أردوغان يصفي حزبه ويواجه رئيس الحكومة السرية

دوغو برينتشاك، زعيم حزب الوطن التركي، معروف بأنه رئيس الدولة العميقة في تركيا يعتبره تقرير نشرته صحيفة "زمان عربي" التركية بأنه من أكبر مهددي نظام رئيس تركيا رجب طيب أردوغان خاصة بعد استبعاد حلفائه الإسلاميين مثل تنظيم الخدمة، وعزل أصدقائه مؤسسي حزب العدالة والتنمية.
خرج دوغو برينتشاك من السجن في 2014 مع زملائه، بعد قضاء 4 سنوات في الحبس لتحقيقات تنظيم "أرجنكون"، وتصفه المحكمة بالدولة العميقة أو الحكومة السرية، ولعب أردوغان دورا هاما في تهميشها عندما كان رئيس وزراء للبلاد.
ويشير التقرير أن ربنتشاك يعتبر "المتحدث" باسم هذه الحكومة السرية التي تحكم تركيا منذ سقوط الدولة العثمانية وتأسيس الجمهورية الحديثة من وراء الستار، وتوجه الحكومات المدنية أيا كان اتجاهها نحو أهدافها، وذلك بأساليب الحرب النفسية وعمليات خرق العقول بمهارة فذة.
ولفت التقرير إلى أن كوادر أمنية وقضائية في الدولة العميقة قطعت أشواطا عريضة لإنقاذ تركيا وتحويلها من "دولة مارقة" لتكون دولة قانون، ونشأت تلك الكوادر في بيئة ديمقراطية وليبرالية منذ رؤساء الحكومة الأوائل عدنان مندريش وطرغوت أوزال ونجم الدين أربكان، وتغلبت على النخب التي كانت تمثل الوصاية العسكرية والقضائية في تركيا.
وتحدثت الصحيفة عما سمته بـ"بداية النكسة" في إشارة إلى اجتماع قال عنه أردوغان أن مضمونه سيقى سرا حتى موته، وإن لم يكشف عنه الطرف الآخر، والطرف الآخر كان رئيس الأركان آنذاك ياشار بويوك آنيط وعقد في 5 مايو 2007.
وبحسب الصحيفة فإن الخطة تقتضي القضاء على حركة الخدمة التابعة لفتح الله جولن، وهي من كبريات الحركات المدنية في تركيا، وهو القسم الأول من خطة تنظيم أرجنكون "خطة القضاء على حركة الخدمة وحزب أردوغان" .
ويرفع أردوغان شعار "إزالة التآكل الهيكلي" وهو بحسب الصحيفة ستار للتمويل والتضليل والتغطية على حقيقة حملته التي تستهدف تصميم البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية، فأردوغان بات في صورة الرجل الأوحد المسيطر عليه، ومن حوله أماكن مزروعة من قبل "الدولة العميقة" لأشخاص في صورة مستشارين، ولايزال أردوغان يعلن حربا علنية على ما تبقى من مؤسسي الحزب، مثل الحملات على رؤساء البلديات الكبرى في اسطنبول وبورصا وأنقرة وباليكسير ونغدا، وتغيير معظم رؤساء الحزب في المدن المختلفة.
وتخلص الصحيفة إلى أن الإسلاميين الذين سكتوا عن استبداد أردوغان بحجة حرب الكيانات الموازية يدفعون الثمن الآن، وأن أردوغان سيجد نفسه في النهاية في مواجهة رئيس الدولة العميقة بعد أن صفى جميع المنافسين والمتحالفين الإسلاميين.