الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دراسة: البراكين أطاحت بحكم «كليوباترا» وأنهت عهد البطالمة في مصر القديمة

صدى البلد

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن عهد الحكم البطلمي في مصر، الذي امتد بين عامي 305 و30 قبل الميلاد، والذي شهد فترة حكم الملكة البطلمية كليوباترا السابعة وكذلك تشييد مكتبة الإسكندرية ومنارتها الشهيرة، شهد أيضًا اضطرابات سياسية لسبب عجيب، هو ثوران عدد من البراكين في أماكن متفرقة من العالم.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن فريقًا من علماء المناخ والمؤرخين نشر دراسة أمس الثلاثاء، ربط فيها بين اندلاع انتفاضات شعبية مصرية ضد الحكام اليونانيين البطالمة وثوران براكين في أماكن مختلفة من العالم -مثل أيسلندا- تسببت في تغيرات مناخية.

وبحسب الدراسة، فقد تسبب ثوران البراكين في انخفاض معدل هطول الأمطار الموسمية، الأمر الذي تسبب بدوره في تراجع منسوب فيضان نهر النيل الضروري للزراعة.

وفسر العلماء الأمر بأن ثوران البراكين دفع بكميات ضخمة من الغبار والكبريت المؤكسد إلى طبقات الغلاف الجوي، ما أدى إلى حجب الشمس وانخفاض معدل التبخر من المسطحات المائية بالتالي، وأدى ذلك بدوره إلى انخفاض منسوب الأمطار وفيضان النيل، فتراجعت كميات المحاصيل الزراعية.

ونقلت الصحيفة عن المؤرخ جوزيف مانينج، الأستاذ بجامعة ييل والمؤلف المشارك بالدراسة، قوله "نعتقد أن المصريين شعروا بالكثير من الخوف عندما لم يأت الفيضان في ذلك العام، وقد بدأوا يتساءلون عما سيحدث وما إذا كانت مجاعة ستقع".

وتابعت الصحيفة أن فريق العلماء حاول الاستعانة ببرديات العصر البطلمي في مصر لتحديد مدى التزامن بين ثوران البراكين واشتعال الاضطرابات، لكن البرديات لم تكن واضحة في هذه النقطة، فاستعانوا بسجلات مقياس منسوب النيل في مصر بين العامين الميلاديين 622 و1902، حيث توصلوا إلى أن 60 بركانًا في أنحاء متفرقة ثاروا خلال تلك الفترة، وفي كل مرة كان منسوب النيل ينخفض بمقدار 9 بوصات تقريبًا.

ومن خلال هذه الطريقة في الربط، اكتشف فريق الدراسة أن 8 من أصل 10 انتفاضات وقعت خلال عامين من العهد البطلمي وقعت بالتزامن مع ثوران البراكين.

وكانت أعنف هذه الانتفاضات تلك التي وقعت عام 207 قبل الميلاد واستمرت لمدة 20 عامًا، والتي اندلعت بعد عامين من ثوران بركان استوائي، حيث توضح بردية بطلمية أن معظم الفلاحين قد ماتوا خلال تلك الفترة، كما تعرضت الأراضي للجفاف.

لكن فريق الدراسة حرص على توضيح أن البراكين لم تكن وحدها السبب في الانتفاضات الشعبية المصرية، وإنما ساهمت الكوارث البيئية الناجمة عنها في تغذية أسباب أخرى للثورات، مثل الضرائب الباهظة وانتشار الأمراض والاضطرابات الاجتماعية.

وأوضحت الدراسة كذلك أن الانتفاضات لم تكن جميعها مرتبطة بثوران البراكين، فقد حدث مثلًا أن انخفض منسوب فيضان النيل إثر سلسلة من الثورات البركانية بين عامي 46 و44 قبل الميلاد، في بدايات عهد الملكة كليوباترا السابعة، لكن سياسة توزيع الطعام التي اتبعتها الأخيرة جنبتها الانتفاضات.

إلا أن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تشير إلى أن سلسلة من هذه الانتفاضات المرتبطة بثوران البراكين اندلعت خلال الأعوام العشرين الأخيرة من عهد حكم البطالمة في مصر، أي في عهد كليوباترا السابعة أيضًا، ربما تكون السبب في انهيار الحكم البطلمي وإنهاء عهد كليوباترا.

يُذكر أن عهد الدولة البطلمية في مصر امتد من عام 305 قبل الميلاد، بعد وفاة الإسكندر الأكبر بفترة قصيرة، حتى عام 30 قبل الميلاد، الذي غزا فيه الرومان مصر بعد موقعة إكتيوم البحرية مع البطالمة، والتي انتحرت الملكة كليوباترا السابعة بعد هزيمتها فيها.

-