قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الإفتاء تهنئ بالعام الجديد: اللهم نسألك حفظ بلادنا وسلامة أنفسنا

0|محمد صبري عبد الرحيم

هنأت دار الإفتاء المصرية، المصريين ببداية العام الميلادي الجديد، متمنيةً أن يكون عامًا جديدًا في طاعة الله تعالى.

ودعت الإفتاء، عبر صفحتها على «فيسبوك»، الله -عز وجل-، قائلة: «اللهم في عامنا الجديد نسألك حفظ بلادنا وسلامة أنفسنا وأبنائها وشفاءً لمرضانا ورحمةً لموتانا وسعةً في أرزاقنا».

وأكدت دار الإفتاء، أن احتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح أمرٌ مشروعٌ لا حرمة فيه؛ لأنه تعبيرٌ عن الفرح به، كما أن فيه تأسِّيًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم القائل في حقه: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» رواه البخاري.

وقالت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «هل يجوز احتفال المسلمين مع المسيحيين وتهنئتهم في رأس السنة الميلادية؟»، إن المسلمين يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيام ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة، فإنها من أكبر نِعم الله تعالى على البشر.

وأضافت أن الأيام التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام على العالمين، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى: «وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا» [مريم: 15]، وقال عن سيدنا عيسى: «وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا» [مريم: 33]، وقال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ» [الصافات: 79]، وقال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ» [الصافات: 109]، ثم قال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ» [الصافات: 120]، إلى أن قال تعالى: «وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ» [الصافات: 181-182].

وتابعت: إذا كان الأمر كذلك، فإظهار الفرح بهم، وشكر الله تعالى على إرسالهم، والاحتفال والاحتفاء بهم؛ كل ذلك مشروع، بل هو من أنواع القرب التي يظهر فيها معنى الفرح والشكر لله على نعمه، وقد احتفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيوم نجاة سيدنا موسى من فرعون بالصيام؛ فروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يومًا -يعني: عاشوراء-، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرًا لله، فقال: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ» فصامه وأمر بصيامه. فلم يعدَّ هذا الاشتراك في الاحتفال بنجاة سيدنا موسى اشتراكًا في عقائد اليهود المخالفة لعقيدة الإسلام.

وأوضحت: أما تهنئة غير المسلمين من المواطنين الذين يعايشهم المسلم بما يحتفلون به؛ سواء في هذه المناسبة أو في غيرها؛ فلا مانع منها شرعًا، خاصة إذا كان بينهم وبين المسلمين صلة رحم أو قرابة أو جوار أو زمالة أو غير ذلك من العلاقات الإنسانية، وخاصة إذا كانوا يبادلونهم التهنئة في أعيادهم الإسلامية؛ حيث يقول الله تعالى: «وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا» [النساء: 86]، وليس في ذلك إقرار لهم على شيء من عقائدهم التي يخالفون فيها عقيدة الإسلام، بل هي من البرِّ والإقساط الذي يحبه الله؛ قال تعالى: «لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» [الممتحنة: 8].

وألمحت إلى أن الآية تقرر مبدأ التعايش، وتبين أن صلة غير المسلمين، وبِرَّهم، وصلتهم، وإهداءهم، وقبول الهدية منهم، والإحسان إليهم بوجه عام؛ كل هذا مستحبٌّ شرعًا؛ يقول الإمام القرطبي في "أحكام القرآن" (18/ 59، ط. دار الكتب المصرية): [قَوْلُهُ تَعَالَى: «أَنْ تَبَرُّوهُمْ» أَيْ: لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنْ أَنْ تَبَرُّوا الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ ... «وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ» أَيْ تُعْطُوهُمْ قِسْطًا مِنْ أَمْوَالِكُمْ عَلَى وَجْهِ الصِّلَةِ].

وكان الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، قد أعرب عن تمنياته أن يكون 2018 عام خير وسلام على البشرية جمعاء، داعيًا إلى ضرورة العمل على نشر ثقافة التسامح والتعايش المشترك في جميع أنحاء العالم ونبذ كل مظاهر العنصرية والتطرف والإرهاب.

وأكد الإمام الأكبر أنه مع إطلالة عام جديد يجب علينا أن نعمل سويًّا على نشر قيم العدالة والمساواة، وأن نشترك جميعا في مداوة آلام المستضعفين والمحرومين والمظلومين في جميع أنحاء العالم، وأن تسود ثقافة الحوار بين أبناء المجتمعات المختلفة.

وشدد الإمام الأكبر على أن تجارب الأعوام الماضية، بل سجلات التاريخ قديمة وحديثة، تؤكد أن سلام ورخاء البشرية أمر لا يقبل التجزئة، وأنه يستحيل أن ينعم جزء من العالم بالرخاء والسلام بينما يقبع جزء آخر تحت نير الفوضى والحرمان، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي وقواه الفاعلة أن تتحرك بفاعلية من أجل عالم خالٍ من الجوع والفقر والتهميش، فالمجاعات في أفريقيا، والقمع والاضطهاد في بورما، واحتلال فلسطين ومحاولات سلب حقوق الشعب الفلسطيني ونهب مقدساته، كلها قضايا مُلحَّة يجب أن تتصدر اهتمامات العالم في عامه الجديد.

ودعا الإمام الأكبر الله -عز وجل- أن يكون العام الجديد عام عمل وعطاء وجد واجتهاد من أجل رقي وتقدم مصرنا الحبيبة وعالمنا العربي والإسلامي، وأن نعمل سويًّا على الارتقاء والنهوض بعالمنا المحيط بما يعود بالأمن والسلام والرخاء ومستقبل أفضل للبشرية جمعاء.