الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخروج عن النص فى العمل العام


إن مفهوم العمل العام والعمل المجتمعى يتلخص من وجهة نظرى فى كونه أداة أو وسيلة لإيصال ما هو مفتقد إلى مستحقيه، 

فالعمل العام والمجتمعى وجوده ضرورة حتمية وخاصة فى دول العالم الثالث التى نحن منها , وذلك لندرة الإمكانيات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية , وأحيانا يكون العمل العام ضرورة حتمية بسبب سوء إدارة الحكومات للموارد الحقيقية للدولة مما يترتب عليه الفقر والجهل للأفراد الذى يترتب عليه المنهج السائد فى المجتمع , ولذلك فإن مساعدة الحكومات من خلال القائمين على العمل العام سواء مؤسسات أو أفراد واجب وطنى لكل من لديه إنتماء حقيقى تجاه أهله ووطنه.

ويجب ان لا ننكر أن العمل العام محفوف بمخاطر عدة , أهم هذه المخاطر الشائعات المجهولة التى تنال من كل منَ يعمل داخل هذه المنظومة غير السوية ... نعم منظومة غير سوية ليس لكونها تقدم خدمات الى من يحتاجون هذه الخدمات , ولكن , دائما يترتب على تقديم الخدمات بعد عناء ومشقة , طعنات لمن يقدمها , فتارة يُتهم مقدم الخدمات أنه لص أو أنه مريض نفسيا وتارة أخرى يُتهم بالجنون وقد يتهم بأنه يسعى الى تقديم خدماته من أجل الوصول الى منصب سياسى , وقد يناله إتهام أنه يعمل من أجل أن يتغنى الناس باسمه , مع أنه فى الأساس لا يريد من عمله إلا وجه الله , ولم يسعَ خطوة واحدة تجاه العمل العام والمجتمعى, إلا من باب ودافع المصلحة الوطنية ذلك لأنه شعر أن ما يقدمه سيكون بمثابة أحد الدوافع لتقدم المجتمع فى مراحل إستثنائية من عمر الوطن.

أكتب هذا المقال من باب الدفاع عن أى شخص أو أى مؤسسة تعمل فى العمل العام , مع أنى أفتقد هذا الشرف , لأنهم يقدمون ما لا يقدمه غيرهم , لدرجة أننى أشعر أن هؤلاء الأشخاص أو تلك المؤسسات خوارق لأنهم إستطاعوا تقديم كل ما هو إيجابى ومنظم من أجل الإرتقاء بالأفراد والمجتمع , وهم بالفعل خوارق لأنهم يعملون فى بيئة لا تهضم العمل الجماعى لأن هذه البيئة تعودت على الأنانية والخمول والكسل ومحاربة النجاح وإفساد أى عمل محترم يقدم للناس بمبررات واهية ليس لها أصل ولا فصل وهى بعيدة عن الحق واليقين .

ولذلك فأنا أرفع القبعة عرفانا بالجميل وشكرا واجبا لكل من يعمل فى العمل العام , سواء من تحت سقف بيته أو من خلال مؤسسات مشهرة وكيانات رسمية فالجميع يؤدى عملا لا يستطيع غيره أن يؤديه , كما أدعو الجميع الى التكاتف خلف هؤلاء الذين يحلمون بمستقبل واعد لأبنائنا ويحلمون بعيشة كريمة الى آبائنا ويحلمون بحاضر يسع الجميع بالمعطيات الضئيلة .

يا سادة ... لا تفسدوا الأعمال ولا تشوهوها , لإن العمل العام الرسمي والأهلي من أعلي الأمانات التي أمر الله سبحانه وتعالي بها فقد قال الله عز وجل إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها كما أن العمل العام يحمل في طياته مسئوليات كبيرة, نظرا لارتباطه بمصالح عامة الناس وانها أمانة ومسئولية كبيرة, وعلي كل من يتحملها أن يقوم بها لأنه محاسب عليها أمام الله عز وجل , ووجب على الجميع مساعدة القائمين على العمل العام وتشجيعهم حتى لا يصابوا بالإحباط سريعا , والخاسر الجميع.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط