الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زمن الصغير !!!


استجابة لدعوة لحضور حفل زفاف ابن صديق لى، ومع أنى لا أحب هذه النوعية من الحفلات التى تقام فى كبريات الفنادق ويكون فيها المدعوون شاشات عرض لكل شىء من الجسد إلى ما يحتويه، إلا أنني لم أستطع ألا ألبى دعوة صديق عمرى وأشاركه فرحته بزفاف ابنه الذى هو بمثابة ابنى ..

ذهبت إلى الحفل وبالطبع كنت لا اختلف عن المدعوين فى طريقة الملبس والتبرج إلا أننى كنت متحفظة بصورة أو بأخرى وكنت أيضا أشعر أننى اقتحم عالما غريبا على ما نشأت عليه ..بعد تقديم التهانى لصديقى وزوجته وتقبيل العريس وعروسه وتوزيع القبلات والتهانى على من أعرفهم ومن عرفنى بهم صديقى، انتهى بى المطاف إلى الجلوس على مائدة فخيمة بجوار والد العريس الذى هو صديقى منذ أيام الجامعة ومن حين لآخر أنظر إليه وأراقب سعادته التى وصلت به للبكاء لأنه لا يصدق أن ابنه صار رجلا وسيتزوج ويصبح مستقلا وله حياته وعالمه.

وبينما صديقى يصف لى حقيقة مشاعره ويصور لى مقدار سعادته ومدى غبطته فجأة اصطف ما لا يقل عن عشرين شخصا بزى موحد على جوانب قاعة العرس وينظرون إلى ناحية من نواحى القاعة والمعازيم يهللون ويصفقون وأنا لا أدرى ماذا يحدث ولا ماذا سيحدث فجذبت صديقى وسألته ومع أنه استغرب أننى لا أعرف طبيعة هذه المقدمة وظن أنني أمازحه إلا أنه استجاب لإصرارى على المعرفة وأجاب وكله فخر وشموخ بأن نجم النجوم هو شرف هذا العرس وهو الذى سيحييه وتركنى فى حيرتى التى ظهرت معالمها على وجهى وعلى كل ما فى، وفى لحظة تحولت القاعة إلى هياج وتصفيق تعلن باعتلاء نجم النجوم المسرح وسط انبهار الحضور.. ويغنى النجم أغانى لكبار المطربين ولكن بطريقة من كل فيلم أغنية وليس هذا فقط ولكنه للحق يجود عليها ويغير معالمها بالطبع إلى الأسوأ والكل يصفق ويهلل ويتراقص ويتمايل معه.

الغريب أن أعضاء الفرقة الموزعين فى أرجاء القاعة يقومون بعمل غريب وهو التراقص أمام المدعوين ومداعبتهم وإجبارهم بصورة أو بأخرى على شيئين أما التصفيق أو الرقص. ولفت انتباهى أن نجم النجوم مطرب الحفل لم يكف عن الرقص بل أنه كان يجيده كما لو كان قد فى يوم مولد الشيخ عيسى ..وسط كل ما أنا فيه نظرت حولى لم أجد فردا واحدا لا يرقص أو يصفق أو يزاحم الكل حتى يحظى بملامسة يد النجم المطرب أو التقاط صورة معه والأدهى والأمر أن فتيات وسيدات يصعدن إلى المسرح كى يحظين بشرف الرقص بجوار ومع نجم الاحتفالية والحفل وللحق أقول إنهن كلهن كن يحرصن على المنافسة وأيضا يسعين لجذب انتباه النجم وربما ترك انطباع الرضا والقبول لديه لعل وعسى أن يكون الغد أفضل.

.ساعتان كاملتان يقفز فيهما النجم من المسرح إلى كل شبر فى القاعة ويصاحبه أعضاء فرقته مصفقين مهللين مكبرين له ومعهم جمهور يتمايل يمينا ويسارا معلنا عن بهجته وسعادته وربما اكتمال أمانيه..وينتهى الحفل وتنتهى معه كل حواسى وخاصة السمع فقد أصبت بصمم جعلنى استرجع أصوات تربيت عليها واستنشقت شذاها وعدت إلى بيتى وأنا أردد.... بتنادينى تانى ليه بعد اللى سمعته ها اسمع تانى ايه مخلاص الصغير نسى ان فيه كبير يحط عليه...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط