بخفة يد وحركة انسيابية، يتجول الشاب الثلاثيني في شوارع القاهرة ، حاملا صينية الشاي بيده اليسرى، يصدر نغمات بالمعلقة، يتحرك بين السيارات كأنه دارس لحركاتها، لا تعيقه حرارة الشمس ولا برودة الشتاء عن مزاولة عمله كبائع شاي.
أحمد قاسم، وجد نفسه بعد تخرجه في كلية التربية الرياضية، تائها ما بين رغبته في العمل وكسب رزقه وصعوبة العثور على وظيفة أحلامه.
نشأ قاسم في حياة صعبة بين أسرة متوسطة وأخوة متعددة، وبعد زواجه والوقوف أمام مسئولية تربية طفلين قرر الشاب الثلاثيني عدم الرضوخ والاستسلام لظروفه القاسية التي عاشها، متخذا مبدأ "أكل العيش والشغل مش عيب"، فأتجه لبيع الشاي في أحد مقاهي العاصمة.
اشتهر بـ"ميدو" في شوراع القاهرة ، وأصبح له ألفة بين أصحاب المحلات، بعدما بدأ من الصفر بشراء عدته الخاصة لبيع الشاي، وبضعة أكواب وأكياس من النسكافيه والكابتشينو والشاي والنعناع وبراد الماء الساخن والسكر لعمل الشاي.
وفي محاولة منه لتطوير نفسه والبحث عن مصدر رزق آخر، اتجه قاسم إلى بيع المشروبات الطبيعية من عصائر البرتقال وبيعها في فصل الصيف للمارة والبائعين لمقاومة الحر، متخذا أي سبيل لتطوير ذاته ومهنته، غير مكترثا بشهادته التي ضرب بها عرض الحائط، باحثا عن الوظيفة التي تجلب له الرزق الحلال لأطفاله.
وبالرغم من بساطته، يعتبر أحمد قاسم نفسه قدوة للشباب الذين يبحثون عن عمل، مؤكدًا أنهم عليهم السير على خطاه متخذينه مثالا للإصرار والعزيمة، وعدم الانسياق خلف اليأس والجلوس فقط على القهاوي.