بعدما أنهكها المرض.. زراعة الكبد قبلة الحياة لـ سما.. ووالدها: نفسي تعيش

«يوما ما ستشفى من مرضها، لتمارس حياتها الطبيعية كجميع الأطفال في عمرها» ليست هذه كلمات عابرة وإنما هي أمنية والد الطفلة «سما أحمد محمد» والتي لم يتجاوز عمرها 11 عاما، عانت فيهم مرارة الألم طوال تلك السنوات، فأنهك المرض جسدها الضعيف، وبات أهلها ينتظرون، اليوم الذي تعود لحياتها الطبيعية لتمارس حياتها كباقي الأطفال.
«سما أحمد محمد» ذو الـ 11 عاما، من إحدى الأسر متوسطة الحال بمركز الباجور بمحافظة المنوفية، والتي عاشت طفولتها طريحة الفراش تعاني، أصبحت حياتها مرتبطة بعملية زراعة كبد، والتي تتكلف قرابة 450 ألف جنيه، ولا تمتلك أسرتها من ثمن تلك العملية سوى الدعاء، لعل الله يبعث لهم من يحنو على تلك الطفلة ويعيد رسم البسمة على وجهها وتستكمل حياتها.
«بنتي محتاجة زراعة كبد.. واحنا منقدرش على تكاليف العملية، وكل الأطباء قالوا لازم زراعة كبد علشان تعيش»، بتلك الكلمات بدأ «أحمد محمد» والد الطفلة سما، حديثه عن معاناة ابنته، كاشفا أن معاناتها ليست وليدة اليوم ولكنها من صغرها حتى استمرت مشاكلها الصحية تتزايد حتى وصلت الوضع الحالي، قائلا: «القصة بدأت وهي عمرها عامين ونصف العام، لاحظنا تضخما أعلى المعدة؛ فقمنا بعرضها على الطبيب، فقال الأطباء أنها تعاني مرض "الذئبة الحمراء"، وهو مرض مناعى يهاجم أعضاء الجسم بشراسة، وظلت تعالج حتى قمنا بزيارة لأحد الأطباء فى شهر فبراير عام ٢٠١٧، وكانت صدمتنا عندما قال لنا إن تشخيص مرض الطفلة كان خطأ من البداية».
أسرة "سما" لم تقتصر على طبيب واحد، كما أجرت العديد من الفحوصات للاطمئنان على صحة طفلتها لمدة أكثر من عام ونصف حتى بلغت مرحلة الخطر «عملنا كشوفات وفحوصات لمدة سنة ونص، واكتشفنا إن بنتنا كانت بتتعالج غلط وحصل عندها تليف في الكبد وعلشان تعيش لازم عملية زرع كبد».
«بنتي هتروح مني لو معملتش عملية زراعة الكبد.. وأنا مش معايا فلوس أعمل العملية، فياريت وزارة الصحة والجمعيات الخيرية تساعدنا عشان بنتي تقدر تعيش.. علشان مفيش أب يقدر يستحمل يشوف بنته بتتعذب وهو مش قادر يعملها حاجة»، هكذا ناشد والد "سما" الدولة ممثلة في وزارة الصحة، والجمعيات الخيرية في الدولة لتبني علاج ابنته، لعدم قدرته على علاجها وليعيد إليها بسمتها وسعادتها.