الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيف محمود يكتب: الحرف اليدوية يا ريس

صدى البلد


اهتم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعديد من المشروعات وأعاد لها الحياة، ولن أبالغ لو قلت أن هذه فرصة لكي نتحدث عن الحرف اليدوية، من الصعب تكرارها إلا في وجود السيد الرئيس لما يمتلكه من رؤية مستقبلية في العديد من المجالات.

فالمقترح هو إنشاء (مدينة الحرف اليدوية) وهي مدينة لوجستية عالمية بها معارض دائمة على مدار العام لعرض منتجات لن تجدها إلا في مصر ومعظمها يدوية الصنع، وكثير منها قارب على الاختفاء بسبب عدم الإهتمام بها، ومن شأن هذه المعارض أيضًا أن تقوم بتصدير منتجاتها إلى الغرب بعد الترويج لها جيدًا.

فهناك العديد من الحرف اليدوية التي تبهر السائحين القادمين من الغرب بل ويدفعون فيها الكثير من الأموال من شدة إعجابهم بها.
بعض هذه الحرف أو الصناعات مثل الفخار والحفر على النحاس وصناعات الزجاج المختلفة وصناعة منتجات الخيوط من الكروشية والكليم والسجاد المصري والتي تلاقي استحسانًا من جانب الكثير من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية، فلنتخيل إن قمنا بتصدير هذه المنتجات المصنوعة من القطن المصري، ستلاقي رواجًا كبير وتجلب عملة صعبة وتفتح الكثير من القنوات مع الأسواق في الخارج.

فمن الأفكار التي قد تكون مربحة وتلاقي رواجًا كبيرًا هي الكتابة على نبات الباردي والطباعة عليه، فمن الممكن أن تضم هذه المدينة مصنع صغير لإنتاج البرديات المطبوعة حسب طلب كل عميل من خارج مصر وبالطبع تكون بلغته وذلك عن طريق موقع خاص بالمشروع على الانترنت يدخل اليه المشتري ويطلب منتجه بمواصفاته ولغته ويتم تصدير المنتج اليه بعد الانتهاء منه، فمثلًا يتم طباعة اسم المشتري على الباردي بالفرعوني وبلغته وطبع صورته أو صورة عائلته، مع وضعها داخل برواز به حفر يدوي فرعوني، وهكذا من الأفكار العديدة.

فبعض أصحاب الموهبة من صانعي المنتجات اليدوية لا يجدون أي فائدة من صنع هذه المنتجات لأنه لا يوجد لها سوق رائج للأسف فس مصر! أو لا يجدون من يهتم بتنمية هذه الصناعات وبالتالي يحجمون عنها ومع الوقت سنجد أنها أصبحت من التراث.
إن حجم التجارة العالمية للحرف اليدوية والتقليدية يفوق ‏100‏ مليار دولار، وقد أدركت كثير من البلاد أهمية استثمار تراثها الحرفي ، فعملت على إقامة آلاف الورش والمصانع، وبالتالي إلى خلق مئات الألوف وربما الملايين من فرص العمل لشبابها، وإلى فتح أسواق لتصريف منتجاتها في كل مكان ، ما جعلها تتحول من دول فقيرة، أو دول مستهلكة لما ينتجه غيرها من أزياء وأثاث ومفروشات وأدوات منزلية وكافة احتياجات الحياة اليومية، إلى دول غنية من عائد تصدير منتجاتها الغزيرة من الحرف اليدوية لمختلف أنحاء العالم، إضافة إلى تعميقها للبعد الثقافي كدول ذات إرث حضاري يجعلها تقف باعتداد أمام الدول المتقدمة في عصر العولمة، بلا ميزة تنافسية غير إبداعها الشعبي ‏.‏

أتمنى أن تلتفت الدولة لهذا الموضوع الهام حيث أن هذا المشروع لن يكلف الدولة سوى بعض التكاليف البسيطة من أرض وتجهيزات الكهرباء وغيرها من أساسيات ليكون المشروع جاهز لجذب الأنشطة المختلفة والأيدي العاملة.ذ