانات المحنطة التي اصطادها الأمير محمد على توفيق وابن عمه الملك فاروق والأمير يوسف كمال، وأنشأ متحف الصيد في الستينيات بعد وفاة الأمير محمد.
وتتمنى طالبة الآثار العمل في المتحف «قصر الأمير محمد على توفيق» كمفتشة آثار، ليصبح دورها في الحفاظ على كل الآثار خاصة القطع الحساسة، والشرح للأفواج أثناء الزيارات، وتتمنى أن يكون التدريب القادم في المتحف القبطي رغم عدم الإعلان عن إتاحة الفرصة للتدريب "نفسي لما أكبر ولادي يكونوا فخورين بأمهم، ونفسي أفيد البلد دي باللي أقدر عليه وأحافظ على كل قطعة أثرية فيها" كما قالت فوزية.