الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبو الغيط يدعو إلى تنفيذ خطة دبلوماسية عربية للحفاظ على التأييد العالمي للأونروا..صور

صدى البلد

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن القرار الأمريكي بوقف تمويل وكالة "الأونروا" يمسّ بُعدًا إنسانيًا مباشرًا من أزمة الأونروا المالية؛ وهو ما يتعلق بحياة الملايين من إخوتنا الفلسطينيين، تعليمًا وصحةً وعملًا، مشددًا على ضرورة التعاطي مع هذا القرار من واقع المسئولية العربية الجماعية، والتضامن سواء مع اللاجئين أنفسهم، أو مع الدول العربية التي تستضيفهم.

وأوضح "أبو الغيط"، خلال مداخلته في الجلسة الخاصة لمناقشة الأزمة المالية للأونروا، التي عُقدت اليوم، الثلاثاء، بمشاركة وزراء الخارجية العرب، أن ثمة بُعدًا سياسيًا أخطر للقرار الأمريكي يتمثل في أن الحجج التي ساقتها الإدارة الأمريكية لتبرير قرارها تنطوي على معنى خطير، حيث إنها تضرب الأساس القانوني والأخلاقي الذي قامت عليه قضية اللاجئين.

واستشهد بتصريح أحد المسئولين الأمريكيين في معرض الدفاع عن القرار، والذي قال فيه: "سنكون أحد المانحين إذا قامت الأونروا بإصلاح ما تفعله، إذا غيرت بشكل فعلي عدد اللاجئين إلى عدد دقيق سنُعيد النظر في شراكتنا لهم"، لافتًا إلى أن الهدف النهائي من القرار هو إعادة تعريف صفة اللاجئ، بقصرها على الجيل الأول، في تطابق كامل مع الرؤية التي طالما كررتها إسرائيل منذ 1948.

وأكد "أبو الغيط"، أن التحدي الأول أمام الدول العربية هو الحفاظ على التفويض الممنوح للأونروا، وأن نمنع هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف نزع الشرعية عنها، وربما استبدالها بكيانات أخرى في المستقبل.

ودعا إلى وضع خطة دبلوماسية محكمة للحفاظ على التأييد العالمي القائم بالفعل للأونروا ودورها، حتى يبقى الموقف الأمريكي معزولًا ومرفوضًا، مضيفا: "نحن نحتاج إلى العمل على توسيع دائرة المساهمات الدولية في الأونروا، حتى لو جاءت هذه المساهمات في صورة مبالغ قليلة. فالمعنى السياسي هنا ينطوي على أهمية بالغة، وله دلالة كبيرة".

وقال "أبو الغيط": "بالأمس أخبرني المفوض العام للأونروا لدى استقبالي له بأن الصين عززت مساهمتها بالوكالة من 350 ألف دولار أمريكي إلى 2.3 مليون دولار، وهذا الالتزام الجديد جاء كانعكاس مباشر للمنتدى العربي-الصيني الذي عُقد في يوليو الماضي بالعاصمة بكين، ويُعبر عن موقف يتبناه الرئيس الصيني نفسه"، مضيفًا "أن هذا توجهٌ جيد أُثني عليه، وينبغي أن نظهر موقفًا جماعيًا نرحب فيه بهذه المساهمات الجديدة، وربما نولي تركيزًا أكبر في المرحلة القادمة لدول مانحة جديدة".

وأكد أن العامل الرئيسي الذي يعزز الموقف الدبلوماسي العربي في مواجهة الآخرين يتمثل في التزامنا كدول عربية بسداد الحصص كاملة في الأونروا، والعمل أيضًا على زيادة المساهمات بشكل معتبر، وبصورة تقنع الآخرين بأننا نتولى أمور أنفسنا، ونتحمل المسئولية عن قضايانا العادلة، قبل أن نطالب الآخرين بالإسهام والمشاركة.