الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من كردستان إلى كاتالونيا إلى هونج كونج .. خريطة العالم على وشك التغير.. استفتاء قد يغير من الشرق الأوسط .. وآخر يهدد خريطة إسبانيا والاتحاد الأوروبي

صدى البلد

- تصاعد المطالب حول العالم من أجل الاستقلال
- الكثير من الأقاليم تشعر بعبء الدولة المركزية عليها
- كردستان تتحدى المنطقة من أجل الانفصال عن العراق
- وكاتالونيا تكافح قمع إسبانيا وصمت الاتحاد الأوروبي
- وهونج كونج تريد الخروج من أسفل العملاق الصيني


يعيش العالم فترة من عدم الاستقرار مع تصاعد دعوات الانفصال في العديد من المناطق، وإطلاق بعضها استفتاء بالفعل من أجل الوصول للاستقلال عن الدول الكبرى.

على مدى العقود الأخيرة، شهدت خريطة العالم بعض التقلبات والتغيرات في خطوط الحدود بسبب استفتاءات انفصال أجريت في أقاليم معينة لا ترضى الخضوع لهيمنة الدول الكبرى، فانفصلت جنوب السودان عن السودان الأم في استفتاء جرى بداية الألفية الجديدة، كما انفصل إقليم كوسفو عن صربيا، رغم عدم الاعتراف به جزئيا من المجتمع الدولي.

نفس الأمر تكرر مع دول البلقان ويوغسلافيا القديمة نهاية القرن الماضي

ويبدو أن العديد من الأقاليم تريد السير على نفس الخطى، فمن كردستان في العراق إلى كاتالونيا وغيرها، الكثير من الأقاليم التي تشعر بالقوة الذاتية والاستقلالية في إدارة شئونها تطمح في أن يكون اسمها غير تابع لدولة أخرى.

ونرصد في هذا التقرير، الأقاليم التي تسعى للانفصال في الوقت الحالي.

- أقليم كردستان في العراق
في الإثنين الماضي، 25 أكتوبر، أثار إقليم كردستان جدلا دوليا بعدما بدأ استفتاء الانفصال من العراق، وحاز الاستفتاء بأغلبية ساحقة للخروج.

ولاقى هذا الاستفتاء انتقاد وانتفاضة في العاصمة، بغداد التي اتخذت بعض الإجراءات التأديبية، لرئيس الإقليم الذي يتمتع في الحقيقة بحكم شبه ذاتي، مسعود برزاني، إذ قامت بإجراء تدريبات مع القوات التركية على الحدود مع الإقليم.

كما طالبت العراق المجتمع الدولي بوقف الرحلات الجوية إلى مطارات إربيل والسليمانية في إقليم كردستان.

وأثار هذا الاستفتاء مخاوف من اشتعال حرب إقليمية ثانية، لاسيما وأن دول مثل تركيا وإيران ترى في قيام دولة في إقليم كردستان سوف يهدد أمنها القومي.

في حين رأت وسائل إعلام أخرى، أن هذا الاستفتاء بمثابة "هروب إلى الأمام" من قبل برزاني، الذي لا يريد مغادرة مقعد رئاسة الإقليم الذي انتهت ولايته منذ 2013.

ووفقا لصحيفة "ليز أيكو" الفرنسية، فإنه رغم أن إقليم كردستان يحظى بحكومة تعمل بشكل مستقلة إلى حد كبير منذ عام 1991، والتي زادت من قبضتها بعد سقوط صدام حسين، إلا أن انفصال هذا الإقليم نهائيا عن دولة العراق سوف يشكل ضربة موجعة للحكومة في بغداد وجيرانها، بالإضافة إلى بلبلة في الساحة العالمية تكمن أهمية هذا الإقليم الكائن في شمال العراق، إلى أنه يضم 2% من احتياطي البترول على الكوكب.

تلفت الصحيفة إلى أن إقليم كردستان في العراق يعاني من مشاكل جمة، تشكل قلق للسلطة المحلية في الإقليم، وأول هذه المشكلات، هو ضرورة إعادة توطين 1.8 مليون لاجئ نزحوا خلال الحرب ضد تنظيم داعش.

إضافة إلى ذلك، فإن التمويلات العامة في الإقليم تبخرت بسبب الفساد وكذلك عدم الأهلية، كما أن بغداد علقت إرسال أموال إلى إربيل منذ 3 سنوات، كجزء من حصتها الفيدرالية.

توضح الخبيرة في الشئون الشرق أوسطية لدى معهد ميدل إيست، روبا هوساري، أن الاستفتاء بمثابة "هروب إلى الأمام" للرئيس مسعود برزاني من أجل البقاء في السلطة في الوقت الذي أصبح الوضع الاقتصادي مأساوي.

تبين هوساري بأنها الأحزاب الكردية الأخرى، انتقدت توقيت هذا الاستفتاء والطرق المستخدمة من قبل الرئيس برزاني، التي انتهت ولايته فعليا منذ عام 2013.

وأمام هذا الوضع المقلق وغير المستقر، فإن المستثمرين الاجانب الذين غمرو إقليم كردستان على مر العشر سنوات الماضي مشيدين بكونها مذدهرة ومستقرة بشكل استثنائي عن المنطقة، فرو أو علقوا أعمالهم.

- كاتالونيا في إسبانيا
يرغب إقليم كاتالونيا المضي قدما في الحصول على استقلاله، لما يرى في أن بقاءه في إسبانيا بمثابة عبء عليه.

يقع إقليم كتالونيا شمال شرقي إسبانيا، ويحده من الشمال فرنسا وأندورا، ومن الشرق البحر المتوسط، وتبلغ مساحة الإقليم 32 ألف كيلومتر مربع، ويقطنه 7.5 مليون نسمة، ويمثل هذا العدد 16 بالمئة من العدد الإجمالي لسكان إسبانيا.

وتعد مدينة برشلونة الشهيرة عاصمة الإقليم، ويسكن فيها 21 بالمئة من سكان كتالونيا، ومن أشهر مدن الإقليم كذلك جيرونا، وتيراغونيا، ولييدا.

ومن أهم الأسباب التي تدفع الحكومة الإسبانية للتمسك بكتالونيا، ورفض استفتاء الاستقلال، هي أهمية الإقليم الاقتصادية.

ووفقا لموقع "سي إن بي سي"، تنتج كتالونيا 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا، وهو رقم كبير جدا، بالمقارنة، مع ناتج اسكتلندا الذي يمثل 8 بالمئة من الناتج المحلي البريطاني.

مرافئ كتالونيا تصدر 25 بالمئة من صادرات إسبانيا، فيما يعمل 50 بالمئة من سكان المدينة بالمجال الصناعي والتجاري.

ويلزم الإقليم كل العاملين بالقطاع العام بالتكلم باللغة الكتالونية الرسمية، والتي تعود لأكثر من ألف عام.

ووفقا لصحيفة "الجارديان"، اللغة الكتالونية ليست لهجة تابعة للفة الإسبانية، بل هي منفصلة تماما، وتكونت بسبب احتلال الجيش الروماني لمنطقة تاراغونيا، وتستخدم اللغة اليوم في إقليم كتالونيا، وإقليم فالنسيا، وجزر البليار، ودولة أندورا الصغيرة.

وأمام ذلك، نظم الإقليم استفتاء استقلال صباح اليوم، الاحد، الأول من أكتوبر، لكن الشرطة الإسبانية قمعت الاستفتاء وصادرت العديد من صناديق الاقتراع واعتدت على الراغبين في التصويت.

وخلف هذا اليوم الدامي أكثر من 460 مصاب، بحسب عمدة مدينة برشلونة.

- هونج كونج.. الحلم البعيد لا يزال بعيدا
وأمام هذه الفورة التي يشهدها العالم، قرر الداعون للاستقلاق في إقليم هونج كونج القيام بتظاهرات عارمة من أجل الوصول إلى استفتاء للانفصال عن الصين.

وفي صباح أمس ، الأحد، شارك الآلاف من المواطنين في هونج كونج في مظاهرات للمطالبة بالاستقلال عن الصين، تزامنا مع استفتاء استقلال كاتالونيا.

يقع إقليم هونج كونج بين الساحل الصيني الجنوب يودلتا نهر اللؤلؤة، ويتميز هذا الإقليم بالثراء الكبير وكونه أحد المناطق سريعة النمو في العالم، وكذلك يتميز بناطحاته السحابية الكثيرة ومينائه الفسيح، ويبلغ سكان الإقليم 7 مليون نسمة ومساحته 1104 كلم، لذا يعتبر أحد أكثر المناطق كثافة في العالم.

ويتمتع الإقليم بحكم شبه ذاتي أيضا، فله قانونه الخاص وسلطته القضائية الخاصة، ودستورا خاصا، لكنها تقبع تحت إدارة السلطات الصينية لاسيما في العلاقات الدبلوماسية الدولية والبنية العسكرية والنظام السياسي.

تعد هونج كونج واحدةً من المراكز الاقتصادية الرَّائدة في العالم، إذ تمتاز باقتصادٍ رأس ماليٍّ مزدهر يقوم على الضرائب المنخفضة والتجارة الحرَّة، وتعتبر عملة المدينة - دولار هونغ كونغ - العملة الثامنة الأكثر تداولًا على مستوى العالم.